إن مصطلح تحليل الدم أو سحب الدم يقال للإجراء الطبي الذي يحدث فيه سحب عينة من دم شخص مريض من أجل إجراء فحص مخبري معين ، والتي تكون في الغالب من وريد الذراع بواسطة إبرة خاصة ، وعادةً ما يكون تحليل الدم سريع وسهل دون أن يحدث أي مضاعفات عند الشخص المريض ، وننوه هنا إلى أن بعض تحاليل الدم تتم أيضاً من خلال وخز الإصبع ، وتساعد تلك الفحوصات الأطباء على أن يتحققوا من وجود أمراض وحالات معينة ، ذلك بالإضافة للتحقق من سلامة أعضاء الجسم المختلفة ، أو من مدى تأثير دواء معين بالجسم ، وتكثر الأسئلة في شهر رمضان المبارك حول المفطرات وهل إن كان سحب الدم يعد مفطر من المفطرات أم لا ، وفي هذا اليوم سوف نرد على أسئلة سحب الدم يفطر الصائم ؟ وحكم سحبه للتبرع به ، فقوموا بالمتابعة معنا.
هل تحليل الدم يفطر الصائم؟
- يرى الجمهور من أهل العلم من المالكية ، والشافعية ، والحنفية ، وجمهور الحنابلة بأن سحب عينة من الدم بغرض التحليل الطبي لا تفطر ، وذلك لعدم وجود ما يقتضي الفطر ؛ حيث يعتبر ذلك الإجراء عملية سحب للدم ، ولا يحدث فيه إدخال شيء للجوف ، والدم الذي يخرج لا يفسد الصيام ، وقد استند الفقهاء في قولهم هذا على صحة الصيام بعد إجراء سحب عينة من الدم على صحة صوم من افتصد ، بمعنى قطع شريانه ليخرج دم فاسد منه ، حيث لا يعتبر الفصد مفطر من مفطرات الصوم.
- وذلك لأن ما يخرج هو قليل من الدم ، مع قول العلماء بكراهة ذلك لو كان سحب الدم يضعف المرء الصائم ، في حين يرى بعض الحنابلة بأن تحليل الدم يفسد الصيام ، وذلك لأنه قد يكون سبب في ضعف الصائم وقلة حيلته لإتمام الصوم ، قياساً على فساد صيام من احتجم ، والقول بأن سحب الدم مثل الحجامة ليس دقيق ، وذلك بالنظر لأن الحجامة يخرج معها دماء كثيرة ، وهو ما ليس متحققاً منه بسحب عينة الدم.
- وقد ذهب بعض العلماء المعاصرين لصحة صوم من سحب عينة من دمه ، وذلك لأن الفطر يكون بدخول الدم ، وليس بخروجه ، ذلك بالإضافة لأن الكمية التي تسحب من الدم قليلة لا تؤثر بصحة صيامه ، وممن قال بذلك : العلامة ابن باز ، وابن عثيمين ، والقرضاوي.
للمزيد يمكنك قراءة : مفسدات الصوم المتفق عليها
حكم سحب الدم من الصائم للتبرع به:
لقد اختلف أهل العلم على حكم سحب الدم من المرء الصائم للتبرع به ، وبيان أقوالهم فيما يلي :
- القول الأول : لقد ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية ، والمالكية ، والشافعية لعدم إفساد التبرع بالدم للصيام ، وذلك قياساً على عدم صيام من احتجم ، إلا أنها تكره لو أوقعت بالمحتجم ضعف ، وذلك بدليل ما ورد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم] ، وعلى هذا فإن التبرع بالدم ليس من المفطرات ، إلا أنه مكروه بحال ضعفت صحة الشخص المتبرع عند سحب الدم ، الأمر الذي قد يضطره للإفطار لضعف قوته.
- القول الثاني : لقد ذهب الحنابلة لفساد صيام المتبرع بالدم ، وذلك قياساً على الحجامة ، حيث يرون أن الحجامة يفطر بها الحاجم والمحجوم ، ودليلهم في هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث : [أفطر الحاجم والمحجوم].
للمزيد يمكنك قراءة : مبطلات الصوم ومكروهاته
من رخص الإفطار:
- السفر : لقد اتفق جمهور العلماء على شروط السفر المبيحة للفطر فاشترطوا أولاً أن تكون مسافة السفر ليست أقل من 81 كيلو متر ، وهي المسافة التي تبيح قصر الصلاة ، وأن يشرع المسلم في السفر قبل أن يطلع الفجر ، وترخص الحنابلة بالشرط الأخير ، وزاد الشافعية عليهما شرطاً ثالثاً ألا وهو أن يكون الإنسان دائم السفر ، فلا يصح له الفطر إلا لو لحقته مشقة من الصيام.
للمزيد يمكنك قراءة : متى فرض الصيام على المسملين