محتوي الموضوع
إن النية تعتبر شرط لقبول العمل ، فكل عمل يقوم به العبد المسلم لا يقبل إلا بشرطين اثنين ، أولهما : الإخلاص لله عز وجل ، وثانيهما ، أن يوافق ذلك العمل شرع الله عز وجل ورسوله ، فأي عمل أريد به غير الله وكانت نية صاحبه الشهرة فقط أو الرياء فهو عمل ليس مقبول ، وتعد النية الصالحة واحدة من أهم أعمال القلوب التي تسبب للعبد المسلم السعادة بالدنيا والآخرة ، وفي هذا المقال سوف نتعرف على شرح حديث إنما الأعمال بالنيات من الأربعين النووية ، فتابعوا معنا.
شرح قول النبي : [إنما الأعمال بالنيات]:
إن المراد من قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [إنما الأعمال بالنيات] ، أي أن العمل واقع وحاصل بالنوايا ، وكل أعمال البر يجب لها من نية تسبق ذلك العمل ، ويعتبر ذلك الحديث الشريف من الأحاديث الجامعة ، وقد ابتدأ به غالبية أهل العلم كتبهم ، من أجل أن يؤكدوا على مضمونه من ضرورة الإخلاص بكل عمل يقوم به المرء المسلم ، والابتعاد عن الشهرة وعن الرياء ، وهو من رواية الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وفيما يلي شرحه :
إنما : وهو حرف يقصد به حصر الشيء ، وذلك لأنه مركب من حرفين (إن) ، وهو حرف إثبات ، وحرف (ما) ، وهو حرف نفي ، وإثبات النفي عند علماء الأصول يفيد الحصر.
الأعمال : والأعمال تعني كل التصرفات التي تصدر عن الشخص ، وتشمل الأقوال والأفعال ، وكلمة الأعمال الواردة في الحديث الشريف تحصر فقط الأعمال المفتقرة للنية ، إلا أن هناك من فسرها على عمومها على أنها تشمل كل الأقوال والأفعال الصادرة عن العبد المسلم ، والأعمال من حيث لزوم النية لها مقسمة لأنواع ألا وهي :
- الأعمال القلبية : كالتوبة والحب في الله ، ونحو ذلك.
- الأعمال البدنية : وهي التي يقوم بها المرء المسلم من أجل أن يتقرب من الله عز وجل مثل : الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصيام ، وغيره من العبادات ، فتلك يشترط لها النية لحصولها ، كما أنه يوجد أعمال يقوم بها الإنسان من العادات اليومية ، مثل : الأكل والشرب والنوم ، وتلك لا يشترط بها النية ، إلا لو نوى بها العبد المسلم أن يتقوى بتلك الأعمال على طاعة الله عز وجل فيأخذ أجراً عليها.
بالنيات : الباء هنا تقدر على أنها للسبب ، فيترتب عليه أن تكون النية جزء من العمل أو جزء من العبادة ، أو تقدر على أنها للمصاحبة ، فيترتب عليه كون النية شرط للعبادة ، ومفرد النيات نية ، وهي باللغة لفظ مشتق من كلمة نوى ، بمعنى قصد ، وفي الشعر تعني قصد العبد المسلم المقترن بفعله ، والنية محلها القلب ، وقد شرع الله عز وجل النية كي تتميز الأعمال عن بعضها البعض ، فقد يغتسل المرء المسلم على سبيل المثال من أجل النظافة ، وقد يكون الاغتسال من أجل إزالة نجاسة ، إلا أن النية هي التي تمايز الأفعال عن بعضها ، كما أنها تفرق بين مراتب العبادات ، فقد يصلي العبد المسلم إما بنية أداء الفريضة وإما بنية النافلة.
للمزيد يمكنك قراءة : حديث شريف عن الصبر
شرح قول النبي : [وإنما لكل امرئ ما نوى]:
- إن قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذلك فيه إعلام أنه لا يحدث للعبد إلا ما تكون عليه نيته ، فمن ينوى خيراً سينال خيراً ، ومن ينوي شراً سينال شراً ، لأن ذلك أسلوب حصر يوضح أن جزاء العمل مترتب على نية صاحبه ، وعليه فإن أراد المسلم بعمل ما ابتغاء مرضاة الله عز وجل والتقرب له وأداء طاعاته ، قبل الله سبحانه وتعالى عمله ، ونال الثواب والأجر ، ومن كانت نيته غير ذلك لم يحصل على الثواب والأجر ، مثل من جلس بالمسجد من أجل عمل دنيوي ، فلن يحصل على الثواب كشخص جلس ناوياً انتظار الصلاة.
للمزيد يمكنك قراءة : حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة
شرح الحديث بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : الحديث والسيرة النبوية الشريفة والفرق بينهما