شعر

شرح قصيدة بانت سعاد في مدح الرسول

شرح قصيدة بانت سعاد في مدح الرسول لكعب بن زهير، هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني، أحد أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي والإسلامي. ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية عام 594 م. نشأ في بيئة أدبية، حيث كان والده زهير بن أبي سلمى من أشهر شعراء عصره. عاش كعب حياةً عاصفة، تنقّل فيها بين مختلف القبائل العربية.

أسلم بعد فتح مكة عام 630 م، ومدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقصيدته المشهورة “بانت سعاد” التي عرفت باسم “القصيدة البردة”. توفي كعب بن زهير في المدينة المنورة عام 662 م. أعماله: تميز شعر كعب بن زهير بالقوة والجزالة، واشتهر بقصائده في الفخر والمدح والهجاء والرثاء. من أشهر قصائده: “بانت سعاد” “لما أتاني من العراق رسول” “ألا يا عذيري من جارتي” “أمن آل سلمى من رسوم ديار”

شرح قصيدة بانت سعاد

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

بانت سعاد: تعبير عن فراق محبوبته سعاد.
فَقَلْبي اليومَ متبولُ: يشبه قلبه بالمتبول، وهو حيوان ضعيف سريع الفزع، ليعبر عن شدة تأثره بفراقها.
مُتَيّمٌ إِذْ تَحَمَّلَتْ عِصَا السَّيرِ

مُتَيّمٌ: شديد العشق.
إِذْ تَحَمَّلَتْ عِصَا السَّيرِ: يشير إلى لحظة رحيل سعاد حاملة عصا السفر.
وَأَيْقَنَتْ أَنَّ لَيْسَتْ بِمُرْتَجِعٍ

وَأَيْقَنَتْ أَنَّ لَيْسَتْ بِمُرْتَجِعٍ: تأكدت من أنه لن يعود إليها.
فَقَدْ حَزَانَتْ وَقَدْ كَانَتْ قَبْلُ تَسْتَخِفُّ

فَقَدْ حَزَانَتْ: حزنت.
وَقَدْ كَانَتْ قَبْلُ تَسْتَخِفُّ: كانت قبل ذلك تستهين بفراقِهِ.
وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا لا تَذُوقُ هَمًّا

وَقَدْ زَعَمَتْ أَنَّهَا لا تَذُوقُ هَمًّا: ادعت أنها لا تشعر بالهم.
وَلَمْ تَبْكِ إِذْ سَارَتْ بِهَا الرِّكَابُ

وَلَمْ تَبْكِ إِذْ سَارَتْ بِهَا الرِّكَابُ: لم تبكي عند رحيلِها.
فَلَمَّا بَعُدَتْ وَارْتَفَعَتْ عَلَيَّ بِرَكْبٍ

فَلَمَّا بَعُدَتْ وَارْتَفَعَتْ عَلَيَّ بِرَكْبٍ: عندما ابتعدت وارتفعت على الجبل مع الركب.
تَبَيَّنَتْ مَوَادُّهَا وَانْقَشَعَتْ سَحَابُ

تَبَيَّنَتْ مَوَادُّهَا: ظهرت مشاعرها الحقيقية.
وَانْقَشَعَتْ سَحَابُ: زال الغموض.
فَقُلْتُ لَهَا يَا سَعَادُ أَوْفِي بِمَا عَهِدْتِ

فَقُلْتُ لَهَا يَا سَعَادُ أَوْفِي بِمَا عَهِدْتِ: يطلب منها الوفاء بوعدها.
وَلا تَجْعَلِي هَوَاكِ بَعْدِي هَبَاءً

وَلا تَجْعَلِي هَوَاكِ بَعْدِي هَبَاءً: لا تجعلي حبك لي يضيع هباءً.
فَقَدْ عَلِمْتِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شِيَمِي

فَقَدْ عَلِمْتِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شِيَمِي: تعلمي أن الغدر ليس من صفاتي.
الْغَدْرُ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَبْعِي

الْغَدْرُ: الغدر والخيانة.
وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَبْعِي: ليس من طبيعتي.

قصيدة بانت سعاد كاملة مكتوبة

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ
تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ
ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها
في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ
حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وَعَمُّها خَالُها قَوداءُ شِمليلُ
يَمشي القُرادُ عَلَيها ثُمَّ يُزلِقُهُ
مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ
عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ
مِرفَقُها عَن بَناتِ الزورِ مَفتولُ
كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَها
مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ
تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ
في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليلُ
قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها
عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ
تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ
ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليلُ
سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً
لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكُمِ تَنعيلُ
يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحَرباءُ مُصطَخِماً
كَأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنارِ مَملولُ
كَأَنَّ أَوبَ ذِراعَيها وَقَد عَرِقَت
وَقَد تَلَفَّعَ بِالقورِ العَساقيلُ
وَقالَ لِلقَومِ حاديهِم وَقَد جَعَلَت
وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا
شَدَّ النهارُ ذِراعاً عَيطلٍ نَصَفٍ
قامَت فَجاوَبَها نُكدٌ مَثاكيلُ
نَوّاحَةٌ رَخوَةُ الضَبعَين لَيسَ لَها
لَمّا نَعى بِكرَها الناعونَ مَعقولُ
تَفِري اللِبانَ بِكَفَّيها وَمِدرَعِها
مُشَقَّقٌ عَن تَراقيها رَعابيلُ
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً
بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما
لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ
إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ
أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ
مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً
وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ
وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ
مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ

يعتبر كعب بن زهير من أهم شعراء العربية، وله مكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي. أدركه الجاهلية والإسلام، فجمع بين مدرستين شعريتين مختلفتين. أثرت قصائده على العديد من الشعراء اللاحقين، وخلدت اسمه في تاريخ الشعر العربي.يعتبر كعب بن زهير علامة فارقة في تاريخ الشعر العربي، وله إسهامات جليلة في إثراء الأدب العربي. تميز شعره بالقوة والجزالة، وتنوعت أغراضه بين الفخر والمدح والهجاء والرثاء. لا تزال قصائده تُدرس وتُقرأ حتى يومنا هذا، وتعتبر من روائع الشعر العربي.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button