محتوي الموضوع
لقد ولد المتنبي في مدينة الكوفة من العام ثلاثمائة وثلاثة هجرياً ، وهو شاعر ذاع صيته جداً بالقرن الـ10 ميلادياً ، إذ عبر بشره عما يختلج في نفس المرء من مشاعر عدة ، وقد تجاوزت قصائد المتنبي المسافات ، والأزمان لتصل للنفس العربي بكل زمان ومكان ، ومن الجدير ذكره أن هذا الشاعر قد عاش في حقبة مضطربة ، ذلك بالإضافة للأسى الذي خلفته في نفسه بعض الأحداث بالحياة التي عاصرها ، وقد انعكس هذا الأمر جلياً على كلمات وقصائده ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكل متابعينا الكرام متابعي موقع احلم موضوع يحمل عنوان شرح قصيدة في مدح سيف الدولة على قدر أهل العزم للمتنبي ، سوف نتعرف في هذا الموضوع على بعض المحطات في حياة أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نتابع سوياً.
مناسبة قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة:
- لقد أنشئ أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي قصيدته الجميلة بمناسبة عظيمة وحدث جلل ، إذ دارت معركة ضخمة وتاريخية بين المسلمين في ذلك الوقت تحت قيادة سيف الدولة والروم تحت قيادة الدمستق ، وحدثت تلك المعركة على مشارف قلعة الحدث التي كانت تخضع للروم حينها.
- وقد كان جيش الروم وقتها يتفوق بصورة ضخمة للغاية من ناحية العدد على جيش المسلمين تحت إمرة سيف الدولة الذي لم يكن مستعداً لتلك المعركة ، فقد كان غرضه هو إعادة إعماء وبناء هذه القلعة.
- إلا أن جنود الروم فأجئوه وحدثت المعركة التي أظهر فيها سيف الدولة وجيشه صبر وشجاعة فاقت الخيال ، حتى أن أبي الطيب المتنبي قد أطلق على تلك المعركة اسم الحدث الحمراء وذلك بسبب كثرة الدماء التي أريقت وقتها.
قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة:
- عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ * وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
- وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها * وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
- يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ * وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ
- وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه * وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
- هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها * وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ
- سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ * فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
- بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا * وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ
- وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ * وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ
- وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها * وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ
- أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُمْ * سَرَوْا بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ
- إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ * ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ
- وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ * كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
- تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً * وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ
- تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى * إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ
- ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً * تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ
- نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ * كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّراهمُ
- تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى * وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكورِ المَطاعِمُ
- تَظُنّ فِراخُ الفُتْخِ أنّكَ زُرْتَهَا * بأُمّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصّلادِمُ
- ألا أيّها السّيفُ الذي لَيسَ مُغمَداً * وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ
- هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى * وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ
- وَلِم لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقى * وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ
أشعار المتنبي بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : قصة المتنبي مع سيف الدولة الحمداني
للمزيد يمكنك قراءة : أبو الطيب المتنبي شعر في المدح والحب
للمزيد يمكنك قراءة : الحكمة في شعر المتنبي
إن أبي الطيب كان يعرف سيف الدولة قبل أن يجلس معه ولا حتى يراه ، إذ سمع العديد من أفضاله ومن محاسنه التي امتدت خارج مدينة حلب ، ومن الجدير ذكره بأن المتنبي قد تعرف على سيف الدولة من خلال أبي العشائر (وهو ابن عم سيف الدولة وكان والي أنطاكية وقتها) ؛ وإلى هنا متابعينا نكون قد وصلنا إلى ختام موضوع الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه عن شرح قصيدة في مدح سيف الدولة على قدر أهل العزم للمتنبي ، تعرفنا سوياً على مناسبة قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة ، بالإضافة لذكرنا لقصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة ، وختمنا حديثنا بفقرة بعنوان أشعار المتنبي بالصور.