إن الصيام هو العبادة الخاصة بين العبد المسلم وخالقه ، لهذا ارتبط بالله وأضيفت إليه ، قال النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه : (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعفُ الحسنةَ عشرةَ أمثالِها إلى سبعمائةِ ضعفٍ. قال اللهُ -عزَّ وجلَّ-: إلا الصومُ فإنَّهُ لي وأنا أجزي بهِ) ، وللصوم دور عظيم في تنمية التقوى ، وهي استشعار العبد المسلم لوجود الله عز وجل ومراقبته في كل مكان وزمان بجانب أهميته بترويض الغرائز (الفرج ، والبطن) والتحكم بها طاعةً لله سبحانه وتعالى وتقوية الإرادة ، والتعزيز من أهمية الوقت واستغلاله بما يرجع بالنفع على الإنسان بالدنيا والآخرة ، وتحقيق معاني الوحدة والترابط الاجتماعي ، وتحرير الذات من الآثام والذنوب ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على شروط الصيام ومبطلاته وأركانه ، فتابعوا معنا.
شروط الصيام:
إن شروط الإسلام مصطلح يقصد به مجموعة من الشروط الواجب توفرها من أجل أن يكون صيام الشخص المسلم صحيح من ناحية الوجود والأداء معاً ، وهي :
- الإسلام : فلا صيام لشخص مشرك أو كافر ، ومن اعتنق الإسلام فليس ملزماً أن يقضي أي صيام ، وذلك لأن الإسلام يجُب ما قبله.
- البلوغ : وذلك للذكر والأنثى ، فلا يجب الصوم على من لم يصل سن البلوغ ، ولا بأس إن سمح الآباء لأولادهما الصيام ولكن من باب التعويد عليه دون الإلزام.
- العقل : وهو كمال الإدراك والتفكير أي ضد الجنون ، فالشخص المجنون ليس مكلف.
- القدرة على الصيام : عدا من عجز عنه لسبب طارئ مثل المرض ، فله أن يفطر مع القضاء بعد أن ينتهي شهر رمضان ، والنوع الثاني من عجز عن الصوم لسبب دائم لا يزول كمرض غير متوقع شفاؤه أو كبر في السن أو شخص مريض ملزم بتناول أدوية خلال ساعات النهار ، ولو امتنع عنها لحق به الأذى ، فلكل هؤلاء رخصة.
- الإقامة : وهي ضد السفر.
- الخلو من الموانع التي تحول الصوم : للنساءً خاصة وهي : الحيض والنفاس.
للمزيد يمكنك قراءة : ماهي أحكام الصيام في الفقه الإسلامي
مبطلات الصيام:
ويتم تعريف المبطلات على أنها أي فعل منهي عنه بتعاليم الصيام الواجبة ، وقد قسم أهل العلم تلك المبطلات لقسمين بحسب طبيعتها ، وهي :
- المبطلات الناجمة عن الإفراغ : بمعنى تفريغ المحتوي السائل أياً كان نوعه اختيارياً من جسم الشخص الصائم ، مما يؤدي لإضعافه ، وقد جعلت من المبطلات كي لا يجتمع الضعف الناجم عن ترك الأكل وضعف الإفراغ وهي : الاستمناء ، والجماع ، والحجامة ، والقيء العمد ، ويوجد نوع من الإفراغ غير الاختياري لكنه يبطل الصوم ألا وهو نزول دم النفاس أو دم الحيض.
- المبطلات الناجمة عن الامتلاء : بمعنى ملء المعدة ، ويكون من خلال تناول الأكل والشرب ، وكل فعل اختياري قاسه أهل العلم على الشراب والطعام كالحقنة الشرجية والمغذية ، وإدخال المياه للمعدة بواسطة الأنف ، وغيرها.
للمزيد يمكنك قراءة : شروط الصيام في رمضان
أركان الصيام:
إن لكل عبادة من العبادات سلسلة أو مجموعة من الأركان لا تصح أداء العبادة إلا بالإتيان بها على الوجه المحدد ، وتلك الأركان أفعال أساسية تكون داخل العبادة ، ومن حقيقتها ، حيث لا يمكن تصور العبادة لو لم تتحقق أركانها ، ولقد تعددت آراء أهل العلم في توضيح وتحديد تلك الأركان ، وقد ذهبوا في هذا لقولين ، توضيحهما فيما يلي :
- القول الأول : قال كلاً من الحنفية والحنابلة بأن للصوم ركن واحد ويتمثل في الإمساك عن كل المفطرات ، وقد اعتبروا النية شرطاً له.
- القول الثاني : لقد قال كلاً من الشافعية والمالكية بأن أركان الصوم تتمثل في النية ، والإمساك عن المفطرات ، وقد اعتبر الشافعية أن الصائم ركن للصيام.
آداب الصيام:
يستحسن أن يتحلى العبد المسلم بعدد من الآداب المتعلقة بالصوم ، ونذكر منها التالي :
- السحور : وذلك لما فيه من بركة ومن تقوية على الصوم ، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً]
- تعجيل الإفطار : والدعاء عند الإفطار بقول : [ذهب الظمأُ، وابْتلَّت العروقُ و ثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ]
- الابتعاد عن كل ما ينافي الصوم : فقد أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : [مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ]
أدعية للصائم مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : في اي سنة فرض الصيام