شعراء العصر العباسي نبذة تاريخية عن اشهر شعراء هذه المرحلة
محتوي الموضوع
الشعر هو أحد أنواع الفنون التي كانت منتشرة عند العرب منذ القدم وكانت تقام لها محافل عظيمة مثل سوق عكاظ المكان الرسمي لتقابل الشعراء فيما بينهم حيث كان العرب هم أهل اللغة وكانو يتلاعبون بها ويتسلون بالشعر والخطاب وكل تلك الأشياء كانت هي لهوهم وعلى مدى عصور تطور الشعر العربي ووصل الى اشده في العصر العباسي وذلك نتيجة تغير طبيعة الحياة البدوية القديمة التي كان العرب بها وعامل اختلاط الثقافات والأعراف الذي ادى الى الاثراء اللغوي واضافة الاجانب الى الفنون الشعرية وأدت كل تلك العوامل الى تطور الشعر العباسي بشكل كبير وملحوظ وكانت من اهم اللغات التي دخلت عليه هي الفارسية والرومية والتركية وكان ايضا لانفتاح العباسيين عنصر هام لتطور الشعر ونبوغ الشعراء حيث ان امراء الدول العباسية كانوا يعملون على تقريب الشعراء منهم لمدحهم وكانو للشعراء مجالا سياسيا بين حكام العصر العباسي من أجل المدح والذم وغيرها من مجالات السياسة .
وأصبح التطور الشعري الحادث في تلك الفترة ليس بالشيء المدهش بالنسبة لهم فقد كان كل يوم بتطور جديد داخل مجالات وفنون الشعر وتطرق التطور حتى شمل للقصائد العربية فتطورت هي بدورها من حيث المضمون والشكل فقد تم إدخال تغييرات كبيرة حتى خرجت عن ما كان معهود ومألوف لديهم ولما يصبح لها شكل تقليدي معين بلى ادى ذلك الى تعدد الأنواع واصبح منها المزدوج والمسمط والمربع والمخمس وابتعدوا عن المقدمات الطويلة وذلك لانهم وجوده مملة للغاية واستحدثت مقدمات باخرى وذلك كان من الطفرات التي عهدت بالحدوث في العصر العباسي وتفرقوا إلى مواضيع كاتى لم تكن موجودة من قبل ولكن هناك من ذهبوا للتجديد ومن التزم بالنص من الشعراء والتزمو بالقديم ولم يغيرو عنه ولا عن قواعده شئ والتزموا بالمقدمات الطويلة والمواضيع التقليدية عموما كان ذلك العصر من أكثر العصور تنوعا وازدهارا للفنون حتى أتى المغول ودمروا كل شئ حتى مكتبة بغداد التي كانت تحتوي على آلاف الكتب تم تدميرها بلا رحمه ولا تقدير المغول ارتكبوا أبشع المجازر التي شهدتها البشرية ولكن نجح المصريون في ردهم الى مكانه مره اخرى وصد طغيانهم عن بلاد العرب والمسلمين اجمعين .
العصر العباسي
وهو العصر الذي ظهرت فيه الدوله العباسية وهي قامت على أنقاض دولة الأمويين وكان استقرار الخلافة والحكم للعباسيين عام 132هـ واستمرت الخلافة حتى أتى الغزو المغولي الجارف ودمر كل معالم الحضارة العباسية ودمروا الإمبراطورية واسقطوا بغداد وهي كانت المقر الرئيسي لخلافتهم ورميت مكتبة بغداد في النهر حتى استطاع جيوش المغول أن يعبر النهر دون اي عناء وحدثت الكثير من المجازر وتم قتل الكثير وكل ذلك كان في عام 656هـ.
وقد اعتمد المؤرخون إلى تقسيم فترة حكم الخلافة العباسية إلى ثلاثة عصور وكانت كالاتي:
- العصر العباسي الأول: بدأ منذ قيام الخلافة العباسية وحتى تولي المتوكل بالله الخلافة وكان ذلك في عام 232هـ.
- العصر العباسي الثاني: وهو كان بداية اضمحلال الدولة العباسية وشملت فتره مؤقته كانت تلم فترة سقوطها وانتهت عام 334هـ .
- العصر العباسي الثالث: وهي كانت نهاية الخلافة العباسية واهر فترات حكمهم وبداية تأسيس الدولة البويهية وامتدت حتى سقوط بغداد ومعها سقوط الدولة العباسية عام 656 هـ.
الحياه اليوميه
نعم كانت الحياة اليومية للشاعر من العوامل الهامة وازدهاره حيث كان نتيجة للعولمة الظاهرة بالدولة العباسية توسع في آفاق الشعراء ومداركهم كما ادي ذلك الى تواجد موضوعات شعرية لم تكن معروفة من قبل في البادية ويرجع ذلك إلى ارتباط الشعر باسلوب الحياة اليومية وذلك لان ماهو الشعر الا وصف دقيق للموقف ومشاعر مر به الشاعر وظهر ايضا مفاهيم جمالية بالشعر لم تكن متواجدة مثل التشبيهات البلاغية والجمل الإبداعية كثيرا حيث كانت من أهم العوامل التي أدت إلى ازدهار الشعر العباسي بل وجميع الفنون في العصر العباسي.
الشعر العباسي والألفاظ.
أما عن ألفاظ الشعر أصبحت أكثر استساغة عن ذي قبل حيث كان الشعر القديم يستخدمون كلمات جامده وحتى الان اذا قام احد بقراءة مقطوعة من الشعر الجاهلي لن يفهم أغلبها على الرغم من كتابتها بلغة عربية صحيحة ولكنهم استخدموا معاني غير يتداركه لدى العامة على عكس ماحدث في الشعر العباسي من كثرة استخدام الألفاظ السهلة المفهومة حتى الى عصرنا هذه يستطيع من ليس له علاقة بالبلاغة حتى فهم ما يريده الشاعر
أهم شعراء العصر العباسي.
وبعد كل تلك العوامل التي وفرت البيئة الخصبة لنشأة شعراء عظام وأصبحت مقطوعاته الشعرية مشهوره الى عصرنا هذا فقد أدت تلك العوامل لبروز أسماء تلمع في الأفق ومن أشهرهم مايلي:
أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الجعفي
كان معروف باسم أبو الطيب وكان من أشهر الشعراء في عصر اضمحلال الدولة العباسية وهو منسوب إلى قبيلة تعرف باسم كندة التي كانت تعيش بالكوفة وكان مولده في عام 303هـ كان من أكثر الشعراء اعتزازا بنسبة وعائلته وكان كثير الزهو بهم حيث كان أغلب شعره يتحدث عن مدى روعته ومدى قوته وعلى هذا المناول استمر متفاخرا متباهية كان دائما ابو الطيب يريد منصب من مناصب الدولة العباسية كان يريد ان يصبح غني فعكف على مصادقة كل الأمراء والملوك ويمدحهم ويمجده ليس حبا فيهم ولكن طمعا في مكاسبهم وغنائمهم حتى يكون له مرتبة عالية بين أشراف الدولة وأمرائها وكان معروف عنه طموحه نحو حكم ولاية ما ولكن لم يحقق حلمه حيث انتهى به المطاف في السجن .
وكما نعلم والمصائب الا صانعة العظماء وماهي الا ناحته لشخصيتهم فهي تعطيهم اروع الدروس حيث كانت فترة سجن أبو المتنبي من أصعب فترات حياته والتي تركت آثارها النفسية السيئة بداخله ولكنه مثله مثل العظماء لم يتنازل عن حلمه بل زاد اصرار ورغبه حتى قد كان وذلك حين علم سيف الدولة بشعر المتنبي ومن هنا علم المتنبي أن سيف الدولة هو مفتاح الحقيقي لتحقيق طموحه وآماله .
وبعد خروجه من السجن أصبح المتنبي هو من كبار مجلس العلماء الخاص بسيف الدولة فكان المتنبي هو الذراع اليمنى لسيف الدولة فقد كان يشاركه انتصاراته ويمدحه ويمجده ويدون ما حدث بالمعارك ولكن كل هذا من أجل تحقيق حلمه وهو حكم ولاية عباسية ما وكما قلنا هو كان كثير الزهو بنفسه حيث ان اغلب ما وصل إلينا من شعر المتنبى كان ثلثه فقط وهو كان يتحدث فيه عن نفسه أو عن انتصارات سيف الدولة وكأنه لم يعرفك أي نوع من أنواع الشعر غير المدح فقط.
وعن طريق سيف الدولة استطاع المتنبي تحقيق حلمه من عيش حياة رغيدة ولكن الثمن لم يكن رخيص حيث كان الشعراء يغتاظون منه وأصبح شغلهم الشغال الوقيعة والمكيدة له عند سيف الدولة وقد استطاعوا بالفعل الوقيعة بينهم بعد الكثير من المحاولات الفاشلة لهم ورحل المتنبي عن حلب وهو يعاتب سيف الدوله في شعره على تصديق هؤلاء الخائنين الطامعين فيه .