شعر

شعر ايليا ابو ماضي أجمل 3 من قصائده

شعر ايليا ابو ماضي شاعر الطلاسم ، إيليا أبو ماضي (1889 – 1957) شاعر لبناني من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين. تميز شعره بأسلوبه الفريد وصوره الخلابة، ونَزَعَتِهِ التفاؤلية وإيمانه بالحياة.

حياته:

ولد إيليا أبو ماضي في قرية المحيدثة بلبنان عام 1889.
هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1912 واستقر في نيويورك.
عمل في التجارة والصحافة، وشارك في تأسيس الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.
أصدر مجلة “السمير” عام 1929، وهي من أهم منابر الأدب العربي في المهجر.
توفي إيليا أبو ماضي في نيويورك عام 1957.

أعماله:

أصدر إيليا أبو ماضي خمسة دواوين شعرية:
تذكار الماضي (1911)
ديوان إيليا أبو ماضي (1918)
الجداول (1927)
الخمائل (1940)
تبر وتراب (1960)
تميز شعره بالتنوع في الموضوعات، من فلسفة وحب وطبيعة ووطنية.
اشتهر بأسلوبه الرقيق وصوره الشعرية المبتكرة.
كان من أوائل الشعراء الذين استخدموا التفعيلة في الشعر العربي.

أهم قصائد إيليا أبو ماضي:

على بساط الريح: قصيدة فلسفية تتحدث عن معنى الحياة والموت.
لولا الهوى ما عاش في الأرض إنسان: قصيدة رومانسية تتحدث عن أهمية الحب في الحياة.
أي شيء في العيد أهدي إليكِ: قصيدة غزلية يهديها الشاعر إلى حبيبته.
أجمل ما كتب شاعر الطلاسم: قصيدة تتحدث عن جمال الطبيعة وسحرها.
أنا البحر في أحشائه الدر كامن: قصيدة تتحدث عن عظمة الإنسان وإمكاناته.

أجمل قصائد ايليا ابو ماضي

إذا ألقى الزمان عليك شرا

وصار العيش في دنياك مرا

فلا تجزع لحالك بل تذكر

كم أمضيت في الخيرات عمرا

وإن ضاقت عليك الأرض يوماً

وبت تئن من دنياك قهراً

فرب الكون ما أبكاك إلا

لتعلم أن بعد العسر يسرا

وإن جار الزمان عليك فاصبر

وسل مولاك توفيقا وأجرا

لعل الله أن يجزيك خيرا

ويملأ قلبك المكسور صبرا

وإن شن البغاة عليك حرباً

وأجروا من دم الأحرار نهرا

فلا تحزن فربك ذو انتقامٍ

سيصنع من دم الابطال نصرا

وإن فرض الطغاة عليك ذلاً

فلا تخضع وعش دنياك حرا

وقل يانفس لي ربُ كريمُ

سيسلخ من ظلام الليل فجرا

وإن جار الصديق عليك ظلماً

وقابل بالوفا بعدا وهجرا

فلا تحزن عليه وعش عزيزاً

فقد كنت الوفي وكفاك فخرا

وإن صفت الحياة عليك فاحذر

فَرُبَّ بليةٍ تأتيك غدرا

فكم من مترفٍ بالمال فيها

فأصبح يرتدي ذلا وفقرا

وكم في الناس ذو ملك عظيمٍ

وقد ملك الدنا براً وبحرا

فبعد العز وافته المنايا

وأدخل في ظلام الليل قبرا

هي الدنيا فلا تركن إليها

ولا تجعل لها في القلب قدرا

ومد يديك للرحمن دوماً

فربك لن يرد يديك صفرا

قصيدة يا جنة قبلما حلت بها قدمي

يا جنة قبلما حلت بها قدمي

أحببتها قصة واشتقت راويها

كانت لها صورة في النفس حائرة

مثل القصيدة لم تنسج قوافيها

وددت لو أنها تمت فيبصرها

غيري وتسكره مثلي معانيها

وكيف تكمل في ذهني ولم أرها

وما لصورتها شيء يحاكيها

وأيما نغمة أدى عذوبتا كلام

راو ولا شاد يغنيها

أأنشق العطر لم أهبط خمائلها

وأشرب السحر لم أسمع قماريها

وتصعد النفس مني للسماء ولا

حبال نور تدلت من دراريها

كانت سعادة نفسي في تصورها

والنفس يسعدها وهم ويشقيها

بالوهمتوجد دنيا لا وجود لها

وتنطوي عنك دنيا أنت رائيها

فكم ظمئت وفي روحي جداولها

وكم رويت وغيري في سواقيها

قد كنت من قبل مثل الناس كلهم

أقول إن إله الكون باريها

حتى نظرت إليها في جلالتها

فصار كل يقيني أنه فيها

لما رأيت الجمال الحق أدركني

زهد بكل جمال كان تمويها

كأنما الهور مرت في شواطإها

في ليلة طفلة رقت حواشيها

ففي الرمال سناء من تضاحكها

وفي المياه أريج من أغانيها

أتيتها بشباب ضاع أكثره

وغيبته الليالي في مطاويها

فاسترجع الحب قلبي فهو مغتبط

وعادت الروح خضراء أمانيها

سؤلت ما راق نفسي من محاسنها

فقلت للناس باديها وخافيها

وما حببت من الأشجار قلت لهم

إني افتتنت بكاسيها وعاريها

وما هويت من الأزهار قلت لهم

الحب عندي لناميها وذاويها

قالوا وما تتمنى قلت مبتدرا

يا ليتني طائر أو زهرة فيها

فرب أنشودة من بلبل غرد

حوت حكاية حب خفت أحكيها

ورب روح كروحي في بنفسجة

وسنى أطلت على روحي تناجيها

ورب قطرة ماء لا غناء بها

شاهدت مصرع دنيا في تلاشيها

كل الذي لاح لي في أرضها حسن

وأحسن الكل في عيني أهاليها

إلا ذو السحن السوداء واعجبا

أجنة وذباب في نواحيها

إني ليكبت روحي أن ألاحظهم

بمقلة أبصرت فيها غوانيها

دع المساوئ في الدنيا فما برحت

فيها محاسن تنسينا مساويها

كم حاول الليل أن يطوي كواكبه

فكان ينشرها من حيث يطويها

واذكر أكارم قوم طاب عنصرهم

وأشبهوا بسجاياهم أقاحيها

بني بلادي وفيكم من خمائلها

جمالها والتسامي من روابيها

تسلت النفس عن أحبابها بكم

لولاكم لم يكن شيء يسليها

أكرمتموني فشكرا غير منقطع

دوام شكرك للنعماء يبقيها

قصيدة دار السلام وأرض الهنا

دار السلام وأرض الهنا

يشق على الل أن تحزنا

فخطب فلسطين خطب العلى

وما كان رزء العلى هينا

سهرنا له فكأن السيوف

تحز بأكبادنا ههنا

وكيف يزور الكرى أعينا

ترى حولها للردى أعينا

وكيف تطيب الحياة لقوم

تسد عليهم دروب المنى

بلادهم عرضة للضياع

وأمتهم عرضة للفنا

يريد اليهود بأن يصلبوها

وتأبى فلسطين أن تذعنا

وتأبى المروأة في أهلها

وتأبى السيوف وتأبى القنا

أأرض الخيال وآياته

وذات الجلال وذات السنا

تصير لغوغائهم مسرحا

وتغدو لشذاهم مكمنا

بنفسي أردنها السلسبيل

ومن جاوروا ذلك الأردنا

لقد دافعوا أمس دون الحمى

فكانت حروبهم هربنا

وجادوا بكل الذي عندهم

ونحن سنبذل ما عندنا

فقل لليهود وأشيعهم

لقد خدعتكم بروق السنا

ألا ليت بلفور أعطاكم

بلادا له لا بلادا لنا

فلندن أرحب من قدسنا

وأنتم أحب إلى لندنا

ومناكم وطنا في النجوم

فلا عربي بتلك الدنى

أيسلب قومكم رشدهم

ويدعوه قومكم محسنا

ويدفع للموت بالأبرياء

ويحسبه معشر دينا

ويا عجبا لكم توغرون

على العرب التامز والهدسنا

ترمونهم بقبيح الكلام

وكانوا أحق بضافي الثنا

وكل خطيآتهم أنهم

يقولون لا تسرفوا بيتنا

فليست فلسطين أرضا مشاعا

فتعطى لمن شاء أن يسكنا

فإن تطلبوها بسمر القنا

نردكم بطوال القنا

ففي العربي صفات الأنام

سوى أن يخاف وأن يجبنا

وإن تحجلوا بيننا بالخداع

فلن تخدعوا رجلا مؤمنا

وإن تهجروها فذلك أولى

فإن فلسطين ملك لنا

وكانت لأجدادنا قبلنا

وتبقى لأحفادنا بعدنا

وإن لكم بسواها غنى

وليس لنا بسواها غنى

فلا تحسبوها لكم موطنا

فلم تك يوما لكم موطنا

وليس الذي نبتغيه محالا

وليس الذي رمتم ممكنا

نصحناكم فارعوا وانبذوا

بليفور ذيالك الأرعنا

وإما أبيتم فأوصيكم

بأن تحملو معكم الأكفنا

فإنا سنجعل من أرضها

لنا وطنا ولكم مدفنا

5-قصيدة فديناك لو ان الردى قبل الفدا

فديناك لو ان الردى قبل الفدا

بكل نفيس بالنفائس يفتدى

أبى الموت إلا أن ينالك سهمه

وألا يرى شمل السخاء مبددا

فأقدم لا يبغي سواك وكلما

درى أنه يبغي عظيما تشددا

دهاك الردى لكن على حين فجأة

فتبت يداه غادر صرع الندى

دهاك ولم يشفق على الصبية الألى

تركتهم يبكون مثنى وموحدا

فقدت وأوجدت الأسى في قلوبنا

أسى كاد لولا لدمع أن يتوقدا

بكيناك حتى كاد يبكي لنا الصفا

وحتى بكت مما بكينا له العدى

وما كاد يرقى الدمع حتى جرى به

غد عندما يا ليتنا لم نر غدا

وقضت طفلة تحكي الملاك طهارة

وألحقها الموت الزؤام بمن عدا

لقد ظعنت تبغي لقاك كأنما

ضربت لها قبل التفرق موعدا

كأن لها نذرا أرادت قضائه

كأنك أنت الصوت جاوبه الصدى

مشت في طريق قد مشى فيه بعدها

فتاك الذي أعددت منه المهندا

فتى طاب أخلاقا وطاب محامدا

وطاب فؤادا مثلما طاب محتدا

فتى كان مثل الغصن في عنفوانه

فلله ذاك الغصن كيف تأودا

تعود أن يلقاك في كل بكرة

فكان قبيح ترك ما قد تعودا

فجعنا به كالبدر عند تمامه

ولم نر بدرا قبله الأرض وسدا

فلم يبق طرف لم يسل دمعه دما

ولم يبق قلب في الملا ما تصعدا

كوارث لو نابت جبالا شواهقا

لخرت لها تلك الشواهق سجدا

ولو انها في جامد صار سائلا

ولو انها في سائل صار جامدا

أفهمي إن الصبر أليق بلفتى

ولا سيما من كان مثلك سيدا

فكن قدوة للصابرين فإنما

بمثلك في دفع الملمات يقتدى

لعمرك ما الأحزان تنفع ربها

فيجمل بالمحزون أن يتجلدا

فما وجد الإنسان إلا ليفقدا

وما فقد الإنسان إلا ليوجدا

وما أحد تنجو من الموت نفسه

ولو انه فوق السماكين أصعدا

فلا يحزن الباكي ولا تشمت العدا

فكل امرئ ياصاح غايته الردى

إيليا أبو ماضي شاعر مبدع ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الشعر العربي. تميز شعره بأسلوبه الفريد وصوره الشعرية الجميلة، ونَزَعَتِهِ التفاؤلية وإيمانه بالحياة. كان إيليا أبو ماضي رائداً في تجديد الشعر العربي، حيث استخدم التفعيلة بدلاً من الوزن والقافية التقليديين. كما تنوعت موضوعات شعره، فكتب عن الحب والطبيعة والفلسفة والوطنية. أثرت أعمال إيليا أبو ماضي على العديد من الشعراء العرب، ولا تزال قصائده تُقرأ وتُردد حتى اليوم. في الختام، يمكن القول أن إيليا أبو ماضي شاعر فريد أضاف قيمة كبيرة للشعر العربي، ويستحق أن يُخلّد اسمه في ذاكرة الأجيال القادمة.

 

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button