أبو الحبيب أحمد بن حسين بن الحسن ابن مره بن عبد الجبار الشهير بـ(المتنبي) نعم يا سادة إنه أعظم شعراء العرب المولد في الكوفة بالعراق عام 915 ميلادياً، هو من شعراء العصر العباسي، فالمتنبي عند كثيراً من الناس أعظم شاعر عرفه العرب على الإطلاق، فأشعاره تتميز بنمط ومعاني عميقة ومؤثرة جداً.
ويسعدنا اليوم أن نتحدث عن هذا الموضوع الرائع ألا وهو شعر حب للمتنبي أعظم شعراء العرب ومقتطفات من أجمل ما قال المتنبي، فجمعنا في هذا الموضوع لكل متابعينا الكرام مجموعة من أشعار المتنبي في الحب، فالمتنبي من شعراء العرب الأكثر شهرة إن لم يكن أشهر شعراء العرب بالفعل، المتنبي اكتسب أهمية في زمنه وعصره كبيرة جداً، نعم يا سادة الحديث عن المتنبي لن ينتهي فحتى لا نطيل عليكم سنترككم مع هذه الأشعار المختارة الجميلة التي نتمنى أن تعجبكم.
شعر حب للمتنبي أعظم شعراء العرب:
- هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ * بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا
- مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً * مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا
- بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها * وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا
- كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ * شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا
- إن التي سفكت دمي بجفونها * لمتدر أن دمي الذي تتقلدُ
- قالت وقد رأت اصفراري من به * وتنهدت فأجبتها المتنهدُ
- فمضت وقد صبغ الحياءُ بياضها * لوني كما صبغ اللجين العسجد
- فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى * متأوداً غصنٌ به يتأودُ
- عدويةٌ بدويةٌ من دونها * سلب النفوس ونار حرب توقد
- ما أوجه الحضر المستحسنات به * كأوجه البدويات الرعابيب
- حسن الحضارة مجلوب بتطرية * وفي البداوة حسن غير مجلوب
- أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها * مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
- ومن هوى كل من ليست مموهة * تركت لون مشيبي غير مخضوب
- أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ * وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
- جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى * عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
- مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ * إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ
- جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي * نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ
- وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ * فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
- وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني * عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ فيهِ ما لَقُوا
مقتطفات من أجمل أشعار المتنبي:
- في الخَدّ أنْ عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا * مَطَرٌ تَزيدُ بهِ الخُدودُ مُحُولا
- يا نَظْرَةً نَفَتِ الرُّقادَ وغادَرَتْ * في حَدّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلُولا
- كَانَتْ مِنَ الكَحْلاءِ سُؤلي إنّما * أجَلي تَمَثّلَ في فُؤادي سُولا
- أجِدُ الجَفَاءَ على سِواكِ مُرُوءَةً * والصّبرَ إلاّ في نَواكِ جَميلا
- وأرَى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً * وأرَى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَمْلُولا
- الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا * وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا
- ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى * من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى
- بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا لمْ تَدْرِ مَا * ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ تَلَوُّنَا
- وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا حتى لَقَدْ * أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنَا
- لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي * وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
- وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه * وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
- لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ * طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
- يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ * وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ
- وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً * وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
- وَمَا العِشْقُ إلاّ غِرّةٌ وَطَمَاعَةٌ * يُعَرّضُ قَلْبٌ نَفْسَهُ فَيُصَابُ
- وَغَيرُ فُؤادي للغَوَاني رَمِيّةٌ * وَغَيرُ بَنَاني للزّجَاجِ رِكَابُ
- مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ * هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا
- تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ * في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
- الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا * وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا
- ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى * من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا الموضوع الجميل الذي تحدثنا فيه عن شعر حب للمتنبي أعظم شعراء العرب وفقرة عن مقتطفات من أجمل ما قال المتنبي، فالمتنبي لم يكن مثل غيره من الشعراء بل فاقهم كثيرا فهو أكثرهم فصاحة وبلاغة، كانت له شخصية مختلفة مميزة عن باقي الشعراء في زمنه، كما أن المتنبي كان من أفضل الشعراء الذين استخدموا اللغة العربية بل أكثرهم معرفة باللغة العربية.