محتوي الموضوع
هناك أشعار حزينة، والتي تقوم بالتعبير عن حالة الإنسان وهو معزول أو وهو يبكي أو وهو غاضبا أحيانا، حيث أن الحزن يعتبر ألم نفسي وكذلك ضيق يتم وصفه بشعور الفرد بالبؤس وأيضا العجز، كذلك يعد الحزن هو شعور الفرد بعدم الرضا بسبب ما تواجهه من مشكلة ما، ويعتبر الحزن مشاعر سلبية عندما تكون لدى الإنسان فيصير هادئا ويقل نشاطه وأيضا يكون منفعلا من الناحية العاطفية، ونسأل الله أن يبعده عنا وإياكم، وفي ذلك المقال سنقوم بالتناول لبعض من الأشعار المعبرة عن الحزن حيث يعد الشعر اللغة الرائعة وكذلك الأسلوب الذي يقوم بالتعبير عن المشاعر الخاصة بنا بصورة دقيقة.
قصيدة لن يبكي علينا لقاسم حدادا:
لن يبكي علينا، عائدين إلى شجيرات القرنفل ،
غير أعداءٍ لنا ،
يخشون عودتنا،
ويرتجلون أخطاءً لعل البرتقال يشي بنا
ويشيع نكهته ، فيتبعنا بريد النحل ،
يفضحنا ترفعنا عن التمويه .
أعداء سيبكون الغياب ،
يؤلفون صداقةً في دفتر الأخبار ،
أعداء لنا سئموا الخصومة واستعادونا وطاروا خلف هجرتنا
لئلا نستدير لهم .
بكوا من فرط حيرتهم :
لهم نحن ، إذا عدنا لهم ،
أم أن شهوتنا تلاشت في شجيرات القرنفل ؟!
لا يعزينا سوى أن يصبح الأعداء
أعداءً لنا حيناً .. و ينصرٍفون
(قصيدة دم لقاسم حداد)
كنا نبالغ
عندما ننسى دماً يجري على أوراقنا ،
لكأننا نعفو عن الماضي
ونخجل عندما نتذكر المستقبل المفقود،
نفتعل العراك لكي نؤجل موتـنا.
هل شعرنا أحلى من التذكار،
هل كنا تزوجنا الهواء بغير أجنحةٍ
وأقنعنا ضحايانا ببعض المستحيل،
وهل لنا في مقبل الأيام ليل واحد يحنو
قصيدة عدمت قلبي لإيليا أبو ماضي:
عَدِمتُ قَلبي إِذا لَم يَعدُمِ الجَلَدا
وَنالَ نَفسي الرَدى إِن لَم تَذُب كَمَدا
آها وَلَو نَفِعَت آهٌ أَخا شَجَنٍ
لَم يَبتَغِ غَيرُها عِندَ الأَسى عُضُدا
آها وَلَو لَم يَكُن خَطبٌ أَلَمَّ بِنا
ما سَطَّرَتها يَدي في كاغِدٍ أَبَدا
المَرءُ مُجتَهِد وَالمَوتُ مُجتَهِدٌ
أَن لَيسَ يَترُكُ فَوقَ الأَرضِ مُجتَهِدا
ساوى الرَضيعَ بِهِ مَن شابَ مَفرِقُهُ
وَالعَبدُ سَيِّدَه وَالثَعلَبُ الأَسَدا
قَد غادَرَ الفَضلَ بِالأَحزانِ مُنفَرِداً
مَن كانَ بِالفَضلِ دونَ الناسِ مُنفَرِدا
ماتَ البَيانُ بِمَوتِ اليازَجِيِّ فَمَن
لَم يَبكِ هَذا بَكى هَذا الَّذي فَقَدا
وَاللَهِ ما وَلَدَت حَوّاءُ أَطهَرَ مِن
هَذا الفَقيدِ فُؤاداً لا وَلَن تَلِدا
أَينَ الضِياءُ الَّذي زانَ البِلادَ كَما
يَزينُ البَدرُ في جُنحِ الدُجى الجَلَدا
أَينَ اليَراعُ الَّذي قَد كانَ يُطرِبُنا
صَريرُهُ في أَديمِ الطِرسِ مُنتَقِدا
وَأَينَ أَينَ سَجاياهُ الَّتي حُسِدَت
مِن أَجلِه وَكَذا مِن أَجلِها حُسِدا
حَقٌّ عَلى العِلمِ أَن يَبكي عَلَيهِ كَما
يَبكي الشَقيقُ أَخا وَالوالِدُ الوَلَدا
أَقسَمتُ ما اِهتَزَّ فَوقَ الطَرسِ لي قَلَمٌ
إِلّا جَعَلتُ لَهُ دَمعي البَتيتُ مَدَدا
وَلَاِتَّخَذتُ أَخاً في الدَهرِ يُؤنِسُني
بَعدَ الجَليلِ سِوى الحُزنِ الَّذي وَجَدا
وقال إيليا أبو ماضي في الحزن أيضا:
بَكيت وَلَكِن بِالدُموعِ السَخينَةِ
وَما نَفَذَت حَتّى بَكَيتُ بِمُهجَتي
عَلى الكامِلِ الأَخلاق وَالنَدبِ مُصطَفى
فَقَد كانَ زَينَ العَقلِ الفُتُوَّةِ
نَعاهُ لَنا الناعي فَكادَت بِنا الدُنى
تَميدُ لِهَولِ الخَطبِ خَطبِ المُروأَةِ
وَذابَت قُلوبُ العالَمينَ تَلَهُّفاً
وَسالَت دُموعُ الحُزنِ مِن كُلِّ مُقلَةِ
أَجَل قَد قَضى في مِصرَ أَعظَمُ كاتِبٍ
فَخَلَّفَ في الأَكبادِ أَعظَمَ حَسرَةِ
فَتى وَأَبي لَوَ اَنَّ في الناسِ مِثلَهُ
لَهانَ عَلَينا وَقعُ هَذي الرَزيأَةِ
وَلَو كانَ يُفدى بِالنُفوسِ مِنَ الرَدى
جَعَلنا فَداهُ كُلَّ نَفسٍ أَبِيَّةِ
فَتىً ماتَ غَضَّ العُمرِ لَم يَعرِفِ الخَنا
وَلَم يَنطَوي في نَفسِهِ حُبُّ رَيبَةِ
وبذلك قد قمنا بالتناول لمجموعة من أشعار حزينة والتي تم السرد لها على لسان مجموعة مختلفة من الشعراء في العصور المتنوعة، فالحزن من الأشياء التي لا تزور القلب إلا ويقوم بتدميره ويجعل من الشخص الحزين إنسانا يكون وحيدا تعيسا، وجاء في الموضوع وصف الشعراء للبعض من المشاعر الحزينة لهم بأشعار حزينة ربما تبكي العيون لها، فقد تحدث الشاعر قاسم حداد بطريقته في أشعار تكون حزينة ومؤلمة والتي تكون ملائمة لذلك الموضوع حيث أن التعبير عن الحزن من خلال الكتابة كان الهدف من الموضوع، كما عبر الشاعر إيليا أبو ماضي بأسلوبه عن الأشياء الحزينة وكذلك المؤلمة في البعض من الأشعار، وغيرهما من الشعراء الآخرين كذلك.