محتوي الموضوع
الأب كلمة عظيمة لإنسان عظيم يجتهد في بناء الأسرة وفي الحفاظ عليها متماسكة لا يمكن لأي شخص أن يفرقها، الأب هو المعلم وهو الصاحب وهو المربي وهو الصديق وهو الكادح وهو كل شيء، هو من يقضي ساعات يومه في عمله ويجتهد ويتعب كل ذلك في سبيل سعادة أسرته وفي سبيل استمراريتها فلا يشغله شاغل عن أهله ولا يمكن لشيء أن يمنعه من أن يبذل قصارى جهده حتى لا يهدم هذا البيت الذي بناه وتعب فيه، فهو يعطي من دون أن ينتظر شيء، يحنو على صغاره ويصاحب أبنائه عندما يكبرون، وله دور كبير في نصح وإرشاد أبنائه والاستماع إليهم وحل كل مشاكلهم.
فالأب هو السند وهو الأمان وفي موضوع الليلة يسعدنا أن نقدم لكم متابعينا الكرام موضوع رائعة عن شعر عن الأب أسد الدار وراعي الأبناء، سنجمع لكم في تلك المقالة مجموعة رائعة ومتميزة من أجمل الأبيات والقصائد التي كتبت عن الأب فهيا بنا نتابع سوياً.
أحمد شوقي:
لا يمنعنكمو بر الأبوة أن * يكون صنعكمو غير الذي صنعوا
لا يعجبنكم الحياة الذي بلغوا * من الولاية والمال الذي جمعوا
السري الموصلي:
يُحيي بحسن فعاله * أفعال والده الحلاحل
كالورد زال ماؤه * عبق الروائح غير زائل
أبو العلاء المعري:
وأعط أباك النصف حيا وميتا * وفضّل عليه من كرامتها الأما
أقلّك خفا إذا أقلتك مثقلا * وأرضعت الحولين واحتملت تما
وألقتك عن جهد وألقاك لذة * وضمت وشمت مثلما ضم أو شما
ابن الرومي:
مشى الطاووس يوما باعوجاج * فقلد شكل مشيته بنوه
فقال علام تختالون ؟ قالوا * بدأت به ونحن مقلدوه
أما تدري أبانا كل فرع * يجاري في الخطى من أدبوه
فقوّم سيرك المعوج واعدل * فإنا إن عدلت معدلوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوده أبوه
خليل مطران:
ما في الأسى تفتت الكبد * مثل أسى والد على ولد
كم بطل عاش وهو ذو صيد * فرده الثكل غير ذي صيد
الإمام الشافعي:
أطع الإله كما أمر * واملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنه * رباك من عهد الصغر
قصيدة ” أبي ” لإيليا أبو ماضي:
طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني * وذا بعضها الثاني يفيض به جفني
أبي ! خانني فيك الرّدى فتقوضت * مقاصير أحلامي كبيت من التّين
وكانت رياضي حاليات ضواحكا * فأقوت وعفّى زهرها الجزع المضني
فليس سوى طعم المنّية في فمي * وليس سوى صوت النوادب في أذني
ولا حسن في ناظري وقلّما * فتحتهما من قبل إلا على حسن
وما صور الأشياء ، بعدك غيرها * ولكنما قد شوهتها يد الحزن
أبحث الأسى دمعي وأنهيته دمي * وكنت أعدّ الحزن ضربا من الجبن
فمستنكر كيف استحالت بشاشتي * كمستنكر في عاصف رعشة الغضن
يقول المعزّي ليس يحدي البكا الفتى * وقول المعزّي لا يفيد ولا يغني
شخصت بروحي حائرا متطلعا * إلى ما وراء البحر أأدنو وأستدني
ويا ليتما الأرض انطوى لي بساطها * فكنت مع الباكين في ساعة الدفن
لعلّي أفي تلك الأبوة حقها * وإن كان لا يوفى بكيل ولا وزن
فأعظم مجدي كان أنك لي أب * وأكبر فخري كان قولك : ذا إبني !
أبي ! وإذا ما قلتها فكأنني * أنادي وأدعو يا بلادي ويا ركني
لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى * فيرجع ريّان المنى ضاحك السن ؟
خلعت الصبا في حومة المجد ناصعا * ونزّه فيك الشيب عن لوثة الأفن
وكنت ترى الدنيا بغير بشاشة * كأرض بلا مناء وصوت بلا لحن
وكنت إذا حدّثت حدّث شاعر * لبيب دقيق الفهم والذوق والفنّ
فما استشعر المصغي إليك ملالة * ولا قلت إلاّ قال من طرب : زدني
على ذلك القبر السلام فذكره * أريج به نفسي عن العطر تستغني
إلى هنا أعزائي المتابعين نكون قد وصلنا إلى ختام مقالة الليلة التي تحدثنا فيها ودار كلامنا حول شعر عن الأب أسد الدار وراعي الأبناء، قدمنا بين أيديكم كم كبير من الأبيات الشعرية التي تتحدث عن الأب ودوره العظيم في تربية أبنائه التربية السليمة، كما سردنا مجموعة رائعة من أبيات الشعر لمجموعة كبيرة من شعراء العرب الأعلام، فكانت أول قصيدة معنا كانت من نصيب أحمد شوقي، كما ذكرنا مجموعة من الأبيات خليل مطران وغيره من الشعراء الكبار إلى أن ختمنا مقالتنا بقصيدة رائعة جداً لإيليا أبو ماضي تسمى (أبي) سائلين الله تعالى أن يحفظه لنا وأن لا يرينا فيه أي مكروه.