شعر

شعر عن الاب السند – قصيدة عن الأب قصيرة

نقدم لكم اليوم أكثر من قصيدة شعر عن الاب. الأب، هذا الشخص الذي وجوده عالمًا لا يشبه أي عالم آخر، فهو أكثر من مجرد شخص يشارك بالجينات والتربية، بل هو رمز للقوة والحنان الذي ينسجم في توليفة ساحرة. الأب قصة بطولية لا تكتب بحبر أو تصوّر بكاميرا، بل تنبثق من تضحيات صامتة وحب لا يعبّر عنه بالكلمات. هو المثال الذي يتبعه الآخرون دون أن يدركوا أحيانًا، في هدوئه يكمن تألقه وفي تواضعه تتجلى عظمته.

ليس مجرد شخصٍ يغذي بالمعرفة والحكمة، بل هو منارةٌ تضيء دروب الحياة، يمتلك القوة لبناء الجسور بين الأجيال، ويحمل في طيات وجوده قصصًا لا تروى وعبرًا لا تنسى. إنه الفارس الذي يحمل درع الحماية وقلبًا يعانق بحنان فائق، لا يطلب المديح ولا يبحث عن الإشادة، بل يجدها في رؤية نجاح أبنائه وسعادة عائلته. باختصار، الأب هو الشخص الذي يمنح الحياة طعمًا مختلفًا، ويمثل مرآة للشجاعة والتفاني، وهو تجسيد للحب الذي يتخطى الكلمات ويصل إلى أعماق الروح.

قد يهمك أيضًا: شعر مدح قصير

شعر عن الاب الحنون

قال مصطفى قاسم عباس:-

ويا أبَتِي ، تلاشى ذلك التَّعَبُ
كشمسٍ خلف تلك القمَّةِ الشمَّاءِ تَحتجِبُ
سنونَ العمرِ قد ذهبتْ
وأبقتْ في مُخيِّلتِي
طيوفاً من مرارتها بكَتْ في جَفْنِيَ الْهُدُبُ
أتذكُرُ يومَ أنْ كُنا
على الأبواب نرتَقِبُ ؟!
نرى ظِلاّ على الدربِ
ولهفتُنا تزيدُ ، تزيدُ لَمَّا كنتَ تقتربُ
لأنكَ سوفَ تحملنا على كتفيكَ في حُبِّ
على عينيك والقلْبِ
وكنتُ أظنُّ يا أبتي
بأنِّي حين تحملُني تناجيني نجومُ الليل والشُّهُبُ
لقد كُنا نرى ظِلاّ
فلم نكُ مرَّة نرنو
لوجهك في النهار ضُحى
ولا ظهرا ولا عصرا
ولا عند المغيب مَسا
فإنك دائماً تَمضي
إلى عمل معَ الفجْرِ
تُقَبِّلُنا ، تُودِّعُنا..
ودمعةُ أُمِّنا تجري
وإنك كنتَ في حَلَكِ الدُّجى تأتي
تُطِلُّ كطلعةِ البدْرِ
وفي عينيك نَوحُ أسى
وجسمكَ هَدَّهُ التَّعَبُ
ويبسِمُ ثغرُكَ الوضَّاءُ في شغف
وتضحكُ كي تُخبِّئَ عن صغارِك كل آلام تُعانيها
ولكنْ كنتُ من صِغري
أرى الآلام تبدو من ثنايا البسمةِ الْحُبلى بآهاتٍ وأشجانِ
وأنَّات وأحزانِ
فمهما كنتَ – يا أبتي – تُواريها
بنورِ جبينكَ الأَسنى
وبسمةِ وجهكَ الأسمى
وثغرُك باسما يبدو
وبلبلُ دَوحِهِ يشدُو
فكنتُ أرى ضلوعَ الصَّدْرِ تلتَهِبُ
ومقلةَ عينِكَ الوسْنى
تُكَفْكِفُ عبرةً حَرَّى
وتنفثُ زفرةً أُخرى
ومنكَ القلبُ ينتحِبُ
.. ومَرَّ العُمْرُ طيفَ كَرى
كبَرق في الظلام سَرى
وأنت اليومَ قد جاوزتَ سِتِّينا من العُمْرِ
مضَتْ.. لكنها كانت كحمْل الدَّينِ والصَّخْرِ
وتبقى أنتَ نبراساً لنا – أبتي –
تُنِيرُ حَوالكَ الدَّهْرِ
تُعلِّمنا وتُرشدنا
بعلمٍ منكَ لا تأتي به الكُتُبُ

شعر عن الأب الله يطول بعمره

قال إيليا أبو ماضي:-

طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني * وذا بعضها الثاني يفيض به جفني
أبي ! خانني فيك الرّدى فتقوضت * مقاصير أحلامي كبيت من التّين
وكانت رياضي حاليات ضواحكا * فأقوت وعفّى زهرها الجزع المضني
فليس سوى طعم المنّية في فمي * وليس سوى صوت النوادب في أذني
ولا حسن في ناظري وقلّما * فتحتهما من قبل إلا على حسن
وما صور الأشياء ، بعدك غيرها * ولكنما قد شوهتها يد الحزن
عَلى مَنكبي تِبرُ الضُحى وَعَقيقُهُ * و قلبي في نارٍ وَعَينايَ في دُجنِ
أبحث الأسى دمعي وأنهيته دمي * وكنت أعدّ الحزن ضربا من الجبن
فمستنكر كيف استحالت بشاشتي * كمستنكر في عاصف رعشة الغضن
يقول المعزّي ليس يحدي البكا الفتى * وقول المعزّي لا يفيد ولا يغني
شخصت بروحي حائرا متطلعا * إلى ما وراء البحر أأدنو وأستدني
ويا ليتما الأرض انطوى لي بساطها * فكنت مع الباكين في ساعة الدفن
لعلّي أفي تلك الأبوة حقها * وإن كان لا يوفى بكيل ولا وزن
فأعظم مجدي كان أنك لي أب * وأكبر فخري كان قولك : ذا إبني !
أبي ! وإذا ما قلتها فكأنني * أنادي وأدعو يا بلادي ويا ركني
لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى * فيرجع ريّان المنى ضاحك السن ؟
خلعت الصبا في حومة المجد ناصعا * ونزّه فيك الشيب عن لوثة الأفن
وكنت ترى الدنيا بغير بشاشة * كأرض بلا مناء وصوت بلا لحن
وكنت إذا حدّثت حدّث شاعر * لبيب دقيق الفهم والذوق والفنّ
فما استشعر المصغي إليك ملالة * ولا قلت إلاّ قال من طرب : زدني
على ذلك القبر السلام فذكره * أريج به نفسي عن العطر تستغني

قد يهمك أيضًا: شعر عن الاب بالفصحى

قصيدة عن الاب قصيرة

قال أبو تمام: إذا ما رأس أهل البيت ولى * بدا لهم من الناس الجفاء

قال أحمد بن عبد ربه: ما مات حي لميت أسفا * أعذر من والد على ولد

قال أحمد شوقي:

لا يمنعنكمو بر الأبوة أن * يكون صنعكمو غير الذي صنعوا
لا يعجبنكم الحياة الذي بلغوا * من الولاية والمال الذي جمعوا

قال السري الموصلي:

يُحيي بحسن فعاله * أفعال والده الحلاحل
كالورد زال ماؤه * عبق الروائح غير زائل

شعر عن الاب بالفصحى قصير

قال أبو العلاء المعري:

وأعط أباك النصف حيا وميتا * وفضّل عليه من كرامتها الأما
أقلّك خفا إذا أقلتك مثقلا * وأرضعت الحولين واحتملت تما
وألقتك عن جهد وألقاك لذة * وضمت وشمت مثلما ضم أو شما

وقال أيضًا:

تحمل عن أبيك الثقل يوما * فإن الشيخ قد ضعفت قواه
أتى بك عن قضاء لم ترده * وآثر أن تفوز بما حواه

قد يهمك أيضًا: كلام جميل عن الاب والام

في نهاية هذه الرحلة لا يمكن أن نختم حديثنا عن الأب إلا بتذكيرٍ بأنه هذا السر الخفي الذي يحمل مفاتيح الحياة في جيبه، فهو أكثر من مجرد شخص يعيش في الذكريات، بل هو حاضر يبقى دائمًا ملهمًا. قد تمتد تأثيراته وحكمته إلى مدى الأجيال، كما يمكن أن تروى عنه قصص الإصرار والتفاني والتضحية. فهو يعلمنا بأن القوة لا تكمن فقط في العضلات، بل في العقل والقلب أيضًا، وأن العظمة لا تأتي من الظهور البارز بل من العمل الصامت والمستمر.

لذا، فإن الأب هو مركز العطاء الذي لا ينضب، يعكس عطاؤه عمق البحر وسعة السماء. يظل دائمًا عمود ثابت حتى في أوقات العواصف، ومصدر الأمان والدعم في كل مرحلة من مراحل الحياة. لن تكفي الكلمات أبدًا لوصف قيمته وأثره العميق، ولكن يبقى لنا أن نستلهم من حياته الدروس الثمينة ونجد فيه الهامًا لنصبح أفضل نسخة من أنفسنا. ليبقى الأب شاهدًا على العطاء الصادق والحب الصامت، له منا كل الاحترام والتقدير، ولن يكفي شكره وامتناننا أبدًا على كل ما يقدمه دون مقابل.

محمد عز

طالب في كلية الهندسة ومهتم بالبحث وتزويد المواقع بالمحتوي المعرفي المعتمد علي المعلومات الدقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button