محتوي الموضوع
كم ظلمنا نحن المجتمع هؤلاء الأيتام الذين بيننا، كم نظلم بصورة يومية طفلًا يتيمًا لا يجد من يحنو عليه ولا من يرق له ولا من يحس بآلامه ومعاناته، من حق الأيتام علينا وكما وصى الإسلام بذلك أن ينالوا الرعاية الكافية والحب الملائم والدفء، تعويضًا لهم عن حرمان الأب أو الأم أو كليهما، فاليتيم له حق كبير على المجتمع، وقد احتفى القرآن الكريم باليتيم وضمن له حقه، وتوعد الله تعالى هؤلاء الذين يظلمون اليتيم ويأكلون حقوقهم بالوعيد الشديد.
ونحن في هذا الموضوع نتعرض إلى بعض الأشعار التي قيلت في اليتيم، تلك الأشعار المؤثرة بصورة كبيرة على النفس الإنسانية والتي يتبارى فيها الشعراء، فكم من يتيم يعيش حزينًا لا يجد مأوى ولا يجد يدًا حانية.
شعر عن اليتيم مؤثر ومؤلم جدًا:
- من يمسح دمعتي
- من يقبّل خدي
- من يطعمني ويلبسني
- ومن الخوف والقتل يحميني
- إنّي هنا وحدي
- أخاف من ظلام الليل يا إلهي
- رجوتك أن تحميني
- وتخفف مصابي
- وتعيد لي كل أحبابي
- أبي وأمي
- أغلى ما عندي
- أين أنتم لا أدري
- أذهبتم وتركتوني
- أم أنه الموت قد فجعني
- وسلبكم مني
- أنتم شمعة حياتي
- لقد انطفأ سراجي
- وأصبحت أعيش في ظلام وكأني
- تحت طبقات الأرض فأنا مثل الميت في قبري
- لقد دفنت وأنا حي
- يا ليتكم أخذتموني
- عندما غادرتم الدنيا إلى القبر
- إلى الله أشكو ضعف حيلتي
- فهو ملجأي وملاذي
- وأنا في دار الحزن والغربة
قصيدة عن اليتيم قوية:
- بلغت بحزني أعالي القمم
- واخجلت بالصبر كل الهمم
- يحاصرني الخوف من كلّ صوب
- ويعزفني الفقر أشجى نغم
- يتيم فهل أدركوا من أكون
- وكيف تجرّعت كأس المنون
- إذا ضحك الناس أبكي دماً
- ألملم جرحي وهم يضحكون
- جريح وذنبي لعمري أليم
- فذنبي أني غريب يتيم
- فيا أمي أينك هل تسمعين
- نحيب جراحي بصوت السنين
- وأعلم أنك لا تسمعين
- فقد أخرس الصوت فيك الحنين
- رحلتي وطفلك بين العذاب
- كحمل تمزّق بين الذئاب
- يصيح ويشحذ عطف الوحوش
- ولكنّ إحساسهم في غياب
- جريح وذنبي لعمري أليم
- فذنبي أني غريب يتيم
- فيا أمي أحسبهم ينصفون
- يتيماً ولكنهم غافلون
- فيا أمي لم يندمنهم جبين
- فواعجباً أنهم مسلمون
- إذا أقبل الليل زاد العناء
- وإن زارني الصبح ذقت الشقاء
- تمنّيت ألعب مثل الصغار
- وألبس ثوب المنى والهناء
- جريح وذنبي لعمري أليم
- فذنبي أني غريب يتيم
- أبي كان صدرك كلّ الأمان
- فغبت وخلّفت غدر الزمان
- تركت صغيرك للعابثين
- يقاسي مع الجوع مُر الهوان
- أرى صبية يجهلون الضياع
- ولم يدخلوا في سجون الصراع
- فأضحك حزناً على حالتي
- ألست صغيراً يهاب النزاع
- جريح وذنبي لعمري أليم
- فذنبي أني غريب يتيم
- أبي رحم الله عهد الجدود
- مآثرهم ما لها من حدود
- يفيضون بذلاً بوجه اليتيم
- فما من هروب وما من صدود
- صرخت لقومي فخروا نيام
- فلم يستجيبوا لطفل الخيام
- صغير نما الموت في ناظريه
- فأسكنه الفقر كهف الظلام
- جريح وذنبي لعمري أليم
- فذنبي أني غريب يتيم
- فيا ويحهم إن رفعت الدعاء
- إلى خالق الكون ربّ السماء
- فيا ربّ جئت وقلبي كسير
- أكاد من الرعب ألّا أسير
- لقد ظلموني فأنت المغيث
- وأنت المعين وأنت النصير
- جريح وذنبي لعمري أليم
- فذنبي أني غريب يتيم
كان هذا ختام موضوعنا حول شعر عن اليتيم مؤثر ومؤلم جدًا، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأشعار الرائعة الحزينة التي تملأ الإنسان وجدًا وحدبًا على هؤلاء الأيتام الذين لا ينالون قسطًا كافيًا من الرعاية ولا الاهتمام، فحق اليتيم في هذا المجتمع أن ينال الرعاية الكاملة وأن يكون المجتمع على قدر كبير من الاهتمام به، يكفيه ألمًا أنه فقد أبويه وهو صغير السن ضعيف الحال.