محتوي الموضوع
الشعر يُعرف على أنه مجموعة من الكلمات والعبارات تُنظم على وزن وقافية معينان، ليكتب الشاعر ما في خاطره بأسلوبه هو الخاص وبكلماته المتميزة، فالشعر ليست بالظاهرة الجديدة أو الحديثة علينا بل الشعر من القديم من أيام العصر الجاهلي، أي ما قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي تلك الحقبة أو الزمن عرف بشعرائه الكبار والعمالقة الذين ألفوا قصائد كثيرة في كل المواضيع، فكتبوا عن المدح والذم وكتبوا عن الهجاء والوصف، وكتبوا في الفخر والحماسة والحكمة والرثاء، وفي الفخر وفي الحب وفي الغزل، وكان ينظمون القصيدة ويتبارزون بها في سوق عكاظ الشهير وقتها.
وفي هذا الموضوع نحن على موعد للحديث حول موضوع أجده في قمة الروعة والجمال حديثنا سيدور حول شعر غزل جاهلي من أجمل ما قال شعراء العرب في الجاهلية وبعد الجاهلية، سنسرد لكم في هذه المقالة باقة جميلة ورائعة من أجمل ما ألف وكتب شعراء العرب في الجاهلية وبعدها، على أمل أن تستمعوا معنا بتلك المختارات الجميلة.
من أجمل ما قال عنترة بن شداد:
يا طائرا قد باتَ يندبُ إلفهُ * وينُوحُ وهْوَ مُولّهٌ حَيرانُ
لو كنتَ مثلي ما لبثتَ ملوَّنا * حَسنا ولا مالتْ بكَ الأَغصان
أين الخَليُّ القلْبِ ممَّنْ قلْبُهُ * من حرِّ نيرانِ الجوى ملآن
عِرْني جَناحَكَ واسْتعِرْ دمْعي الذي * أفنى ولا يفنى له جريان
حتى أَطيرَ مُسائلا عنْ عبْلة * إنْ كان يُمكنُ مثليَ الطَّيرانُ
إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي * طفا بردها حرَّ الصبابة ِ والوجدِ
ولولاَ فتاة في الخيامِ مُقيمَة * لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوما على البعدِ
مُهفْهَفة ٌ والسِّحرُ من لَحظاتها * إذا كلمتْ ميتا يقوم منْ اللحد
أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها * تقُول : إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي
وقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري * فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
فولتْ حياء ثم أرختْ لثامها * وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الورد
وسلتْ حساما من سواجي جفونها * كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ * ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ
مُرنِّحة ُ الأَعطاف مَهْضومة ُ الحَشا * منعمة الأطرافِ مائسة القدِّ
يبيتُ فتاتُ المسكِ تحتَ لثامها * فيزدادُ منْ أنفاسها أرج الندّ
ويطلعُ ضوء الصبح تحتَ جبينها * فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد
وبين ثناياها إذا ما تبسَّمتْ * مديرُ مدامٍ يمزجُ الراحَ بالشَّهد
من أجمل ما قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل * بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها * لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها * وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا * لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفا بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة مهراقة * فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
من أجمل ما قال النابغة الذبياني:
نبئتُ نعما ، على الهجرانِ ، عاتبة * سَقيا ورَعيا لذاك العاتِبِ الزّاري
رأيتُ نعما وأصحابي على عجلٍ * والعِيسُ ، للبَينِ ، قد شُدّتْ بأكوارِ
بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها * لم تُؤذِ أهلا ، ولم تُفحِشْ على جارِ
و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها * في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ
تسقي الضجيعَ – إذا استسقى – بذي أشر * عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ
كأنّ مَشمولة صِرْفا برِيقَتِها * من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ
ألَمحَة من سَنا بَرْق رأى بصَري * أم وجهُ نعم بدا لي ، أم سنا نارِ ؟
بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ * فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ
من أجمل ما قال زهير بن أبي سلمى:
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو * وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ
وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانيا * على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ ، وما يحلُو
وكنتُ إذا ما جئتُ ، يوما لحاجة * مضَتْ وأجَمّتْ حاجة ُ الغدِ ما تخلو
وكلُّ محبّ أعقبَ النأيُ لبهُ * سلوَّ فؤادٍ ، غير لبكَ ما يسلُو
لهنا أعزائنا المتابعين نكون قد وصلنا إلى ختام هذا الموضوع الرائع الذي دار كلامنا وحديثنا فيه عن شعر غزل جاهلي من أجمل ما قال شعراء العرب في الجاهلية وبعدها، قدمنا لحضراتكم مجموعة من الشعر لمجموعة من شعراء العرب في الجاهلية وما بعدها فإن تحدثنا عن الشعر الجاهلي لابد وأن نذكر عنترة بن شداد بالطبع، وهذا كان بداية عنوان فقرتنا اليوم: (من أجمل ما قال عنترة بن شداد)، قدمنا في هذه الفقرة مجموعة رائعة من أبيات عنترة بن شداد، كما أننا لم ننسى الشاعر الفذ امرؤ القيس والنابغة الذبياني، وغيرهم من الشعراء الذين قدمنا بعض المختارات من شعرهم.