الحب ليس وليد اليوم و لن ينتهي من الحياة إلا مع نهاية الحياة و قيام الساعة و التي نسأل الله أن تكون مسكننا هي جنات الفردوس بفضله تعالى علينا، منذ قديم العصور و الحب متواجد منذ سيدنا آدم و سيدتنا و امنا حواء و العصور أو العصر ليس الوقت الذي يكون بين الظهر و المغرب و إنما العصر الذي نقصده و تعرفونه جيداً متابعينا الأفاضل هو حقبة من السنوات و القرون أيضاً، و قد تم تقسيم العصور إلى العصر الجاهلي و العصر الحديث هو الذي نحياه و لكن العصر الجاهلي يطلق على الوقت الذي كان قبل ظهور الإسلام على يد أشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و الإسلام لم يحرم أو يجرم من الحب لأن الحب كله سمو و إرتقاء بما فيه من معاني أصيلة حقاً، شعر غزلجاهلي، لنا شعراء في العصر الجاهلي ذكروا الحب و تغزلوا بمحبوبتهم كل منهم بطريقته و هي ما سنسردها معاً متابعينا الكرام في مقالكم هذا.
قصيدة شعر غزل جاهلي
سَقَطَ النّصيفُ، و لم تُرِدْ إسقاطَهُ
فتناولتهُ و اتقتنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ
عنم على اغصانه لم يعقدِ
نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها
نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ
قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة
كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ
أوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها
بهجٌ متى يرها يهلّ و يسجدِ
أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعة
مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ، مُتَسَرِّدِ
لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهب
عبدَ الإلهِ صرورة ٍ متعبدِ
لرنا لبهجتها وحسنِ حديثها
و لخالهُ رشداً و إنْ لم يرشدِ.
و شاهد أيضاً شعر حب جاهلي جميل جدا.
أشعار غزل و حب قديمة بالفصحى
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ
إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
ألذُ عندي مما حوتهُ يدي
من اللآلي و المال و البدَر
و مِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا
ما غابَ وجهُ الحبيبِ عن النّظر
سقى الخيامَ التي نُصبنَ على
شربَّة ِ الأُنسِ وابلُ المطر
منازلٌ تطلعُ البدورُ بها
مبرقعاتٍ بظلمة ِ الشَّعرِ
بيضٌ و سمرٌ تحمي مضاربها
أساد غابٍ بالبيضِ و السُّمر
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جارية ٌ
مكْحولة ُ المقْلتين بالحور
تريك من ثغرها إذا ابتسمت
كاسَ مدامٍ قد حفّ بالدرّر
أعارت الظبي سحر مقلتها
و باتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتنة ٌ
تُخجلُ بالحُسنِ بهجة َ القمر
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي
ترمي فؤادي بأسهم الشّرر
يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني
قضيت ليلي بالنّوح و السَّهر
يا عبلَ كَمْ فِتْنة ٍ بَليتُ بها
و خُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر
و الخيلُ سُودُ الوجوه كالحة ٌ
تخوض بحر الهلاكِ و الخطر
أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ و لاَ
أطيق دفعَ القضاء و القدر.
و شاهد أيضاً شعر حب من العصر الجاهلي لعنترة وامرؤ القيس وزهير.
أبيات شعر غزل جاهلي قصيرة مكتوبة
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ، … كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي، … منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى، … و إذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه
و إذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها، … لـها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ، تُوَاغِلُهْ
غَنِينا، و ما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً، … كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه.
*****************
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
و هل يعمن من كان في العصر الخالي
و هل يعمن إلا سعيد مخلد
قليل الهموم ما يبيت بأوجال
و هل يعمن من كان أحدث عهده
ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
ديار لسلمى عافيات بذي خال
ألح عليها كل أسحم هطال
و تحسب سلمى لا تزال ترى طلا
من الوحش أو بيضا بميثاء محلال
و تحسب سلمى لا تزال كعهدنا
بوادي الخزامى أو على رس أوعال.
و شاهد أيضاً اروع اشعار الحب والعشق الجاهلي .. اقتباسات من روائع الشعر العربي.
شعراء رحلوا عن عالمنا منذ آلاف السنوات و لكن كلماتهم و أشعارهم في الحب و الغزل تبقى مهما توارت الأجساد تحت التراب و المسافات و الأوقات، متابعينا الأفاضل قد سردنا بعضاً من الشعر الذي به كل الغزل بطريقتهم الجميلة و التي كانت تتناسب مع هذا الوقت بالعصر الجاهلي، و من أشهر من سطر هذه الأبيات الشعرية يأتي عنترة بن شداد، قصص حب و غزل قديمة باقية في الأذهان من حكايتنا و قصنا إياها على أولادنا و نتوارثها لنتعلم كيف الحب و الغزل، عنتر و عبلة، قيس و ليلى و غيرهم الكثير و الذين سطروا أشعاراً جميلة بل في غاية الجمال لما فيها من إحساس الحب النقي الصادق الذي به نخوض المعارك حتى تعلو راية الحب أكثر و أكثر، نتمنى التوفيق و الحب للجميع إن شاء الله تعالى.