هل السحاب يسير على الأرض، غنما هي بالسماء تسبح و تتطاير و تميل في ثقلها حباً للأرض و السماء معاً، كذلك مشاعرنا متابعينا الكرام تتطاير فرحاً فيما نشعر به من حب و شغف و وله و نجدها تجعلنا طائرين في عالم الحب و الغرام صحواً و مناماً بكل الأحلام بلا قسوة أو آلام لأنها تجوب خواطرنا و تحتل مشاعرنا بكل ترحاب و عطف و حنين، و الكلمات التي نقرأها عن بعض الكتاب و الشعراء ما أتت من فراغ إنما من مشاعر شعروا بها و إحساس صادق بكل الحروف بلا أدنى شك أو لحظة خوف، الكلمات متابعينا الكرام ما هي إلا وسيلة نستخدمها تعبيراً عما يدور بالخاطر و يحتل الفكر و البال معاً كما هو حال المحبين الغارقين في هواهم فرحين بكل ما فيهم و إليهم، شعر قيس و ليلى غزل، قصة حب مات أصحابها و لكن حبهم أبدي الحياة كما سنقرأ معاً ماشعر به قيس بن الملوح في حبيبته و بنت عمه ليلى و الغزل فيها و إليها.
شعر قيس و ليلى غزل مكتوب
هوى صاحبي ريح الشّمال
إذا جرت و أهوى لنفسي أن تهبّ
جنوب فويلي على العُذّال
ما يتركونني بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى فَقلْتُ
وَ هَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ دعاني الهوى و الشّوق
لمّا ترنّمت هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ
طرُوبُ تُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَا
فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَ مُجيبُ
فقلت حمام الأيك مالك باكياً
أَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ
تذكرني ليلى على بعد دارها
و ليلى قتول للرّجال خلوب
و قد رابني أنّ الصّبا لا تجيبني
و قد كان يدعوني الصّبا فأجيب
سَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَجلُّداً غزال
بأعلى الماتحين ربيب
فكلم غزال الماتحين فإنّه بِدَائِي
و إنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُ فدومي
على عهد فلست بزائل
عن العهد منكم ما أقام عسيب.
و شاهد أيضاً غزل امرؤ القيس أجمل قصائده و اقتباسات رائعة من أشعار الحب و الغزل لقيس.
شعر قيس في حب ليلى
قصيدة قيس بن الملوح في حب ليلى
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
و لا النّفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ
أحبّ هبوط الواديين و إنّني لمشتهر بالواديين غريب
أحقاً عباد الله أن لست وارداً و لا صادراً إلّا عليّ رقيب
و لا زائِراً فرداً و لا في جَماعَة ٍ من النّاس إلا قيل أنت مريب
و هل ريبة في أن تحن نجيبة إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ
و إنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى إليّ و إن لم آته لحبيب
و لا خير في الدّنيا إذا أنت لم تزر حبيباً و لم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ
لَئِن كَثُرَت رُقابُ لَيلى فَطالَما لَهَوتُ بِلَيلى ما لَهُنَّ رَقيبُ
وَ إِن حالَ يَأسٌ دونَ لَيلى فَرُبَّما أَتى اليَأسُ دونَ الشَّيءِ وَ هوَ حَبيبُ
وَ مَنَّيتَني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني عَلى شَرَفٍ لِلنّاظِرينَ يَريبُ
صَدَدتِ وَ أَشمَتِّ العُداةَ بِهَجرِنا أَثابَكِ فيما تَصنَعينَ مُثيبُ
أُبَعِّدُ عَنكِ النَفسَ وَ النَّفسُ صَبَّةٌ بِذِكرِكِ وَ المَمشى إِلَيكِ قَريبُ
مَخافَةَ أَن تَسعى الوُشاةُ بِظِنَّةٍ وَ أَكرَمُكُم أَن يَستَريبَ مُريبُ.
و شاهد أيضاً الشعر الجاهلي في الحب و الغزل و أروع قصائد مكتوبة.
الحب الذي نرويه عطفاً و حناناً و إهتماماً ينمو كثيراً و يصل بنا حد العشق بكل الجنون كما هو حال شاعر مقالنا هنا متابعينا الكرام، قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة، مجنون ليلى، و لقد رأينا بعضاً من جنونه عبر الكلمات كما هو مثال حي حتى وقتنا هذا و نراه في مشاهد عديدة تجسد قصة حبهما اللا نهائية عبر الزمان رغم مرور العصور و القرون على هذا الحب الذي غمر قيس و ليلى معاً إلا أننا نتعلم من هذا الجنون متابعينا الأفاضل أن الحب و كل إحساسه يبقى و لا يموت و هذا هو الحب يحياً و يبدأ و لا يموت مهما توارت أجساد ماتت عشقاً و هي على قيد الحياة، الحب أجمل علامات القلب فينا و إلينا و علينا بالود و روية الحب بكل رعاية و إهتمام و نبقى مجانين الحب و الهوى أبد الحياة و هو جنون جميل بكل ما فيه من فنون مؤكد متابعي موقعنا الأفاضل، و قرأنا معاً بعضاً من كلمات و أبيات قيس في غزل ليلى و مدى العشق بينهما و نتمنى الحب و الود للجميع بفضل الله تعالى و أمره.