منذ بداية الخلق والموت قد شكل واحدة من أكبر المعضلات الفلسفية التي تعامل معها الإنسان وما زال عاجز في الوصول لماهيتها الحقيقية ، تلك النهاية المحتومة والغموض الذي جعل الإنسان يسلم له خاضعاً وصاغراً ، الموت الذي لا يملك الإنسان سبيلاً لرده ، فالجميع على ثقة تامة بأن الموت حقيقة لا يمكن الهروب منه ، وذلك الأمر كان المنطلق الأساسي لكل من تناول هذا الموضوع ، فالتفكير بهذه النهاية جعلهم أكثر تقبلاً للموت ، ولكن بعد أن عرفنا بأن الموت نهاية حتمية إلا أنه عندما يصيب أحد من أحبابنا نشعر بوجع وحزن شديد يمحي الابتسامة والفرح ويسلب كل وسائل السعادة منا.
وفي هذا اليوم سوف نقدم لكم متابعينا الكرام مقالة بعنوان شعر يبكي عن موت ورحيل الأحبة حاول تمسك نفسك ، سوف نضع بين أيديكم في تلك المقالة اقتباسات ومقتطفات منتقاة من أقوى ما جاد به الشعر العربي في الفراق والرحيل.
شعر مؤثر ومبكي:
الموتُ منّا قريبٌ، ولَيسَ عنَّا بنازحْ
في كلِّ يومٍ نعِيٌّ تصيحُ مِنهُ الصَّوائحْ
تَشْجى القلوبَ وتبكي موَلْوِلاتُ النَّوائحْ
حتَّى مَتى أنتَ تَلـهو في غَفْلةٍ وتُمازِحْ؟
والموتُ في كلِّ يومٍ في زَندِ عيشِكَ قادِحْ
**
وقفت على القبور مناديا بأعلى صوت
ماذا فعلت بهم أجبنى أيها الموت
فما وجدت جوابا على سؤالى
سوى أن الموت هو حالهم وسيكون حالى
سل نفسك ياعبد هل للموت أعددت
أم الدنيا شغلتك وعن المنية حجبتك
تذكر ظلمة الليل كيف توحش القلوب
فكيف بظلمة القبر مع عظم الذنوب
تذكر ضمة القبر ومفارقة الأحباب
تذكر اللحد والكفن وسوء الحساب
تذكر سؤال منكر ونكير الغلاظ الشداد
وأنت مسكين ضعيف اما الجواب واما العذاب
تذكر وقوفك بين يدى الرحمن
وأنت تسئل عن مظالم فلان وفلان
هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ما أنتَ صانعُ وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَ بُدَّ جارِعُ
ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُ نَفسَهُ رُويداً، أتَـدْرِي مَنْ أرَاكَ تُخَادِعُ
ويا جامِعَ الدُّنيا لـغَيرِ بَلاَغِهِ سَتَترُكُهَا فانظُرْ لِمَن أنتَ جَامِعُ
وكًم قـدْ رَأينا الجامِعينَ قدَ أصبَحَت لهم، بينَ أطباقِ التّرابِ مَضاجعُ
لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِ يَرَعُوْنَ كُلَّمَا يَرَونَ، لمَّا جَفّتْ لعَينٍ مَدامِعُ
فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْ طالَ رِيُّهُ، ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْ هُوَ جائِع
للمزيد يمكنك قراءة : اشعار حزينة طويلة
من أتعس ما كُتب في الفراق:
زفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
وتسعّرت عند الوداع أضالعي نارا خشيت بحرّها أن أحرقا
ما زلت أخشى البين قبل وقوعه حتى غدوت وليس لي أن أفرقا
يوم النوى ، للّه ما أقسى النّوى لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا
رحنا حيارى صامتين كأنّما للهول نحذر عنده أن ننطقا
أكبادنا خفّاقة وعيوننا لا تستطيع ، من البكا، أن ترمقا
نتجاذب النظرات وهي ضعيفة ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا
لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا كادت مع العبرات أن تتدّفقا
يا صاحبي تصبّرا فلربّما عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا
إن كانت الأيّام لم ترفق بنا فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقا
يمه علامك رديالصوت تكفين
………………….ردي علي الصوت لا تذبحيني
اصرخ واناديواتبع الصوت صوتين
………………….يمه ويمه لين باح الكنيني
قالواعلامك لاتخلي المصلين
…………………بوسط الجنايز مايجوز الونيني
امكخذوها من رجوه المصلين
………………….شف دارها مابين رمل وطيني
خذانيالهاجس وانا بين نارين
…………………..قبل آصله مابين شكويقيني
استغفر الله ليه ياحظي الشين
………………….حتى المنيهماتبيها تجيني
يمه حياتي ارهنه بين كفين
………………….كفينك الليعطفها محتويني
يمه حياتي لو تساوي ملايين
…………………..فدوه ..وفدوه مابقى من سنيني
يمه وداعك زود الهم همين
…………………..هم يروح وهم بعده يجيني
يمه وداعك زود الهم همين
………………….هم يروح وهم بعده يجيني!!
للمزيد يمكنك قراءة : شعر حزين مكتوب عن الحب والحياة
قصائد في الموت:
اسلمني الاهل بطن الـــــثرى ……….. و انصرفوا عني فياوحشتا
و غادروني معدوما بائســــا ………… مـــا بيدي اليـــــوم الاالبكا
وكل ما كان كأن لم يكـــــــن ………… و كل ما حذرته قــــــــد اتى
و ذا كم الجموع و المقتنى ………… قد صار في كفي مثل الــهبا
عجبت للانسان فيفخره …………. و هــــو غدا في قبره يُقبر
ما بال مـــن أولـه نـطفـة ………… و جيفــــة اخـــره يفــجــر
أصبح لا يملك تقديم مـــا ………… يرجو و لا تأخير مـا يحدر
و أصبح الامر الى غيره…………. فيكل ما يقضى و مايقدر
النّفس تبكي على الدّنيا وقد علمت
أن السّعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلّا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه
وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدّهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً
حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بُنيت
أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
لا تركننّ إلى الدّنيا وما فيها
فالموت لا شكّ يفنينا ويفنيها
لكلّ نفس وإن كانت على وجل
من المنيّة آمال تقوّيها
المرء يبسطها والدّهر يقبضها
والنّفس تنشرها والموت يطويها
إنّما المكارم أخلاق مُطهّرة
الدّين أولّها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبرّ سابعها والشّكر ثامنها
والصّبر تاسعها والّلين باقيها
والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها
للمزيد يمكنك قراءة : نزار قباني شعر حزين
فراق الأحباب من أصعب الأشياء التي تمر على أي شخص ، وفي تلك الأوقات يكون الإنسان بأمس الحاجة لقراءة بعض الكلمات التي تخفف من حزنه ، وإلى هنا متابعينا الكرام نكون قد وصلنا لختام موضوع الليلة الذي تحدثنا وتكلمنا فيه حول شعر يبكي عن موت ورحيل الأحبة حاول تمسك نفسك ، جمعنا لكم كم كبير جداً من أقوى القصائد المبكية وأبيات الشعر الحزينة التي تلمس القلوب ، فقد بدأنا موضوعنا هذا بفقرة وضعنا فيها شعر مؤثر ومبكي ، وفي ثاني فقرة قدمنا مجموعة من أتعس ما كتب في الفراق ، وختمنا كلامنا بفقرة بعنوان قصائد في الموت.