هناك أشعار قد سردها الشعراء تعبيرا منهم عن الحب، حيث أن الحب يعتبر ملهم للشعراء، وقد تعددت القصائد التي تتحدث عن الحب، فمن تلك القصائد التي تشتمل على شعر طويل ومنها التي تشتمل على الشعر القصير، كما أن الموضوعات الخاصة بها تنوعت بين الحب وكذلك الغزل وأيضا الاشتياق والبعد وغير ذلك العديد، ويعد ذلك النوع من الشعر الأقرب إلى قلوب الأشخاص، والحب يعتبر مجموعة من الأحاسيس والمشاعر التي تسكن في القلب وتقوم بإشعال لهيب العشق به، فالحب كالدواء الذي يطيب الجرح ويقوم بمحو الأحزان، وجعل الإنسان سعيدا مبتهجا، وفي ذلك الموضوع سنقوم بالتقديم لباقة من صور أشعار حلوة في منتهي الرومانسية، وأشعار على لسان مجموعة من الشعراء.
قصيدة ابن رازكه غرام سقي قلبي مدامته صرفا
غَرامٌ سَقى قَلبي مُدامَتَهُ صِرفا
وَلمّا يُقم لِلعَذلِ عَدلاً وَلا صَرفا
قَضى فيهِ قاضي الحُبِّ بِالهَجرِ مُذ غَدا
مَريضاً بِداءٍ لا يُطَبُّ وَلا يُشفى
نَهارِيَّ نَهرٌ بَينَ جَفنَيَّ وَالكَرى
وَلَيلِيَّ بَحرٌ مُرسَلٌ دونَهُ سَجفا
جَريحُ سِهامِ الحُبِّ عاثَ بِهِ الهَوى
فَأَبدى الَّذي أَبدى وَأَخفى الَّذي أَخفى
تَوَطَّنَتِ الأَشواقُ سَوداءَ قَلبِهِ
فَتَرفَعُهُ ظَرفاً وَتَحفِضُهُ ظَرفا
يُحاوِلُ سُلواني الأَحِبَّةَ عُذَّلي
وَهَل يَجِدُ السُلوانَ مَن يَفقِدُ الإِلفا
سَهِرنا فَناموا ثُمَّ عابوا جُفونَنا
لَقَد صَدَقونا المُرهُ لا تُشبِهُ الوُطفا
فَحَسبُ المُحِبِّ الصادِقِ الوِدِّ قَلبُهُ
جَفاءً بِشَكواهُ مَرارَةَ ما يُجفى
وَما ضَرَّ أَوصالَ المُحِبِّ مُقَوَّتاً
رَجاءَ وِصالِ الحِبِّ اِسناتُها عَجفا
قصيدة أبو الهدى الصيادي
غرام لا يقابل غرام
وعين من بعادك لا تنام
وقلب قد تقلب فوق جمر
وعقل قد أحاط به الهيام
سقى المولى زماناً كنت فيه
جليسي والحديث له انتظام
وكاسات السرور تدور فينا
بمعنى لا يماثله مدام
وأوقات صفت ووفت بائس
ولطف لا العتاب ولا الملام
وحيا مربعاً كنا قعوداً
لديه وللهوى فيه قيام
شعر الأمير الصنعاني
ترفق بالمُعَنَّى يا غرام
ودعني من وصالك يا سقام
ويا دمعي أرح عيني قليلاً
يواصلها إذا شاء المنام
أقمت على الخدود فمن رآني
يسألني أدمع أم غمام
ويا طيف الأحبة لا عتاب
عليك إذا جفوت ولا ملام
فإن النوم وهو نزيل جفني
جفاني فهو بعدهم حرام
ويا بدراً منازله قلوب
لها من خوف جفوته ضرام
خطرت فمن رآك يقول غصن
يحركه نسيم أو قوام
ولحظك في القلوب له نفوذ
ولا ندري ألحظ أم سهام
ملكت الحسن فاعدل في فؤادي
إذا ما شئت يتبعك الأنام
فإن الحسن والإِحسان جند
يقود إلى الهوى من لا يرام
ولا تظلم قلوباً خافقات
هي الرايات يحملها الغرام
وما أنهاك إشفاقاً لنفسي
ولو ذابت من الهجر العظام
ولكن كم رأينا من ظلوم
تجاذبه الرزايا والحمام
لئن أبقيتني في ليل هجر
تقشع بالضيا ذاك الظلام
ذكي ألمعيٌّ أريحيٌّ
كريم فاضل علم همام
يقود بذهنه شمس المعاني
كأن الذهن للمعنى زمام
رآه بالمعاني ذا غرام
فناصحه يراعي والنظام
وقالا كن بكسب المعالي صباً
فإن العلم للعليا سنام
وما العليا سوى تحقيق بحث
لأذهان الفحول به ازدحام
وجمع للفوائد والتماس
لشاردة بذهن لا ينام
وإن العلم أنفس كل شيء
ولكن قوضت عنه الخيام
مغاني العلم دائرة وهذي
مغاني اللهو يعمرها اللئام
وقد كنا نرجي في أناس
فمَيَّلَهُمْ عن العلم الحطام
وقد أضحوا ذئاباً في ثياب
فرائسهم إذا وثبوا الحرام
نصحتك يا ضياء أكيد نصحي
لأن النصح يقبله الكرام
وما نصحي بمبذول لكل
فكل أخ له عندي مقام
وأبلغ سيدي بدر المعالي
سلاماً لا يفارقه الدوام
وبذلك نكون قد عرضنا مجموعة صور أشعار حلوة من الأشعار تم سردها من قبل مجموعة مختلفة من الشعراء في العصور المتنوعة وعبر كل منهم بأسلوبه الخاص وطريقته في شعره، فالحب يكون شبيه النسمة التي تكون رقيقة وعطرة ودافئة والتي تهب على الإنسان في الليل الهادئ، وشعور الإنسان بالحب هو شعور ممتع لا يمل منه المحب أو من التكرار في كلماته، فعند سماع الشخص المحب لكلمات حب كل مرة يكون لديه شعور بأنه يسمعها لأول مرة ويكون متمنيا أن تظل تتكرر، فالحب يعد مذاقا جميلا لا يقوم اللسان بتذوقه بل القلب هو ما يتذوقه، فيجعل قلب المحب يشعر برعشة تكون هادئة ومذاقها يكون راقيا.
