مما لا شك فيه أن فضل الاستغفار عظيم جداً في الإسلام ، وذلك لأن المسلم عندما يستغفر خالقه فإنه يعترف بعبوديته وضعفه أمام الله عز وجل ، والاستغفار ليس بكلمة تقال ، بل هو فعل ويقين داخل القلب ورغبة ، وقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أن يكون الاستغفار ملازماً لكل مسلم ، فنحن لا نستغفر فقط عندما نذنب ، بل نستغفر عندما ننام وعندما نصحو وعند بداية كل شيء وعند نهايته ، وعند الشعور بالسعادة والحزن والكرب ، وذلك لأن ملازمة الاستغفار بالقلب وعلى اللسان إنما هو مفتاح من مفاتيح فك الكرب والقرب من الله عز وجل ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم طريقة الاستغفار الصحيحة لقضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات ، تابعوا معنا.
صيغ استغفار وردت في القرآن الكريم:
لم تخص الشريعة الإسلامية فضيلة الاستغفار بصيغ محددة ، بل أتت صيغ كثيرة للاستغفار في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ، ومن صيغ الاستغفار في القرآن الكريم :
- (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
- (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).
- (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ).
- (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
للمزيد يمكنك قراءة : شروط الاستغفار الكامل
صيغ استغفار وردت في السنة النبوية:
أتى بالسنة النبوية الشريفة ذكر صيغ كثيرة للاستغفار ، ومن تلك الصيغ :
- الصيغة التي أعدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار ، وهي أن يقول المسلم : [اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ].
- الدعاء الذي يكون بالصلاة ما بين التشهد والتسليم ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفْت، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت].
للمزيد يمكنك قراءة : فوائد الاستغفار الكثير
ثمرات الاستغفار:
إن للاستغفار فوائد وثمرات عدة ، نذكر منها :
- تكفير الذنوب والخطايا : فالمسلم الذي يستغفر من ذنبه يغفر الله عز وجل له خطاياه ، وتلك المغفرة تختلف باختلاف درجة التوبة ، فقد تشمل المغفرة من الذنب كله حتى يرجع العبد المسلم خالياً من الذنب ، وقد تخفف المغفرة من الذنوب ولا تكفرها بالكلية.
- زيادة الرزق ، وشيوع الخيرات ، وتكثير البنين ، ودوام النعمة على المرء ، فثمرة الاستغفار والتوبة تتجلى بنزول الغيث من السماء مدراراً ، فتجري الأنهار ، وتنبت الزروع والثمار ، فقد قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} ، وبالمقابل يوجد آثار للذنوب والخطايا ، وتتمثل في حرمان العبد المسلم من رزقه ، وقد يكون ذلك الحرمان محسوس ، بحيث يمنع الله عز وجل عن عبده بعض النعم الدنيوية ، وقد يكون ذلك الحرمان معنوي ، بحيث يحرم العبد المسلم نعمة التوفيق للخير ، وفي الحديث الشريف : [إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ]
- دخول الجنة التي أعدها الله عز وجل لعباده المتقين الذين يستغفرون لذنوبهم ، ويتوبون عن خطاياهم ، قال الله عز وجل : {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.
- تجديد إيمان العبد المسلم : فالذنوب والخطايا تضعف إيمان الإنسان ، وقد تحدث شرخ في نفسه وفي قلبه ، وقد تحدث نكتة سوداء بقلبه ، وبإمكان الاستغفار والتوبة من الذنب أن تمحو أثر هذه السيئات ، وأن تعيد الإيمان للنفس ، ولهذا ربط الله عز وجل في القرآن الكريم بين التوبة من الذنب والإيمان ، هذا أن الإيمان يحمل العبد المسلم على إدراك الذنوب ، وتمييزها ، ويدفعه لاجتنابها ، خوفاً وخشيةً من وعد الله عز وجل ووعيده ، وعليه يظهر أثر الإيمان باستغفار المسلم ، وتوبته الدائمة من ذنوبه التي يقترفها بحق الله عز وجل ، قال الله تعالى في القرآن الكريم : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}
- الوقاية من الخزي الذي يلحق المنافقين والكافرين في يوم القيامة ، فلا يفضح الله عز وجل المؤمنين المستغفرين ولا يخزيهم أمام الأشهاد عندما ترتفع الحجب ، وتتجلى حقائق النفوس والأشياء.
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي الذنوب التي لا تغفر