منذ أن بدأت الحياة و نحن نسلك دروب و طرق عده في الحياة البعض منها بأختيارنا و البعض الاخر قد رسمته الاقدار لنا , و لكن في نهاية المطاف نحن عن اي طريق نبحث ؟ ذلك هو السؤال الأهم , فما الدنيا الا دار أختبار و ابتلاء و نحن بها عابرين سبيل و ان ما يجب نبحث عنه حقا هو دار الحق و الخلود فبأعمالنا في الدنيا نحن من نختار طريقنا اما ان نسير علي طريق الجنة او نسير في طريق الهلاك عفانا الله جميعا منه و هو النار , ودائما وابدا الله رحيم بنا لذا يسر لنا و مهد في كتابه الكريم و في سنة نبيه علي خريطة الوصول الي الجنة و الفوز بها لنسير عليه بالطبع هو ليس بهين ومليئ بالصعاب ولكنها تهون علي من تمسك بحبل الله و أمتثل لاوامره و اوضح الله لنا ايضا طريق النار و كيف نتجنبه فقد بينا الله الصواب و الخطأ وكلا منا له حرية الاختيار , سوف نتعرف اليوم علي أسس و القواعد التي نسير عليها حتي نفوز بالجنة كما وعدنا الله عز و جل في كتابة الكريم
المتقين وطريق الجنة
أن الجنة هي جائزة المتتقين من رب العالمين فقد أكد الله علي ذلك في أكثر من موضع في القرأن الكريم فقال تعالي :
- سورة القلم : ( إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم) . صدق الله العظيم
- سورة ال عمران : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين). صدق الله العظيم
و لكن كيف نكون من المتقين الذين لهم جنات ونعيم من الله عز وجل و كيف وصف القران المتقين ؟
قال تعالي : ( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون* أولئك على هدى من ربِهم وأولئك هم المفلحون). صدق الله العظيم , اي ان صفات المتقين هي
- من يؤمنون بالله و اليوم الاخر و الغيب
- يؤدون فرائضهم و علي رأسها الصلاة أحد اركان الاسلام و عماد الدين
- يتصدقون من رزق الله و لا ينفقون الا من مما رزقهم الله حلالا
- يؤمنون بالرسل و ما انزل الله من عنده و يمتثلون لاوامر الله عز وجل
الصابرين والجنة
الصبر أحد الطرق الي الجنة فذلك و عد الله عز وجل و بشرته للصابرين فقال تعالي في سورة الانسان
(وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) . صدق الله العظيم و لكن علي ماذا نصبر ؟
- التسليم بقضاء الله و قدره و حكمته دون سخط أو جزع
- الصبر علي ابتلاءات الحياة و مصائبها ومنها ( قله الرزق _فقدان الاحباب و الابناء و الاهل _ المرض وغيرها من نوائب الحياة )
- الصبر علي المعاصي وذلك بتجنب شهوات النفس و كل ما حرمه الله و منعه و الاصرار علي الطاعة
- الصبر علي أذي الناس و الظالمين و توكيل الامر لله عز وجل و التمسك بالحق و الصدق
صلة الارحام
ان صله الارحام من شروط دخول الجنة كما ورد عن رسولنا الحبيب حيث قال صل الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة قاطع ) . متفق عليه , ومعني قاطع هنا اي قاطع صلة الارحام و تتمثل صلة الارحام في الاتي :
- الرحمة و المودة و طاعة الاب و الام فيما يرضي الله
- المحبة و الود للاقربون و السؤال عليهم و مشاركتهم الاحزان و الافراح
- مراعاة الايتام و الفقراء من الاقربون و التصدق و الاحسان اليهم قدر المستطاع
طلب العلم
أن طلب العلم النافع لوجه الله عز وجل من أسباب دخول الجنة فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم انه قال
- ( و من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
أعمال تقودك الي طريق الجنة
- الصدق من أعظم الصفات التي تقودك الي الجنة و أكد علي ذلك قول رسول الله صل الله علي وسلم (إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا) متفق عليه
- أداء الامانات من الطرق التي تؤدي الي الجنة كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة المؤمنون :
( والذين هم على صلواتهم يحافظون *أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) . صدق الله العظيم - الاعمال الصالحة جميعها تؤدي الي الجنة و تكون بالتصدق و الاخلاق الحميدة و قول المعروف و العفو عند المقدرة و مراعاة الايتام و الفقراء و المداومة علي ذكر الله و شكره و حمده و الرحمة و العطف علي الانسان و الحيوان و دفع الاذي عن الطريق , غرس شجرة و غيرها منالاعمال التي يحبها الله ورسوله فقال تعالي في سورة الكهف ( إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات , خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) . صدق الله العظيم
- الجهاد في سبيل الله و يشمل صور عدة ومنها جهاد النفس عن المعاصي و الحفاظ علي العرض و الوطن و المال من المعتدين
طريق الجنة من أحب و اجمل الطرق التي يجب علي كل مسلم البحث عنها و السير فيها ففي الجنة لا خوف و لا جزع ولا حرمان في الجنة الراحة و الرحمة , في الجنة ما لا عين رأيت و لا أذنا سمعت و لا خطر علي قلب بشر , حقا يستحق هذا الطريق الجهد و العناء و الصبر رزقنا الله واياكم الجنة و سبلها و جنبنا النار وكل ما يقرب اليها من قول وعمل انتهت مقالة اليوم نتمني من اللع عز وجل ان تعم بها المنفعة و الفائدة
