محتوي الموضوع
تركيا هي احدي الدول الموجودة في منطقة الشرق الاوسط، وهي من اعمق الدول من الناحية التاريخية والاكثر جذباً للسياح من مختلف انحاء العالم خاصة خلال السنوات الاخيرة، نظام الحكم في تركيا نظام جمهوري دستوي يسير علي النهج الديمقراطي العلماني، وتصل مساحة تركيا الي حوالي 783،562 كيلو متر مرّبع، ويعيش عليها ما يقارب 76،667،864 نسمة، والغالبيّة العظمى هي من الأتراك، ويتواجد فيها الأكراد وبعض الأقليّات العرقيّة الأخرى، اما عن العملة الرسمية بها فهي الليرة التركية واللغة الرسمية هي اللغة التركية ولا يتحدث الاتراك بشكل عام اللغات الاجنبية، فهم متمسكون بلغتهم التركية بشكل واضح، والديانة الرسمية في تركيا غير مقررة، ولكنها اتّخذت الطابع العلماني، والغالبيّة العظمى من سكّانها هم من المسلمين، وكما توجد هناك طوائف مسيحيّة إلى جانب اليهوديّة وهم يهود سفارديم .. تطل تركيا علي سواحة البحر الابيض المتوسط والبحر الاسود وبحر إيجه ويعود تاريخ تأسيسها علي عام 1923م على يدِ كمال أتاتورك، الذي سُميَ بأب تركيا، وذلك بعد سقوط الدولة العثمانية، وتحتفلُ بعيد استقلالها في الـ 29 من أكتوبر في كلّ عام، وتأتي تسمية تركيا من الأتراك الذين سكنوها؛ حيث تَعني كلمة تركيا “أرض الأتراك” ويسعدنا أن نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات ثقافية مهمة جداً ومشوقة عن عاصمة تركيا وتاريخها واهم معالمها السياحية، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : معلومات .
عاصمة تركيا
انقرة هي عاصمة تركيا وهذا الاسم مشتق من الاسم الّذي أعطاه الفريجيّون الّذين سكنوا هذه المنطقة في مرحلة معيّنة من التاريخ لهذه المدينة وهو أنكورا Anküra، وهي كلمة يونانية معناها مرساة السفينة، حيث أن الاساطير القديمة ذكرت ان الملك ميداس ملك الفريجيون قد عثر علي بقايا سفينة في هذه المنطقة، كما عثر علي عملات أثريّة وقد رُسم عليها بقاياسفينة وهذه العملات موجودة في متحف الأناضول.
وتعد اسطنبول اكبر المدن التركية، اما انقرة فتأتي بعدها من ناحية المساحة، ويسكنها ما يقارب حوالي خمسة مليون نسمة. وتتوسّط أنقرة تركيا، وهي تقع على هضبة الأناضول، ويعدّ موقع هذه المدينة إستراتيجيّاً حيث تتمتع باهمية اقتصادية منقطعة النظير في التجارة والصناعة مما يجعلها عاصمة سياسية للدولة .
يعود تاريخ هذه المدينة الي حوالي 10,000 سنة، وتعاقبت عليها خلال هذه الفترة العديد من الحضارات، حيث شهدت سكن الانسان البدائي والحيثيون بعد ذلك وغيرهم كما حكمها الفرس والمقدونيّون والكلدانيّون، وبعدهم أتى الرّومان والبيزنطيّون إلى أن سيطر عليها المغول، ومن ثمّ أصبحت تحت الولاية العثمانيّة الّتي وصل حكمها إلى أجزاءٍ كبيرة من هذا العالم.
المعالم الأثريّة في أنقرة
تتمتع مدينة انقرة بالعديد من المواقع الاثرية التاريخية الهامة والمعالم السياحية الاساسية علي مستوي العالم، ومنها متحف ضريح اتاتورك، الذي تم بنائة لكمال اتاتورك مؤسّس الجمهوريّة التركيّة، وهو مفتوح امام مختلف الزوار والسياح من جميع انحاء العالم، بالاضافة الي قلعة انقرة التي شيدها الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثاني، وهناك أيضاً معبد أغسطس روما والحمّام الرّوماني الّذي يحتوي على غرفة للماء البارد وغرفة للماء الدّافئ وغرفة للماء الساخن كما تحتوي مدينة انقرة ايضاً علي بقايا المسرح الروماني وعامود جوليان ونصب النصر ونصب الهاتيمون وغيرها من المعالم الاثرية الهامة .
تشهد مدينة انقرة العديد من اماكن التسوق الهيرة مثل سوق درب النسّاجين الّذي يوجد به العديد من المحلّات القديمة، ويمكنك أن تجد هناك الجلود والسجّاد والأقمشة، وهناك أيضاً سوق بازار النحّاسين الي جانب العديد من الاسواق الاخري التي تقوم ببيع التحف والسجاد والمجوهرات والملابس ومختلف السلع .
تاريخ أنقرة
يرجع تاريخ انقرة الي عصر ما قبل التاريخ، حيث تشير الدلائل التاريخية أن أوّل مستوطنة قامت في المدينة تعود إلى العصر الحجري، كما قامت فيها مدينة فريجيا المزدهرة في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد .. وفي عام 333 قبل الميلاد قام الاسكندر المقدوني العظيم باحتلال هذه المدينة، اما في القرن الثالث قبل الميلاد فقد كانت المدينة عاصمة رئيسية لقبيلة من الغلاطية تُسمى التيكتوساج، وفي عام 25 قبل الميلاد أصبحت أنقرة جزءاً من المملكة الرومانية تحت حكم الإمبراطور أغسطس، ثم أصبحت جزءاً من الدولة البيزنطية وطوال هذهالفترة تعرضت انقرة للعديد من هجمات العرب والفرس بشكل متواصل .
وقعت مدينة انقرة تحت حكم السلاجقة الاتراك بدءاً من عام 1073 م ولكن سرعان ما وقعت تحت الحكم البيزنطي بقيادة الدوق ريمون تولوز في عام 1101م، ولكنّهم لم يستطيعوا المحافظة على المدينة تحت إمرتهم، وعادت أنقرة لتُشكّل نقطة خلاف بين السلاجقة الأتراك ومنافسيهم حتى عام 1143م، ثم نشأ خلاف بعد ذلك بين الامراء السلاجقة حول حكم المدينة، فسقطت انقرة بعد تأسيس الدولة السلجوقية، واحتل السلطان اورخان المدينة في عام 1354 م بعد قيام الدولة العثمانية ، وهكذا اصبحت المدينة جزءاً من المملكة العثمانية في عام 1360م، أمّا خلال الحملة الأناضولية، تعرضت أنقرة للمحاصرة التي نفّذها القائد تيمورلنك.
ومن جديد وقعت انقرة تحت الحكم العثماني في عام 1403 م وفي هذه الفترة اكتسبت المدينة اهمية بالغة حيث اصبحت مركز تجاري رئيسي وذلك لانها كانت تقع علي طريق القوافل المُتجهة إلى الشرق. في التاريخ الحديث، لعبت أنقرة دوراً مهماً؛ حيث اتّخذ القائد التركي الوطني مصطفى كمال أتاتورك من أنقرة مركزاً لحركة المقاومة خلال الفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وقد ساعدت هذه الحركة علي الوقوف ضد سياسات السلطان العثماني وقوات الاجتياح اليونانية ثم اسس اتاتورك مقراً له في انقرة منذ عام 1919 ، و في عام 1923 م اصبحت انقرة عاصمة الدولة التركية الحديثة .