إسلاميات

عدة المطلقة ما المقصود بها وكيفية احتسابها والحكمة منها

نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان عدة المطلقة ما المقصود بها وكيفية احتسابها والحكمة منها، حيث يعتبر الطلاق واحد من الإجراءات الشرعية الغير مستحبة لأنها تعني تفكك الأسرة، والتي من المعروف أنها وحدة بناء المجتمع، لذا فالطلاق أو الانفصال يؤثر بشكل سلبي على فكرة بناء وترابط المجتمع وبخاصة في تلك المجتمعات التي تكثر بها حالات الطلاق، فغالبًا ما يترتب على الطلاق عددًا من الأفعال والتصرفات المتبادلة بين الطرفين تؤثر بشكل سلبي على الابناء وعلى المحيطين بالأسرة، وبخاصة مع من يتم الانفصال بينهما بشكل قاسي أو عنيف أو أن الطرفين أو أحدهما لا يتمتع لا بالحكمة ولا باللياقة اللازمة لتدارك الأخطاء وإتمام عملية الانفصال في شكل سلمي لا يؤثر بالسلب على الأطفال.

ما المقصود بعِدة المطلقة؟

يترتب على الطلاق مجموعة من الإجراءات القانونية والشرعية في الإسلام على رأس هذه الإجراءات أو الآثار مفهوم يعرف بعِدة المطلقة فما المقصود بعِدة المطلقة؟

بداية كلمة عِدة يقصد بها في اللغة مجموعة ايًام كانت كثيرة أو قليلة المهم أنهم أكثر من واحد وهى آتية من العد.

أما كلمة عِدة فيقصد بها في الاصطلاح الديني أو الشرعي تلك المدة التي حددها الشرع للمرأة بعد الانفصال عن زوجها بالطلاق والتي لا تستطيع خلالها الزواج برجل آخر إلى أن تنقضي تلك المدة، وقد جاء تحديد صريح لها في القرآن في قوله تعالى “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء”.

كيفية احتساب عدة المطلقة؟

بين القرآن بشكل واضح عِدة المطلقة بمختلف الحالات فعِدة المطلقة بشكل مطلق هى ثلاثة قروء لكل المطلقات ” وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.

وقيل في هذا رأيين أو تفسيرين :

  • الأول قال بأن المقصود بالقروء أي الحيضات، وذلك يعني بأن المطلقة تنتظر بعد طلاقها أن تحيض ثلاث مرات وبمجرد اغتسالها من الحيضة الثالثة تنتهي عدتها وهذا الرأي هو رأي جمهور العلماء.
  • الرأي الثاني فسر ثلاثة قروء أي ثلاثة أطهار وهنا توجد حالتين:-
  • الأولى في حال وقع الطلاق والمرأة طاهرة أي ليست حائض فذلك يعني بأنها بمجرد نزول دم الحيضة الثالثة انتهت عدتها.
  • الثاني وهو في حال في وقع الطلاق والمرأة حائض هنا تنتظر المرأة إلى أن ترى دم الحيضة الرابعة فتنتهي عدتها، حيث احتسب العلماء الحيضة التي طلقت فيها ضمن عِدة الطلاق.

عرفنا إذًا القاعدة الأساسية لعِدة المطلقة لكن كما توجد قاعدة توجد حالات خاصة لكل قاعدة وكذلك فيما يخص الطلاق فهناك حالات خاصة مثل:-

  • المطلقة التي لم يدخل بها زوجها أي من كتب كتابها دون أن يدخل بها زوجها ليس عليها عِدة كما قال تعالى “إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا”.
  • المطلقة الحامل أي التي طلقت وهى حامل أو اكتشفت حملها بعد الطلاق، تستمر عِدتها حتى تلد حيث قال تعالى”وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ”.
  • المتزوجات اللاتي انقطع الحيض عنهن أو اللاتي لم يصلن إلى سن الحيض عِدتهن ثلاثة أشهر ” واللائي يَئِسْنَ مِنَ المحيض مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ارتبتم فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ واللاتي لَمْ يَحِضْنَ.
  • قديمًا كانت توجد الإيماء وكانت عدتهن حيضتين.
  • الخلع وهو نوع من فك رباط الزواج وفيه تحتسب العدة بحيضة واحدة ولا مراجعة فيه إلا بزواج جديد.
الطلاق

الحكمة من عدة المطلقة؟

فرض الله عدة للمطلقة لحكمة يجب أن نعلمها جميعًا فمعرفة السبب يساعد على المحافظة على تطبيق الفرض ومن هذه الحكم:-

  • المحافظة على النسب، فانتظار المرأة المطلقة ثلاثة قروء يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأنها ليست حامل.
  • إتاحة المجال والوقت للتفكير والمراجعة مما يحافظ على كيان الأسرة والأبناء والمجتمع.

أثبت العلم مؤخرًا حقيقة علمية مهمة تظهر أهمية عِدة المطلقة وأنها طريقة مهمة للمحافظة على صحة المطلقة وحمايتها من الأمراض القاتلة، حيث أن الأبحاث العلمية أثبتت أن المرأة المتزوجة التي دخل بها زوجها تحمل ما يشبه البصمة أو الشفرة التي تخص زوجها والتي ثبت بأن لكل رجل بصمة مختلفة عن الآخر، وأن الزوجة لا تتخلص من هذه البصمة إلا بعد ثلاث حيضات حيث أنه مع كل حيضة تتخلص من جزء من تلك البصمة، لذا ففي حال دخول رجل آخر بها قبل انتهاء العِدة فإن الرحم يصبح عرضة للإصابة بالسرطان وبعض الأمراض القاتلة الأخرى.

ما يجب على المطلقة أثناء العدة:

  • يجب على المطلقة في عِدة الطلاق أن لا تخرج من بيتها، كما يجب على الزوج ألا يخرجها من بيتها ” لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا”.
  • المطلقة التي يجوز أن تتراجع هى وزوجها، أي من طلقت مرة أو اثنتين يجوز لها أن تظهر زينتها أمام زوجها وأن يكونوا معًا بمفردهما إلا إنه لا يجوز أن يتم بينهما الجماع إلا إذا تراجعا، ويعتبر الجماع إذا حدث مراجعة ورد للزوجة ويسمي رد بالفعل
  • المرأة التي طلقت للمرة الثالثة أو التي قامت بخلع زوجها، لا يجوز أن تظهر زينتها لطليقها أو يكونوا بمفردهم معًا حيث أنه لا رجعة بينهما أبدًا إلا بزواج جديد وشروط مختلفة لكل حالة.

وفي الختام وجب التنويه على أن أبغض الحلال عند الله الطلاق لما يترتب عليه من آثار سلبية نفسية واجتماعيه سواء على الزوج أو الزوجة أو الأبناء لذا وجب التروي والتفكير قبل اتخاذ مثل هذا القرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button