محتوي الموضوع
- بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وموته:
- معجزة انشقاق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- فتح بيت المقدس:
- ظهور الكذابين والدجالين من مدعي النبوة:
- تضييع الأمانة وظهور الكاسيات العاريات:
- انتشار الربا والقتل والزنا:
- ظهور المعازف واستحلالها:
- عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا:
- تقلُّد المفسدين للأمور وارتفاع شأنهم وفسادهم في الأرض:
من الحقائق الثابتة في الإسلام أن يوم القيامة اليوم الآخر هو يوم آت لا محالة، وأن العلم بموعد هذا اليوم ووقت حدوثه مما جعله الله تعالى في علم الغيب عنده وحده، قال تعالى: { إن الله عنده علم الساعة }( لقمان: 34 ) ، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة فقال : ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) رواه البخاري ومسلم.
لكن الله تعالى أقام عليها علامات يُستدل بوقوعها بعدها، وقربها من الوقوع، قال تعالى: { فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها } . ( محمد : 18 )
وفي التقسيم عند العلماء أن علامات الساعة تنقسم إلى قسمين: الأول علامات الساعة الصغرى، والثاني علامات الساعة الكبرى.
ونحن في هذا الموضوع علامات الساعة الصغرى علامات القيامة، نتعرض إلى بعض العلامات الواردة بخصوص علامات الساعة الصغرى، وسنُفرد مقالًا قادمًا بإذن الله تعالى بخصوص علامات الساعة الكبرى.
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وموته:
ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بعثت أنا والساعة كهاتين . وقَرَنَ بين السبابة والوسطى ) متفق عليه . وفي هذا إشارة إلى أن قيام الساعة قريب كقرب الإصبع السبابة من الإصبع الوسطى .
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم – جلد – ، فقال : ( اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) رواه البخاري .
معجزة انشقاق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر } (القمر:1) وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : ( انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشهدوا ) رواه البخاري ومسلم.
انظر أيضًا: علامات الساعة
فتح بيت المقدس:
ففي الحديث السابق عن عوف بن مالك رضي الله عنه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم – جلد – ، فقال : ( اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) رواه البخاري .
وقد فُتِح بيت المقدس في زمان الفارق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
ظهور الكذابين والدجالين من مدعي النبوة:
ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ؛ كلهم يزعم أنه رسول الله ) رواه مسلم.
وقد ظهر العديد من هؤلاء الكذابين، ومنهم من ظهر في العهد الأول كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي، وكذلك سجاح وهي امرأة كانت تدعي النبوة غير أنها تابت وأسلمت لله تعالى، وكذلك ادعى النبوة طليحة بن خويلد ولكنه رجع أيضًا وأسلم، وقد ظهر في الوقت الحديث من يُسمى ميرزا أحمد قادياني الذي زعم النبوة، وله جماعة تُدعى القاديانية.
تضييع الأمانة وظهور الكاسيات العاريات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها ؟ يا رسول الله ، قال : إذا أسندَ الأمرُ إلى غيِر أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر ، يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم .
وقد ظهر هذا الأمر وتكشف في زماننا بصورة بشعة، فصارت العديد من النساء يلبسن ملابس فاضحة كاشفة ويتكشفن في الطرقات وآل الأمر إلى فظاعة والعياذ بالله.
انظر أيضًا: هل تعلم عن يوم القيامة
انتشار الربا والقتل والزنا:
قال صلى الله عليه وسلم : ( بين يدي الساعة يظهر الربا ) رواه الطبراني.
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن من أشراط الساعة …. فذكر أموراً منها : ويظهر الزنا ) متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج . قالوا : وما الهرج ؟ يا رسول الله ، قال : القتل ، القتل ) رواه البخاري ومسلم .
وكل هذه المصائب والأحوال قد ظهرت في زماننا، فكثر الربا وكثر العاملين في الربا وآكلي الربا وشاهديه، وكثر الزنا والعياذ بالله وكثرت الخيانات الزوجية إلى حد كبير ومفجع يدل على فاجعة كبيرة في هذه المجتمعات الإنسانية التي تعيش بعيدًا عن التدين وعن الأخلاق، وتصدر البذاءات إلى مختلف البلاد، فبعض الدول ينتشر فيها الخنا والفحش ويتم تصديره إلى البلاد الأخرى، ويسهل في ذلك وسائل الاتصالات والمواصلات الحديثة التي أصبحت أقرب للإنسان من أي شيء آخر، فنسأل الله تعالى أن يعافينا وأن يحفظنا وأن يسترنا بستره الجميل.
ظهور المعازف واستحلالها:
عن أبي مالك الأشعري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلون الحر – الفروج – ، والحرير ، والخمر ، والمعازف ) رواه البخاري.
والآن كثرت المعازف واستحلها كثير من الخلق، وكثر الغناء الفاحش وكثرت البذاءة بصورة فظيعة ورهيبة تُنبئ بخطورة ما نحن مقدمون عليه من أمور، وقد أضحت كل هذه الأمور قريبة للإنسان وأصبحت الفتن من حوله في كل جانب، نسأل الله تعالى العفو والعافية والستر الجميل.
عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً ) رواه مسلم.
تقلُّد المفسدين للأمور وارتفاع شأنهم وفسادهم في الأرض:
قال صلى الله عليه وسلم : ( إنها ستأتي على الناس سنون خدّاعة ، يُصدَّق فيها الكاذب ، ويُكذَّب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرُّوَيْبِضَة ” قيل وما الرُّوَيْبِضَة ؟ قال : السفيه يتكلم في أمر العامة ) رواه أحمد.
وما أكثر السفهاء الذين يتصدرون للإفتاء وللتكلم في أمور العامة، وما أكثر هؤلاء الرويبضة الذين لا يعرفون شيئًا ويوهمون الناس أنهم يعرفون كل شيء، فيصدقهم الناس وهم يكذبون ويأتمنهم الناس وهم يخونون، بينما أهل الأمانة وأهل الصدق يكذبهم الناس ويخونونهم، سبحان الله زمان عجيب كثرت فيه التناقضات إلى حد بعيد وغريب والعياذ بالله، حتى أن الأمر وصل إلى مدى من الفظاعة والبشاعة لا يكاد يصدقه إنسان يؤمن بالله ورسوله، فقد كثرت المنكرات وكثر الزنا وكثر الربا وكثر الفساد في الأرض بما كسبت أيدي الناس.
انظر أيضًا: علامات الساعة الكبرى
كان هذا ختام موضوعنا حول علامات الساعة الصغرى علامات القيامة، قدمنا خلال هذه المقالة بعض أشراط الساعة الصغرى، وبعض العلامات التي تدل على قرب وقوع هذا اليوم، وقد وجدنا مدى التشابه العظيم والكبير بين هذه الأشراط وبين عصرنا الحالي كأنها تنطبق حرفيًّا على هذا العصر، فقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم بأمور كثيرة نجدها منطبقة تمامًا على هذا العصر، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم مصدَّق في كل أحواله حتى ولو لم يقع إلى الآن، فنحن نصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الذي يأتيه خبر السماء من عند الله تعالى.
ووقوع هذه العلامات مما يزيد المؤمنين إيمانًا ويدفعهم إلى عدم اليأس أو التسليم، بل إلى التمسك بالدين والتمسك بالتقوى، والعمل على نصرة الإسلام ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي للمسلمين أن يتكاسلوا عن هذا بحجة فشو الفساد، بل عليهم أن يدفعوا بالتي هي أحسن، وأن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، ويؤمنوا بالله تعالى ويوحدوه التوحيد الخالص له سبحانه وتعالى.