محتوي الموضوع
الحب ليس هو ما وجدناه منذ قدومنا للحياة متابعينا الأفاضل بل هو منذ بدء الخلق بأمر من الله سبحانه و تعالى و حينما ينطوي الحب بدواخلنا و يحتل مشاعرنا نجد النفس تميل إلى ترجمة تلك المشاعر من خلال الأدب الشعري و الذي هو منذ العصور الأولى و عصور الجاهلية و المعروف عن العرب قديماً حسنهم و حسهم بالأدب و البلاغة و حسن إرتقاء الكلمات في إختياراتهم للتعبير عن عشقهم بالشعر المتوافق القوافي و القانون أيضاً، العرب هم أصل البدء في الشعر بكل ما فيه و منذ العصر الجاهلي و الشعراء العرب لهم مقامات معروفة بين الجميع و من بين هؤلاء الشعراء يأتي إمرؤ القيس على رأسهم لما له منكتبات جعلت منه يتسيد الشعر و الأدب رغم ما له من أشعار فاحشة المجون إلا أنه شاعر بكل الفنون، غزل إمرؤ القيس، و مع قصائد الغزل المكتوبة من امرؤ القيس نلتقي معاً متابعينا الأكارم مع الغزل بكل ما فيه من رقي.
غزل امرؤ القيس مكتوب تويتر
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ و الجَبَلْ مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَلْ
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ و مَرَّ كَسَرحَبٍ و مُنخَفَضٍ طَام تَنَكَّرَ و اضمَحَلْ
و زَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَ مَنْ سَكَنَ ارتَحَلْ
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنهُ مُجَلجِلٌ أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَلْ
بِرِيحٍ و بَرقٍ لاَحَ بَينَ سَحَائِبٍ و رَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَلْ
فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض و غَشنَضٍ و رَونَقِ رَندٍ و الصَّلَندَدِ و الأَسلْ
و فِيهِ القَطَا و البُومُ و ابنُ حبَوكَلِ و طَيرُ القَطاطِ و البَلندَدُ و الحَجَلْ
و عُنثُلَةٌ و الخَيثَوَانُ و بُرسُلٌ و فَرخُ فَرِيق و الرِّفَلّةَ و الرفَلْ
و فِيلٌ و أَذيابٌ و ابنُ خُوَيدرٍ و غَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَلْ
و هَامٌ و هَمهَامٌ و طَالِعُ أَنجُدٍ و مُنحَبِكُ الرَّوقَينِ فِي سَيرِهِ مَيَلْ
فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي و انْهمَلْ
فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى و مَا الَّذِي تَمَتَّعتِ لا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً و مَألَفاً و مُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَلْ
و مَأوىً لأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ و رُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئاً و يَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ و المُقَلْ.
و شاهد أيضاً ابيات شعر حب روائع امرؤ القيس.
شعر جاهلي غزل إمرؤ القيس
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ
فَإِنَّكُما إِن تُنظِرانِيَ ساعَةً مِنَ الدَهرِ تَنفَعني لَدى أُمِّ جُندَبِ
أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِق وَجَدتُ بِها طيبًا وَ إِن لَم تُطَيَّبِ
عَقيلَةُ أَترابٍ لَها لا ذَميمَةٌ وَ لا ذاتُ خَلقٍ إِن تَأَمَّلتَ جَأنَبِ
أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ حادِثُ وَصلِه وَ كَيفَ تُراعي وَصلَةَ المُتَغَيِّبِ
قامَت عَلى ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ أُمَيمَةُ أَم صارَت لِقَولِ المُخَبِّبِ
فَإِن تَنأَ عَنها حِقبَةً لا تُلاقِه فَإِنَّكَ مِمّا أَحدَثَت بِالمُجَرِّبِ
وَ قالَت مَتى يُبخَل عَلَيكَ وَ يُعتَلَل يَسُؤكَ وَ إِن يُكشَف غَرامُكَ تَدرُبِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ سَوالِكَ نَقبًا بَينَ حَزمَي شَعَبعَبِ
عَلَونَ بِأَنطاكِيَّةٍ فَوقَ عَقمَةٍ كَجِرمَةِ نَخلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثرِبِ
وَ لِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن تَفَرُّقٍ أَشَتَّ وَ أَنأى مِن فُراقِ المُحَصَّبِ
فَريقانِ مِنهُم جازِعٌ بَطنَ نَخلَةٍ وَ آخَرُ مِنهُم قاطِعٌ نَجدَ كَبكَبِ
فَعَيناكَ غَربا جَدوَلٍ في مَفاضَةٍ كَمَرِّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ
وَ إِنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفاخِرٍ ضَعيفٍ وَ لَم يَغلِبكَ مِثلُ مُغَلِّبِ.
و شاهد أيضاً شعر حب من العصر الجاهلي لعنترة وامرؤ القيس وزهير.
كلمات قصيدة لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر
شعر غزل عذري عفيف لامرؤ القيس:
لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر
وَ لا مُقصِرٍ يَومًا فَيَأتِيَني بِقُر
أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَ أَعصُرِ
وَ لَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر
لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ
أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر
أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ
وَ فَرتَنى وَليدًا وَ هَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر
إِذا ذُقتُ فاهًا قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر
هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر
إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُم نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر
كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر
فَلَمّا اِستَطابوا صُبَّ في الصَحنِ نِصفُهُ وَ شُجَّت بِماءٍ غَيرِ
طَرقٍ وَ لا كَدِر بِماءِ سَحابٍ زَلَّ عَن مُتنِ صَخرَةٍ إِلى بَطنِ أُخرى طَيِّبٍ ماؤُها خُصَر
لَعَمرُكَ ما إِن ضَرَّني وَسطَ حِميَرٍ وَ أَقوالِها إِلّا المَخيلَةُ وَ السُكُر.
و شاهد أيضاً شعر حب لامرؤ القيس رومانسي بدرجة لا تتخيلها.
إمرؤ القيس إنه من أذكى الشعراء حظاً في البلاغة الشعرية و كان بالمصاف الأول مع شعراء قومه و عصره بنفس الوقت و بات علماً للشعر و لكنه كان متجهاً كل الإتجاه لحياة المجون و الإسراف بالخمر و الفواحش و له أبياتاً شعريةً فيها من الكلمات التي حرمها النبي صلى الله عليه و سلم، الشعر ليس به حراماً كأنه سكين نذبح به نعاجاً فهذا من الحلال إنما نقتل به نفساً بشريةً فهذا حرام قطعاً، و لقد كان مقالنا هنا مع أبيات شعر غزلية لإمرؤ القيس متابعي موقعنا الأفاضل و جئنا ببعض منها حتى نتعرف عليه و على الغزل بالعصر الجاهلي معاً و جئنا بما نقدر أن نقرأه و نمليه على المحيطين بنا و ننتفع بالمفيد من بين كلماته غزلاً راقياً نقياً فقط بأمر الله.