محتوي الموضوع
الصلاة هي صلة العبد بين المسلم وربه، هي من أعظم شعائر الإسلام، هي العهد الذين بيننا وبين المشركين فمن تركها فقد كفر كما أخبر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، فأمرها خطير وحسابها جليل وخطبها عسير على مَنْ فرط فيها ولم يحسن، فعلى كل مسلم أن يراجع نفسه وأن يتعرف إلى فروضها وواجباتها وأركانها وسننها ومستحباتها والأدعية التي تقال فيها، كل ذلك حتى يعظم قدر الصلاة في قلب العبد، ويعرف ما له وما عليه.
ونحن في هذا الموضوع فرائض الصلاة وأركانها وواجباتها وسننها وأدعية الاستفتاح، نتعرض إلى بعض الأمور حول فرائض الصلاة والأركان والواجبات والسنن الخاصة بها، وكذلك أدعية الاستفتاح التي يستفتح بها العبد صلاته.
أركان الصلاة:
أركان الصلاة 14 عشر ركنًا، كما يلي:
1- أن يقوم -القادر على القيام- في الفرض.
2- تكبيرة الإحرام، أول تكبيرة يدخل بها العبد إلى الصلاة.
3- أن يقرأ العبد فاتحة الكتاب، سورة الفاتحة: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 1 – 7].
4- الركوع ، وأقل الركوع أن ينحني العبد بحيث يكون من الممكن أن يمس ركبتيه بكفيه، وأكمل الركوع هو أن يمد العبد ظهره مستويًا ويكون رأسه حياله.
5- الرفع من الركوع.
6- الاعتدال قائمًا.
7- السجود، وأكمل السجود أن يمكن العبد جبهته وأنفه وكفيه وركبتيه وكذلك جميع أطراف أصابع القدمين من محل السجود، وأقل السجود هو أن يضع العبد جزءًا من كل عضو.
8- الرفع من السجود.
9- جلوس العبد بين السجدتين ، ومن السنة أن يجلس المصلي وهو مفترش على رجله اليسرى، وأن يقوم بنصب اليمنى ويكون اتجاهها إلى القِبْلَة.
10- الطمأنينة، وهي سكون العبد في كل أركان الصلاة الفعلية.
11- أن يتشهد العبد التشهد الأخير.
12- أن يجلس له وللتسليمتين .
13- التسليمتان، وهو قول العبد: السلام عليكم ورحمة الله، ومن الكافي في النفل تسليمة واحدة، وكذلك في صلاة الجنازة.
14- الترتيب في الأركان، فلو أن المصلي مثلًا سجد قبل الركوع عمدًا تصير صلاته باطلة، وإذا سها وسجد قبل الركوع سهوًا، فيلزمه الرجوع إلى الكوع ثم يسجد.
انظر أيضًا: موضوع هل تعلم عن الصلاة
واجبات الصلاة:
وهي ثمانية واجبات، كما يلي:
1- التكبير لغير تكبيرة الإحرام.
2- أن يقول العبد: سمع الله لمن حمده للإمام، وكذلك للمنفرد.
3- أن يقول العبد: ربنا ولك الحمد .
4- أن يقول العبد: سبحان ربي العظيم مرة واحدة في الركوع.
5- أن يقول العبد: سبحان ربي الأعلى مرة واحدة في السجود .
6- أن يقول العبد: رب اغفر لي بين السجدتين .
7- التشهد الأول.
8- أن يجلس العبد للتشهد الأول.
سنن الصلاة القولية:
وسنن الصلاة القولية، عبارة عن 11 سُنَّة، كما يأتي:
1- أن يقول العبد بعد تكبيرة الإحرام: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جَدُّك ولا إله غيرك، وهو ما يسمى بدعاء الاستفتاح.
2- التعوذ.
3- البسملة.
4- قول المصلي : آمين .
5- أن يقرأ العبد السورة بعد الفاتحة.
6- أن يجهر العبد بقراءة القرآن في الصلاة الجهرية مثل الفجر، وفي الركعة الأولى والثانية في صلاتي المغرب والعشاء؛ فهذا من السنة للإمام والمنفرد، ومَنْ أسرَّ بالقراءة فليس هناك حرج عليه، لكنه بذلك ترك السنة، وإذا رأى المصلي المنفرد أن الإسرار بالقراءة أدعى للخشوع بالنسبة له فلا بأس بالإسرار، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في صلاة الليل ربما يجهر بالقراءة وربما يُسرُّ بها كما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها عنه صلى الله عليه وسلم، أمام الإمام فالسنة له أن يجهر دائمًا؛ لما في ذلك من اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ وفيه نفع لعموم المصلين من ورائه.
7- أن يقول غير المأموم بعد التحميد: ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، والصحيح أن ذلك سنة للمأموم كذلك.
8- ما يزيد على المرة الواحدة في تسبيح الركوع.
9- ما يزيد على المرة الواحدة في تسبيح السجود.
10- ما يزيد على المرة الواحدة في قوله بين السجدتين: رب اغفر لي.
11- أن يصلي العبد في التشهد الأخير على آله عليهم السلام، والبركة عليه وعليهم، وكذلك الدعاء بعده.
انظر أيضًا: أسئلة عن الصلاة
السنن الفعلية:
1- رفع العبد لليدين مع تكبيرته للإحرام.
2- وأيضًا عند الركوع.
3- وكذلك عند الرفع منه.
4- وأن يحطهما عقب ذلك.
5- أن يضع العبد يمينه على شماله.
6- أن ينظر العبد موضع سجوده، فهو حريٌّ بالخشوع.
7- أن يفرق العبد بين قدميه في حال قيامه.
8- أن يقبض العبد ركبتيه بيديه وأصابعه مفرجة في ركوعه، وأن يمد ظهره فيه، وأن يجعل رأسه حياله.
9- أن يمكن العبد أعضاء السجود من الأرض، وأن تباشر محل السجود سوى الركبتين فيُكره ذلك.
10- مجافاة العضدين عن الجنبين، والبطن عن الفخذين، والفخذين عن الساقين، وأن يفرق العبد بين ركبتيه، وأن يقيم قدميه، وأن يجعل بطون أصابعهما مفرقة على الأرض، وأن يضع يديه في محاذاة منكبيه في حال مبسوطة مضمومة الأصابع.
11- أن يفترش العبد في جلوسه بين السجدتين، وكذلك في التشهد الأول، وأن يتورك في الثاني.
12- وضع المصلي يديه على فخذين مبسوطتين مضمومتي الأصابع بين السجدتين، وكذلك في التشهد، إلا أنه يقبض من يمناه الخنصر والبنصر، ويحلق الإبهام مع الوسطى، ويشير بالسبابة عند ذكر الله تعالى.
13- أن يلتفت المصلي يمينًا وشمالًا في التسليم من الصلاة.
هذا وهناك بعض الأمور الخلافية بين المذاهب الفقهية، فقد يكون الواجب في مذهب مسنون في المذهب الآخر والعكس، وكل ذلك معروف ومشهور في كتب الفقه لمن أراد المراجعة.
أدعية الاستفتاح في الصلاة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم:
اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. [البخاري ومسلم] وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في الفرض.
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات الأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن [ ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ] ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت [ أنت ربنا وإليك المصير فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ] [ وما أنت أعلم به مني ] أنت المقدم وأنت المؤخر [ أنت إلهي ] لا إله إلا أنت [ ولا حول ولا قوة إلا بك ] ) [رواه البخاري ومسلم].
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا [ مسلما ] وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت [ سبحانك وبحمدك ] أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك [ والمهدي من هديت ] أنا بك وإليك [ لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك ] تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك. [مسلم وأبو عوانة] وكان يقوله صلى الله عليه وسلم في الفرض والنفل.
وكذلك روى النسائي بسند صحيح مثله دون قوله: (أنت ربي وأنا عبدك) إلخ – ويزيد: اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال صلى الله عليه و سلم: ( إن أحب الكلام إلى الله أن – يقول العبد : سبحانك اللهم . . . ). ابن منده بسند صحيح ورواه النسائي موقوفا ومرفوعا.
(الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ) استفتح به رجل آخر فقال صلى الله عليه و سلم : ( لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها ) [مسلم وأبو عوانة].
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. استفتح به رجل من الصحابة فقال صلى الله عليه و سلم : ( عجبت لها فتحت لها أبواب السماء. [مسلم وأبو عوانة]
انظر أيضًا: أذكار بعد الصلاة
كان هذا ختام موضوعنا حول فرائض الصلاة وأركانها وواجباتها وسننها وأدعية الاستفتاح، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المسائل حول الصلاة وأهمية الصلاة بالنسبة للعبد وما يمكن أن يفعله العبد فيها من أركان وواجبات وسنن وأدعية إلى غير ذلك؛ مما يحسن بالعبد أن يكون على معرفة قوية به؛ لأن المسلم ينبغي أن يعرف فرائض دينه حتى يكون مسلمًا حقًّا، والصلاة هي أهم فرائض الإسلام بعد أن يدخل العبد في هذا الدين بشهادة التوحيد.