للأذكار فضل عظيم في الإسلام، ولها منزلة جليلة لا يصل إلى هذه المنزلة إلا من وفقه الله تعالى لهذه الفضيلة العظيمة، الأذكار لها فوائد جليلة وعظيمة لا ينبغي للمسلم أن يفوتها، فهي من أسباب دخول العبد الجنة ومن أسباب كفاية العبد من شرور كل شيء، فلا يضره شيء، ومن أسباب طمأنينة القلب والصدر، قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}. وفي الحديث: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم. رواه مسلم.
ونحن في هذا الموضوع فضل أذكار الصباح والمساء والنوم بالتفصيل، نتعرض إلى شيء من التفصيل بخصوص الفضائل الخاصة بأذكار الصباح والمساء والنوم، تلك الأذكار التي ترفع العبد إلى منازل عالية من الإيمان.
فضل قراءة أذكار الصباح والمساء
الكفاية من كل شيء: عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: ((قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل: فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء)) رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بإسناد حسن.
سبب في دخول العبد الجنة، عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )،قال: ( ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ) رواه البخاري.
أفضل ما يأتي به العبد، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ) رواه مسلم.
لا يضر العبدَ شيء، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء ).
يرضيك الله تعالى يوم القيامة، فعن ثوبان خادم النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة )
الإحساس وذوق طعم الإيمان، روى مسلم في صحيحه أيضاً عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبحمد رسولاً ).
انظر أيضًا: أذكار الصباح تحميل
العتق من النار:
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار, فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار )
تأدية العبد شكر يومه وليله، وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ).
محو الذنوب والخطايا والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح كتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذ حتى يمسي، ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك ) رواه الإمام أحمد في مسنده بإسنادٍ حسن.
انظر أيضًا: أذكار قصيرة
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال لأبيه: ( يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح وثلاثاً حين تمسي، وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تعيدها حين تصبح ثلاثاً وحين تمسي ثلاثاً قال: نعم يا بني إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأحب أن أستن بسنته ) رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي بإسناد حسن.
انظر أيضًا: أذكار بعد الصلاة
كان هذا ختام موضوعنا حول فضل أذكار الصباح والمساء والنوم بالتفصيل، قدمنا خلال هذه المقالة بعض فضائل أذكار الصباح والمساء والنوم والتي لا يستغني عنها عبد مسلم، فلا يستغني عبد مسلم عن رضا الله تعالى ولا عن دخول الجنة ولا عن الكفاية من كل الشرور التي قد تحيط به، ولا من العتق من النار، كل هذه الأمور تكون الأذكار سببًا فيها، مما يدل على عظمة هذه العبادة في الإسلام.