فضل سورة البقرة وفضل قراءة آية الكرسي والقصص الواردة في سورة البقرة
سورة البقرة هي ثاني السور في القرآن الكريم من حيث الترتيب، بعد سورة الفاتحة، وتعد اطول سورة في القرآن، ويبلغ عدد آياتها 286 آيه وعدد كلماتها 6144 كلمة، وهي سورة مدنية نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في المدينة المنورة ا عدا قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)،[١] فهي آخر آيةٍ نزلت من السّماء في حجّة الوداع، وكذلك آيات الرّبا ، وتسمي ايضاً بفسطاط القرآن، وذلك لأنه ورد بها العديد من الاحكام والمواعظ، وجاءت تسميتها من قصّة البقرة التي حدثت مع بني إسرائيل ونبي الله موسى عليه السلام، حيث أمر الله عز وجل بني إسرائيل بذبح البقرة، ولكنهم جادلوا النبي موسي عليه السلام وأخذوا يتساءلون عن تفاصيل كثيرة، رغم أن الله عز وجل لم يشترط عليهم صفات محددة حتي ذبحوها في نهاية الأمر، وتحتوي سورة البقرة على ألف أمرٍ ومقابله ألف نهيٍ، وألف حكمٍ وألف خبرٍ، وفيها اطول آية في القرآن الكريم، وهي الآية المعروفة بآية الدَّين، قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) صدق الله العظيم .. ويسعدنا أن نقدم لكم الآن في هذا الموضوع عبر موقعنا احلم بحث شامل عن فضل سورة البقرة وفضل قراءتها بالاضافة الي القصص الواردة فيها بشكل مختصر ومبسط ، كل هذا و اكثر تجدونه في قسم : إسلاميات .
فضل قراءة سورة البقرة
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ يِنْفِرُ من البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ”، وهذا الحديث يدلّ على أنّ لسورة البقرة فضلٌ كبيرٌ في طرد الشياطين من البيت، أمّا البيوت التي لا تقرأ فيها هذه السورة العظيمة فهي أشبه ما يكون بالمقابر، ساكنة لا روح ولا حياة فيها.
- قال أيضاً عليه أفضل الصلاة والتسليم:” ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ، والَّذي نَفسي بيدِهِ إنَّ لَها لسانًا وشفتينِ تقدِّسُ الملِكَ عندَ ساقِ العرشِ”، وهذا الحديث دلنا على أن آية الكرسي هي أعظم آيات القرآن الكريم، وآية الكرسي مذكورةٌ في سورة البقرة، وهذا يزيد من عظمتها وفضلها.
- إنَّ في قراءة سورة البقرة حفظٌ من الشّرور ووقايةٌ من السَّحرة وسحرهم كما أنّ في قراءتها بركةٌ تعمُّ من قرأها، ومِصداق ذلك ما رُوي في صحيح مسلم عن أبي أُمامة الباهليّ -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)، والمقصود بالغيايتين غيمتان تظلَّان قارئ البقرة، كناية عن حفظه وحمايته، وفرقان أي جماعتان، والبطلة هم السَّحرة.
- إنَّ لحافظ القرآن بوجهٍ عامٍّ ولحافظ البقرة بوجهٍ خاصٍّ أفضليَّةً وميزةً عن غيره، وممَّا يدلِّل على ذلك ما حدث زمن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ: (رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعث بَعْثًا وَهُمْ ذُو عَدَدٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ ، فَاسْتَقْرَأَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا ، فَقَالَ : مَا مَعَكَ يَا فُلاَنُ ؟ قَالَ : مَعِي كَذَا وَكَذَا وَسُورَةُ البَقَرَةِ قَالَ : أَمَعَكَ سُورَةُ البَقَرَةِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرُهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ سُورَةَ البَقَرَةِ إِلاَّ خَشْيَةَ أَلاَّ أَقُومَ بِهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعَلَّمُوا القُرْآنَ فَاقْرَءُوهُ وَأَقْرِئُوهُ ، فَإِنَّ مَثَلَ القُرْآنِ لِمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَرَأَهُ وَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ بِرِيحِهِ كُلُّ مَكَانٍ وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَيَرْقُدُ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُ وكِئَ عَلَى مِسْكٍ)، فقد اختار النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من يحفظ سورة البقرة أميراً على الجماعة من الصّحابة الذين بعثهم رغم أنَّه أصغرهم سنَّاً، لكنَّه أفضلهم بحفظه لسورة البقرة.
- خُتمت السورة بآيتين لهما فضلٌ كبير في حفظ المرء ودفع الكرب عنه؛ فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. رواه البخاري.
- تأتي يوم القيامة شافعة لقارئها تُظلّه من حرارة ذاك اليوم وتخُصّه بالحفظ والرعاية، فقد رُوِي عن النواس بن سمعان في صحيح مسلم أنّه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَأوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا».
فضل آية الكرسي
- إنَّها أعظم آيةٍ في كتاب الله تعالى، فقد أورد مسلم في صحيحه ما رواه أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ).
- إنَّ في قراءة آية الكرسي قبل النَّوم حفظٌ وعصمةٌ من الشّيطان، كما جاء في صحيح البخاريّ: (إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ)، فمن قرأ آية الكرسي قبل النَّوم كان في حفظ الله تعالى من الشّيطان حتى يستيقظ.
- إنَّ المداومة على قراءة آية الكرسي عَقِبَ كلِّ صلاة مفروضةٍ سببٌ في دخول الجنة، كما روى أبو أُمامة الباهليّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (مَن قرَأ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لَمْ يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أنْ يموتَ).
القصص الواردة في سورة البقرة
- وردت في سورة البقرة قصة استخلاف الانسان في الارض وسجود الملائكة الي سيدنا آدم عليه السلام كما أمرهم الله عز وجل .
- جاءت في سور البقرة قصص بني إسرائيل بكل مفصل منذ بداية نجاتهم من فرعون وخروجهم من ارضهم وكذلك طلبهم للسُّقيا والطعام من موسى -عليه السّلام- وانشقاق الحجر له، وكيف عبدوا العِجل واتّخذوه إلهاً من دون اللّه.
- أشارت إلى قصّة أصحاب السّبت.
- بيّنت قصّة بقرة بني إسرائيل ولونَها وصفاتِها.
- قصّة أكل آدم وحوّاء من الشّجرة وهبوطهما إلى الأرض.
- قصة بناء الكعبة من قبل سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .
- حادثة تحويل وِجهة القِبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المُشرّفة.
- قصّة الرجل الصّالح الذي مرّ على القرية الخاوية فأماته الله ثم أحياه.
- قصّة طالوت وجالوت.
- قصة سيدنا إبراهيم عليه السّلام مع الملك الذي تحدّاه في ربّه.