الإستقامة في كافة علاقاتنا و الآيات الصحية و الجمالية هي ما نهتم به دوماً حتى نستقطبه و نقدمه لكم بشكل سلس و مبسط دون أدنى تعقيدات متابعينا الأفاضل، لذلك ما نسعى له دوماً هو الرقي في كافة حياتنا الدنيا و طلباً من المولى جل علاه المغفرة التي بين يديه و هو الرحمن الرحيم، متابعينا الكرام لقاؤنا هنا اليوم في مقالكم هذا روحاني و تعليمي لما نجتهد به سعياً منا حتى ننال رضى الله سبحانه و تعالى، جميعنا دون إستثناء ننتظر الأشهر المباركة و على رأسها شهر رمضان المبارك و نصوم نهاره و نقوم ليله و نتضرع إلى المولى بكل النوافل، و لنا في شهر شعبان خير دليل لما نسعى له دوماً حتى نرتقي بالدرجات نحو السماء العلا بفضل الله تعالى و كرمه علينا، فضل صيام ليلة النصف من شعبان، يوم و لكنه مفضل في صيامه و قيامه كما هي الحال في شهر رمضان المعظم و لكن ليلة النصف من شعبان سنتعرف عليها كما هو آت.
حديث صيام ليلة النصف من شعبان
في حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم و قد اخرجه إبن ماجه، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها،فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا، فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا، حتى يطلع الفجر)).
و قد أباح كثير من العلماء و اجاز صيام تلك اليوم و النية تكون أنه من الأيام البيض و فضله من صيامهم و تقرباً لمولى عز و جل علاه، و ما لنا من فضل خير من نزول المولى عز و جل للسماء الدنيا و يسجيب دعاء الصائم و المستغفر فإنه هو الغفور الرحيم.
و شاهد أيضاً معلومات عن ليلة النصف من شعبان وفضل الصيام في شهر شعبان.
حكم صيام ليلة النصف من شعبان
في مذاهب بعض الأئمة وجهات نظر سنعرفها فيما يلي:
من وجهة نظر الحنفية:
نسبةً إلى الإمام أبي حنيفة، أن صيام و قيام خمس أيام و ليالي بالعام تمحو الذنب بفضل الله تعالى و امره، و قد خصصوا في الذكر ليلة النصف من شعبان مستندين بالحديث النبوي الشريف السابق ذكره رغم انه حديث ضعيف إلا أنه يؤخذ منه الخير كما أمرنا المولى جل علاه، كما أن النوايا للخير لها دليل إثباته في حقوقية الصيام المسننة و التي حثنا بها رسولنا الكريم صلوات الله و تسليمه عليه.
و قد رأى الحنابلة، نسبةً إلى الإمام أحمد بن حنبل، يسن صيام ليلة النصف من شعبان و يكره التجمع بالمساجد لأدائها و يفضل قيامها بالمنزل و تعقبها بالدعاء و التضرع للمولى هز و جل،
الشافعية و المالكية:
فضلوا قيام ليلة النصف من شعبان و صيام نهارها مع الإكثار من التضرع بالدعاء و حسن الظن بالله، لما قيل فيها ان بها ترفع أعمال العام المنقضي.
و أيضاً كيف استعد لرمضان بدءا من شهر رجب وشعبان.
فضل صيام ليلة النصف من شعبان
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:
((كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول أنه لا يفطر، و يفطر حتى نقول لا يصوم، و ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إستكمل صيام شهر قط إلا رمضان، و ما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان))
لنا في رسول الله أسوة حسنة فهو شفيعنا يوم القيامة، يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون، صيام و قيام ليلة النصف من شعبان و الإحتفاء بها مباحاً و ليس به أية بدعة و لله الحمد، بها نختم اعمال العام المنقضى و نتوسل بها للمولى عز و جل علاه حتى يغفر لنا ذنوبنا و يعفو عنا، و هي من النوافل و السنن المحببة لقلوب المسلمين أجمعين.
و شاهد أيضاً أدعية شهر شعبان والمناجاة الشعبانية.
متابعينا الأفاضل، إن الدين الإسلامي ليس به أي شيئ عسير بل هو رحمة من المولى جل علاه و الذي جعل لنا به كل يسير مفيد لنا بكل شيئ سبحانه و تعالى، في الصيام ذاته نفع للجسم و الصحة و مع الامر بالمعروف و النهي عن المنكر بات الصيام له جوائز عدة و من يجازينا به خير من جزاء المولى سبحانه و تعالى، حينما قال جل علاه: كل عمل إبن آدم له، إلا الصيام فإنه لي و انا أجزي به، لنا أن نتخيل أن الكريم هو من يكافئ الصائم في صيامه و دعواته المستجابة من المولى البارئ سبحانه و تعالى، نتمنى لكم صوما كريماً مقبولاً بأمر الله تعالى و فضله علينا جميعاً متابعينا الكرام، و إلى مقال آخر إن شاء الله تعالى.