الحفاظ على ذكر الله تعالى في الصباح وفي المساء فيه من الخير الكثير والفضل العميم على العبد ما لا يخطر له على بال، فقد وردت العديد من الآيات التي ترغِّب في فضل ذكر الله تعالى، فقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
وقد وردت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تحث على ذكر الله تعالى، وعلى التقرب من الله تعالى أكثر بأنواع الأذكار والأوراد، ففي الحديث: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم. رواه مسلم.
ونحن في هذا الموضوع نتعرض إلى فوائد الحفاظ على الأذكار، وما يعود على العبد المسلم من المداومة على ذكر الله تعالى من الحسنات العظيمة والأجر الكبير والفضل الوفير، فعلى كل مسلم أن يقتنص الأذكار في صباحه ومسائه، فلا يدع ذكر الله تعالى لأي طارئ من طوارئ الحياة مهما كان أو عظم، فإن ذكر الله تعالى يخفف عن العبد ما قد يلاقيه في يومه من متاعب وهموم.
فضل اذكار الصباح والمساء
1- الأذكار حفظ من الشياطين، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك).
2- حرز للإنسان من الأذى، ففي الحديث: (ما من عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، فيَضُرَّه شيءٌ). رواه الترمذي وأحمد، وروى مسلم في صحيحه أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن نزَل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يَرتحل من منزله ذلك).
3- نجاة العبد يوم القيامة، ففي الحديث (ما عمِل ابن آدم عملًا أنجى له من عذاب الله – من ذكر الله) رواه ابن أبي شيبة.
4- رفعة الدرجة والمنزلة عند الله تعالى، ففي الحديث الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أُخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مَليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تَلقوا عدوَّكم، فتَضرِبوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام: (ذِكر الله). رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
5- تأدية حق الله تعالى من شكر يومه، ففي الحديث (من قال حين يُصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحْدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدَّى شُكر يومه، ومَن قال ذلك حين يُمسي، فقد أدَّى شُكر ليلته).
6- من حافظ على الأذكار لم يشعر بتعب ولا إعياء ولا إرهاق، ففي الحديث: أن فاطمة رضي الله تعالى عنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يعينها بخادم نظرًا لما تتعرض له من تعب، فقال لها صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلُّك على ما هو خير لك من خادمٍ؟)، قالت: بلى يا رسول الله، قال ذلك لها ولعلي لَما زارهما ليلًا – قال: (إذا أخذتما مضاجعكما، فكبِّرا أربعًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين؛ فذلك خيرٌ لكما من خادم) متفق عليه.
كان هذا هو ختام موضوعنا حول فوائد المحافظة على أذكار المساء والصباح 6 من أعظم الفوائد، قدمنا فيه للقارئ الكريم خلاصة ما وصلنا إليه من بعض الفوائد العظيمة على العبد التي تأتيه حين يحافظ ويداوم على الأذكار، فهذه الفوائد هي من أجلِّ ما يطلبه ويريده العبد، فالأذكار تعين العبد على الطاعة وعلى تيسير أمور يومه، وعلى حفظه من شياطين الإنس والجن، فلا يؤذيه شيء من الأشياء ما دام محافظًا على ذكر الله تعالى.