محتوي الموضوع
إن الصيام يعتبر عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد المسلم من الله عز وجل ، حيث لا يطلع على الصائم إلا الله تعالى ، فيحقق الصيام بهذا العبودية للمولى عز وجل بأعلى درجاتها ، ويفوز بمحبته ونصره ، ومعونته ، ونشير هنا إلى أن العبودية هي المقصد من خلق الله تعالى للكن ، فقد قال الله تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ، والعبودية تتحقق بتمام الخضوع والذل لله عز وجل مع محبته ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على فرض الصيام ، ووقت فرض الصيام ، ومراحل فرض الصيام ، وغيرها من المعلومات المتعلقة بالصيام ، فتابعوا معنا.
فرض الصيام:
- إن تقوى الله عز وجل تتحقق بالكثير من الطرق ، منها الصيام ، وذلك لأن الصيام له أهمية كبيرة فهو ركن من أركان الدين الإسلامي ، منزلته في ذلك منزلة الشهادتين ، والصلاة ، والزكاة والحج.
للمزيد يمكنك قراءة : فوائد الصيام الدينية والدنيوية
وقت فرض صيام شهر رمضان المبارك:
إن شهر رمضان المبارك فرض في شهر شعبان وذلك من السنة الثانية للهجرة النبوية ، وكان بعد تحويل القبلة للكعبة المشرفة بنحو شهر تقريباً ، وقيل بأنه فرض لليلتين من شهر شعبان من السنة الثانية ، وبذلك وجب صيام شهر رمضان على كل المسلمين ممن لديهم القدرة على الصيام ، وكانوا بالغين ، وعاقلين ، ومقيمين ، وخالين من أي مانع من موانع الصوم الأخرى ، وقد ثبت ذلك الوجوب بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريف ، وبإجماع العلماء ، وبيان هذه الأدلة فيما يلي :
- قال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
- أخرج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)
- لقد أجمع العلماء على وجوب صيامه وفرضيته ، وأنه من أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة.
مراحل فرض الصيام:
إن الشريعة الإسلامية قد اختصت بمبادئ كثيرة منها : رعاية الظروف ، والتدرج بإقرار الأحكام ، وطبيعة النفوس ، وما جبلت عليه من مبادئ وعادات ، ومبدأ التدرج مستند لتشريع الأحكام الشريعة المناسبة مع طبيعة الظروف ، والناس ، والنفوس ، وذلك مع الحرص على رفع الحرج ، وألا يتم إلحاق أي ضرر أو بأس ، ثم إقرار الأحكام التي لا تتبدل ولا تتغير بتغير المكان أو الزمان ، ومن الأحكام التي تدرج إقرارها هي الصيام ، وفيما يلي بيان كل مرحلة من تلك المراحل التي مر فيها :
المرحلة الأولى:
- بالمرحلة الأولى من الصيام تم فرض صيام الـ10 من شهر محرم ، وهو يوم عاشوراء ، وكانت قريش وقتها تصومه ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه بمكة قبل أن يهاجر ، وبعد هجرته للمدينة المنورة صامه أيضاً ، وأمر أتباعه بصيامه ، وبعد فرض صيام شهر رمضان خير النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بين صيامه وإفطاره ، لما أخرجه الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من شاء صامه ، ومن شاء تركه).
المرحلة الثانية:
- نسخ الله عز وجل وجوب صيام يوم عاشوراء بفرضية صيام شهر رمضان المبارك على التخيير بين أداء الفدية والصيام ، وذلك لما ورد في قول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}
للمزيد يمكنك قراءة : ما حكم من افطر عمدا في رمضان
المرحلة الثالثة:
- لقد نسخت المرحلة الثانية من صيام شهر رمضان المبارك بفرضه على جميع المسلمين دون تخيير ، وقد نسخت الآيات السابقة بقول الله عز وجل : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وعلى هذا استقر الصيام بالامتناع عن أي مفطر من المفطرات ، وذلك منذ طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس ، وطيلة شهر رمضان المبارك.
للمزيد يمكنك قراءة : أدعية الصيام في رمضان