محتوي الموضوع
من منا لا يعرف أبو القاسم الشابي! إنه أحد أعلام الشعراء العرب ، تونسي مولود في تونس في عام ألف تسعمائة وتسعة ميلادياً ، وقد درس الكتاتيب وهو في عمر صغير للغاية ، وقد أتم حفظ القرآن الكريم عن عمر الـ9 سنوات بمتابعة من أبيه ، وبعدها علمه مبادئ العلوم وأصول اللغة العربية الجميلة ، وبعد ذلك التحق بكلية الحقوق التونسية ، وقد عرف بقصيدة الشهيرة إرادة الشعب ، تلك القصيدة قد انبثقت من شعوره القوي كما بقية قصائده ، وقد اشتهرت قصائد أبو القاسم الشابي بالشعور العالي ، والقوة كذلك ، ففي بعض قصائده كان الشابي يواجه الجمهور مخاطباً وموبخاً وكأنه يلقن الناس لغته وتعاليمه وأفكاره ، وعندما كان يكتب عن الطبيعة مثلاً يلاحظ من يقرأ أشعاره بأنه مولع وهائم بها ، وله الكثير من القصائد الرومانسية الجميلة ، وفي هذا اليوم سوف نقدم لكم قصائد أبو القاسم الشابي في الحب … اقتباسات غرامية راقت لي.
قصيدة أبو القاسم الشابي عذبة أنتِ كالطفولة:
- عذبة أنت كالطفولة كالأح
- لام كالحن كالصباح الجديد
- كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ
- كالوردِ كابتسامِ الوليدِ
- يا لها مِنْ وَداعةٍ وجمالٍ
- وشَبابٍ مُنعَّمٍ أُمْلُودِ
- يا لها من طهارةٍ تبعثُ التَّقدي
- سَ في مهجَةِ الشَّقيِّ العنيدِ
- يا لها رقَّةً تَكادُ يَرفُّ الوَرْ
- دُ منها في الصَّخْرَةِ الجُلْمودِ
- أَيُّ شيءٍ تُراكِ هلْ أَنْتِ فينيسُ
- تَهادتْ بَيْنَ الوَرَى مِنْ جديدِ
- لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعس
- ولَ للعالمِ التَّعيسِ العميدِ
- أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَر
- ضِ ليُحيي روحَ السَّلامِ العهيدِ
- أَنتِ مَا أَنتِ أَنْتِ رسمٌ جميلٌ
- عبقريٌّ من فنِّ هذا الوُجُودِ
- فيكِ مَا فيهِ من غموضٍ وعُمْقٍ
- وجَمَالٍ مقَدَّسٍ معبودِ
- أنتِ مَا أنتِ أَنتِ فجرٌ من السّحرِ
- تجلَّى لقلبيَ المعمودِ
- فأراه الحَيَاةَ في مُونِقِ الحُسْنِ
- وجلّى له خفايا الخلودِ
- أَنتِ روحُ الرَّبيعِ تختالُ ف
- ي الدُّنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ
- وتهبُّ الحَيَاة سَكرى من العِط
- رِ ويدْوي الوُجُودُ بالتَّغريدِ
- كلَّما أَبْصَرَتْكِ عينايَ تمشينَ
- بخطوٍ موقَّعٍ كالنَّشيدِ
- خَفَقَ القلبَ للحياة ورفَّ الزَّه
- رُ في حقلِ عمريَ المجرودِ
- وانتشتْ روحيَ الكئيبَةُ بالحبِّ
- وغنَّتْ كالبلبلِ الغِرِّيدِ
- أَنتِ تُحيينَ في فؤاديَ مَا قدْ
- ماتَ في أَمسيَ السَّعيدِ الفقيدِ
- وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي
- مَا تلاشَى في عهديَ المجدودِ
- مِنْ طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ
- إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
- وتَبُثِّينَ رقَّةَ الشوقِ والأَحلامِ
- والشَّدوِ والهوى في نشيدي
- بعد أنْ عانقتْ كآبَةُ أَيَّامي
- فؤادي وأَلجمتْ تغريدي
- أَنتِ أُنشودَةُ الأَناشيدِ غنَّاكِ
- إِلهُ الغناءِ ربُّ القصيدِ
- فيكِ شبَّ الشَّبابُ وشَّحهُ السّحْرُ
- وشدوُ الهَوَى وعِطْرُ الورودِ
- وتراءى الجمالُ يَرْقُصَ رقصاً
- قُدُسيًّا على أَغاني الوُجُودِ
- وتهادتْ في أُفْق روحِكِ أَوْزانُ
- الأَغاني ورِقَّةُ التَّغريدِ
- فتَمَايلتِ في الوُجُودِ كلحنٍ
- عبقريِّ الخيالِ حلوِ النَّشيدِ
- خطواتٌ سكرانةٌ بالأَناشيد
- وصوتٌ كَرَجْعِ نايٍ بعيدِ
- وقَوامٌ يَكادُ يَنْطُقُ بالأَلحانِ
- في كلِّ وقفةٍ وقعودِ
- كلُّ شيءٍ موقَّعٌ فيكِ حتَّى
- لَفْحَةُ الجيدِ واهتزازُ النّهودِ
- أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ في قدْسها السَّا
- مي وفي سِحْرها الشَّجيِّ الفريدِ
- أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ في رِقَّةِ ال
- فجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ
- أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ كلَّ أَوانٍ
- في رُواءٍ من الشَّبابِ جديدِ
- أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ فيكِ وفي
- عَيْنَيْكِ آياتُ سحرها الممدودِ
- أَنتِ دنيا من الأَناشيدِ والأَحلامِ
- والسِّحْرِ والخيال المديدِ
- أَنتِ فوقَ الخيالِ والشِّعرِ والفنِّ
- وفوقَ النُّهى وفوقَ الحُدودِ
- أَنتِ قُدْسي ومعبدي وصباحي
- وربيعي ونَشْوتي وخُلودي
- يا ابنةَ النُّورِ إنَّني أنا وحدي
- من رأى فيكِ رَوْعَةَ المَعْبودِ
- فدعيني أَعيشُ في ظِلِّكِ العذْبِ
- وفي قُرْبِ حُسنكِ المَشْهودِ
- عيشةً للجمالِ والفنِّ والإِلهامِ
- والطُّهْرِ والسَّنى والسُّجودِ
- عيشَةَ النَّاسكِ البتُولِ يُناجي الرَّ
- بَّ في نشوَةِ الذُّهول الشَّدِيدِ
- وامنحيني السَّلامَ والفرحَ الرُّو
- حيَّ يا ضوءَ فجريَ المنشودِ
- وارحميني فقد تهدَّمتُ في كو
- نٍ من اليأْسِ والظَّلامِ مَشيدِ
- أنقذيني من الأَسى فلقدْ أَمْسَ
- يْتُ لا أستطيعُ حملَ وجودي
- في شِعَابِ الزَّمان والموت أَمشي
- تحتَ عبءِ الحَيَاة جَمَّ القيودِ
- وأُماشي الوَرَى ونفسيَ كالقب
- رِ وقلبي كالعالم المهدُودِ
- ظُلْمَةٌ مَا لها ختامٌ وهولٌ
- شائعٌ في سكونها الممدودِ
- وإذا مَا استخفَّني عَبَثُ النَّاسِ
- تبسَّمتُ في أَسًى وجُمُودِ
- بَسْمَةٌ مرَّةٌ كأنَّني أَستلُّ
- من الشَّوكِ ذابلاتِ الورودِ
- وانْفخي في مَشاعِري مَرَحَ الدُّنيا
- وشُدِّي مِنْ عزميَ المجهودِ
- وابعثي في دمي الحَرارَةَ عَلِّي
- أَتغنَّى مع المنى مِنْ جَديدِ
- وأَبثُّ الوُجُودَ أَنغامَ قلبٍ
- بُلْبُليٍّ مُكَبَّلٍ بالحديدِ
- فالصَّباحُ الجميلُ يُنْعِشُ بالدِّفءِ
- حياةَ المُحَطَّمِ المكدودِ
- أنْقذيني فقد سئمتُ ظلامي
- أنقذيني فقدْ مَلِلْتُ ركودي
- آه يا زهرتي الجميلةَ لو تدرينَ
- مَا جدَّ في فؤادي الوحيدِ
- في فؤادي الغريبِ تُخْلَقُ أَكوانٌ
- من السّحرِ ذاتُ حُسْنٍ فريدِ
- وشموسٌ وضَّاءةٌ ونُجومٌ
- تَنْثُرُ النُّورَ في فَضاءٍ مديدِ
- وربيعٌ كأنَّهُ حُلُمُ الشَّاعرِ
- في سَكرة الشَّباب السَّعيدِ
- ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي
- ولا ثورَةَ الخريفِ العتيدِ
- وطيورٌ سِحْرِيَّةٌ تتناغَى
- بأَناشيدَ حلوةِ التَّغريدِ
- وقصورٌ كأنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ
- أَو طلعَةُ الصَّباحِ الوليدِ
- وغيومٌ رقيقةٌ تتهادَى
- كأَباديدَ من نُثارِ الورودِ
- وحياةٌ شِعْرِيَّةٌ هي عندي
- صُورةٌ من حَياةِ أَهْل الخلودِ
- كلُّ هذا يَشيدُهُ سِحْرُ عينيكِ
- وإِلهامُ حُسْنِكِ المعبودِ
- وحرامٌ عليكِ أَنْ تهدمي مَا
- شادهُ الحُسْنُ في الفؤادِ العميدِ
- وحرامٌ عليكِ أَنْ تسْحَقي آم
- الَ نفسٍ تصبو لعيشٍ رغيدِ
- منكِ ترجو سَعادَةً لم تجدْهَا
- في حياةِ الوَرَى وسِحْرِ الوُجُودِ
- فالإِلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ
- إِذا كانَ في جَلالِ السُّجودِ
قصيدة أبو القاسم الشابي صلوات في هيكل الحب:
- عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلام
- كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
- كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ
- كالورد، كابتسام الوليدِ
- يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ
- وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
- يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ
- ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
- يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ
- دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
- أيُّ شيء تُراكِ؟ هلى أنتِ “فينيسُ”
- تَهادتْ بين الورى مِنْ جديدِ
- لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ
- للْعالم التعيسِ العميدِ!
- أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأر
- ضِ ليُحييِ روحَ السَّلامِ العهيدِ!
- أنتِ..، ما أنتِ؟ أنتِ رسمٌ جميلٌ
- عبقريٌّ من فنِّ هذا الوجود
- فيكِ ما فيه من غموضٍ وعُمقٍ
- وجمالٍ مُقَدِّسٍ معبودِ
- أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فَجْرٌ من السّحرِ
- تجلّى لقلبيَ المعمودِ
- فأراه الحياة َ في مونِق الحسن
- وجلّى له خفايا الخلود
- أنتِ روحُ الرَّبيعِ، تختالُ فـ
- الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورود
- وتهبُّ الحياة سكرى من العِطْر،
- ـر، ويدْوي الوجودُ بالتَّغْريدِ
- كلما أبْصَرَتْكِ عينايَ تمشين
- بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ
- خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهـ
- رُ في حقل عمريَ المجرودِ
- وأنتشتْ روحي الكئيبة ُ بالحبِّ
- وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ
- أنتِ تُحِيينَ في فؤادي ما قد
- ماتَ في أمسي السعيدِ الفقيدِ
- وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي
- ما تلاشى في عهديَ المجدودِ
- من طموحِ إلى الجمالِ إلى الفنِّ،
- إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
- وتَبُثِّين رقّة َ الشوق، والأحلامِ
- والشّدوِ، والهوى ، في نشيدي
- بعد أن عانقتُ كآبة ُ أيَّامي
- فؤادي، وألجمتْ تغريدي
- أنت أنشودة ُ الأناشيد، غناكِ
- إله الغناءِ، ربُّ القصيدِ
- فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحْرُ
- وشدوُ الهوى ، وَعِطْرُ الورودِ
- وتراءى الجمالُ، يَرْقُصَ رقصاً
- قُدُسيَّا، على أغاني الوجودِ
- وتهادتْ في لإُفْقِ روحِكِ أوْزانُ
- الأغَاني، وَرِقّة ُ التّغريدِ
- فَتَمايلتِ في الوجود، كلحنٍ
اجمل ما قال أبو قاسم الشابي بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : أبو القاسم الشابي نبذة عن حياته واهم اعماله
للمزيد يمكنك قراءة : أبو القاسم الشابي إرادة الحياة
للمزيد يمكنك قراءة : شعر تونسي حزين
لقد عرف عن أبو القاسم الشابي بأنه شاعر الحب والرومانسية ، وذلك بسبب كتاباته التي خلدها التاريخ في الحب ، وقد تدرس بمدارس عديدة بالوطن العربي ، وذاع سيطه بين طلبة المدارس قبل أن يعرفه الكبار من الناس ، وخصوصاً قصيدته الشهيرة صلوات في هيكل الحب التي ترعرع ونشأ عليها التلاميذ منذ بلوغهم ؛ وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقال الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا حول قصائد أبو القاسم الشابي في الحب … اقتباسات غرامية راقت لي ، جمعنا لكم كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من روائع الشابي في الحب.