قصة اهل الكهف بقلم : سيد عبد الحليم الشوربجي لجميع الاعمار
يسعدنا ان ننقل لكم اليوم في هذا المقال من موقع احلم قصة اهل الكهف كاملة كما وردت في القرآن الكريم مكتوبة بشكل جميل ومبسط لتناسب جميع الاعمار بقلم : سيد عبد الحليم الشوربجي وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص .
قصة أصحاب الكهف
تحكي لنا سورة الكهف قصة الفتية الذين فروا بدينهم وبايمانهم بالله تعالي وتركوا ما كان عليه قومهم من عبادة غير الله تعالي ومخالفة منهجه، وهؤلاء الفتية كانوا يعيشون في زمن وفي بلد يعبد أهله آلهة غير الله ويكفرون بالله تعالي وكان لهؤلاء الناس ملك ظالم يأمرهم بذلك ويعاقب من يخالفه ويترك دينه، ولكن الله تعالي ألهم هؤلاء الشباب عبادته وطاعته وعدم الاشراك به وبدؤوا يدعون الناس الي عبادة الله تعالي ومخالفة هذا الملك الظالم ولكن الملك وجنوده علموا بأمرهم وبدؤوا يطاردونهم ويبحثون عنهم في كل مكان فلما عثروا عليهم حاولوا ان يردوهم عن دينهم بكل الوسائل لكنهم أصروا علي الايمان بالله وقالوا : ” ربنا رب السموات والارض لن ندعو من دونه إلهاً لقد قلنا إذا شططا ” سورة الكهف 14 ، واستطاعوا ان يفروا بدينهم من بطش هذا الملك الظالم .
ثم ذهب هؤلاء الفتية ودخلوا الي كهف في احد الجبال وعاشوا فيه بعيداً عن اعين الملك الظالم وجنوده واعتزلوا الناس ليتمكنوا من عبادة الله تعالي ثم ألقي الله تعالي عليه النوم فناموا وظل نومهم هذا طويلاً جدا حيث ناموا ثلاثمائة سنة وتسع سنوات، قال تعالي : ” ولبثوا في كفهفهم ثلاث مئة سنين وازدادو تسعاً ” الكهف 25 ، وهذه الآية من الاعجاز العددي في القرآن الكريم حيث إن كل مئة سنة ميلادي يقابلها زيادة ثلاث سنوات في المئة سنة هجرية، لأن السنة الميلادي أطول في عدد الايام من السنة الهجرية وعلي هذا فهم نائمين في الكهف ثلاثمئة سنة حسب التاريخ الميلادي واذا حسبنا بالتاريخ الهجري ستزداد السنين تسع سنوات وشاء الله تعالي أن يحفظ اجسادهم من الفناء خلال هذه السنين الطويلة التي ناموها بالكهف فكانوا يتقلبون علي جنوبهم مثلهم مثل النائمين لأنهم لو لم يتقلبوا لأكلت الارض اجسادهم وكان معهم كلب ألقي الله تعالي عليه النوم مثلهم فنام بجوار الكهف، ومن حكمة الله تعالي أنه القي عليهم المهابة والخوف حتي لو اطلع عليهم احد يخاف منهم ويفر من رؤيتهم .
وبعد هذه السنين الطويلة التي ناموها في هذا الكهف ايقظهم الله تعالي مرة اخري ولما استيقظوا بدأووا يسألون انفسهم عن الوقت الذي ناموه فقال واحد منهم لقد نمنا يوماً او بعض يوم لأن دخولهم الكهف كان في اول النهار واستيقاظهم كان في آخر النهار ولكنهم شكوا في مقدار الوقت الذي ناموه، فقالوا الله تعالي وحده هو الذي يعلم كم نمنا من الوقت ثم بدؤوا يفكرون في الحصول علي الطعام والشراب وكانت معهم نقود قبل دخولهم الكهف وبقيت معهم وعندما استيقظوا لم يفقدوا شيئاً منها ولا حاجه من الحاجات التي كانت معهم ثم قالوا ليذهب واحد منا الي سوق المدينة ليشتري لنا بعض الطعام وليتخف عن عيون الناس حتي لا يعلم جنود الملك الظالم بمكاننا لأنهم لو علموا بمكاننا فإنهم سيقتلوننا او يحاولون ان يردونا عن ديننا وعبادتنا لله تعالي ويدخلوننا في دينهم .
ثم خرج واحد منهم الي المدينة وهو يظن أنه سيراها كما هي ولكنه فوجئ ان معالم البلد قد تغيرت تماماً فالبيوت غير البيوت والزمان غير الزمان والناس غير زمان، قال في نفسه لعل بي مساً او جنوناً ثم ذهب الي رجل يشتري منه الطعام فاعطاه ما معه من نقود فلما رأي الرجل هذه النقود تعجب لأن هذه النقود ليست معروفة ولا متداولة نهائياً في زمانهم ثم اعطاها لرجل بجواره فتعجب جميع الباعة ومن كانوا في السوق وتعجبوا من شكل الرجل فملابسه وطبيعته غير مألوفه في زمانهم وقالوا لعل هذا الرجل وجد كنزاً ثم سألوه من انت، فقال : انا من اهل هذه البلدة واعلم ما بها وملكها يسمي دقيانوس فتعجبوا اكثر فأكثر لانهم يعلمون ان هذا الملك توفي منذ زمن بعيد جداً فأخذوا الرجل الي ملكهم الجديد وحينما وقف امام الملك شرح له قصته هو واصحابه ممن كانوا معه في الكهف ثم ذهب معه الملك الي الكهف ورآهم وكان هذا الملك طيبياً وتعجب الناس من قصتهم ثم دخل هؤلاء الفتية الي الكهف وأماتهم الله تعلاي في هذه المرة .
في النهاية قصة اصحاب الكهف هذه عبرة وعظة للثبات علي دين الله تعالي مهما كانت الشدائد وكذلك فإنها كانت ايضاً عبرة لاهل زمانهم ودليلاً لهم ولكل الناس في كل زمان ومكان علي ان الله تعالي قادر علي إحياء الناس بعد موتهم للحساب والجزاء يوم القيامة .