قصة جميلة جدا قصة عبد الله الذبيح من السيرة النبوية لخير البرية
استمتعوا معنا الآن بقراءة قصة جميلة جدا ورائعة احداثها ممتعة ومفيدة وحقيقية، من السيرة النبوية لخير البرية، وهي قصة عبد الله الذبيح ننقلها لكم في هذا المقال عبر موقع احلم من قسم : قصص .
قصة عبد الله الذبيح
زمان قبل مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم كان الظلام يعم الارض، نعم ايها الاصدقاء لأن الناس كانت تعبد غير الله منهم من يعبد الحجارة ومنهم من يعبد الشمس او القمر ومنهم من يعبد النار وكان هناك اناس يعبدون هواهم، العالم كله كان يتخبط في ظلمات الشرك والجهالة .
قلة قليلة من أهل الكتاب كانوا يختبئون بعيدا عن أعين الظالمين وكانوا يقرأون في الكتب التي نزلت على الأنبياء، مثل التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام، والانجيل الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام. هؤلاء كانوا قلة قليلة، وكانوا متأكدين أن هناك نبيا سوف يبعثه الله تعالى ليخرج الناس من الظلمات الى النور، وهكذا كانوا يعلنون في الناس ويبشرونهم.
أهل مكة يشعرون بالفخر لأنهم يعيشون في بلد الله الحرام، وبجوار بيته الحرام، من أجل ذلك كانوا يقومون على خدمة الكعبة وهم سعداء وكانوا يكرمون الناس الذين يأتون لزيارة الكعبة ويقدمون لهم الطعام والشراب، لهذا كان الناس في كل أنحاء الجزيرة العربية يحترمون أهل مكة وخاصة قريش، لأنها كانت تملك السيادة والنفوذ.
زعيم مكة اسمه عبدالمطلب بن هاشم، إنه جد النبي ، كان الجميع يهابه ويحترمه. ويطيع أوامره، إنه الرجل الذي اكتشف بئر زمزم، هل تعرفون بئر زمزم؟ إنه المكان المبارك الذي نبع فيه الماء تحت أقدام سیدنا إسماعيل عليه السلام حين كان طفلا رضيعا، ظل هذا النبع يتفجر بالماء العذب سنوات طويلة، سنوات طويلة جدا، حتى تم دفنه واختفى.
عبدالمطلب رأى في المنام أن هناك بئرا اسمه زمزم وحين استيقظ من نومه، قال لنفسه هذا مجرد حلم، أنا لا أعرف زمزم، لكنه في اليوم التالي رأی نفس الحلم وصوت يطلب منه أن يحفر زمزم، وعندما استيقظ من نومه قال لنفسه: أنا لا أعرف زمزم، لكنه حين جاءه نفس الحلم في اليوم الثالث قرر أن يقوم بحفر البئر، لكن قريشا اعترضت ومنعته من الحفر.
شعرعبد المطلب بالحزن الشديد، لأن الناس منعوه من الحفر، قال لنفسه: منعوني لأنه ليس لي منعة ليس لي أولاد يقفون بجانبي ويساعدونني، نعم أنا أعلم ذلك جيدا، ثم رفع يديه وقال، لو صار عندي عشرة من الأبناء حتى يكبروا ويساعدونني في حفر زمزم لذبحت أحدهم وقدمته قربانا عند الكعبة.. واستجاب الله لدعوة عبد المطلب.
ها قد صار لعبد المطلب عشرة من الابناء صاروا رجالاً اقوياء شجعاناً، هكذا استطاع عبد الله ان يحفر زمزم دون أن يعترض احد من قريش، وكانت المفأجاة العجيبة ان وجدوا البئر يتدفق بالماء العذب اللذيذ، تجمع اهل مكة يهنئون عبد المطلب ويقولون له : انت سيد مكة يا عبد المطلب، ونحن جميعاً طوع أوامرك .
لم ينس عبدالمطلب النذر الذي قطعه على نفسه وهو أن يذبح أحد أولاده العشرة. وهنا قام عبد المطلب بعمل قرعة فوقعت على أصغر ابنائه الذي يسمى عبد الله، شعرعبد المطلب بالقلق والحزن، وكل أهل مكة شعروا كذلك بالقلق والحزن لأن عبد الله كان محبوبا من الجميع، لدماثة أخلاقه وحسن أدبه وجمال صورته، وقالوا لعبد المطلب نرجوك، أعد المحاولة مرة أخرى.
وأعاد عبد المطلب المحاولة مرة ثانية، وثالثة فوقعت على ولده عبدالله، فلم يجد عبدالمطلب مفرا من التنفيذ، وأحضر عبد المطلب أدواته من سكين وحبال، وذهب عند الكعبة ليذبح ولده عبدالله لكن قريشا جميعها اعترضت وقالت لا، لابد أن نصنع شيئا من أجل عبدالله، لن نسمح بذبح هذا الشاب الطيب، وذهبوا الى إحدى العرافات التي نصحتهم أن يفدوا عبد الله بعشر من الإبل.
يا له من يوم مثير كل الناس بمكة خرجت لتنظر المشهد بأعينها، عبد المطلب يسوق ولده عبدالله نحو الذبح، وأمامه عشر من الابل، قالوا: إن عبدالمطلب سيقوم بعمل قرعة بين ولده وبين الإبل، أيهما خرجت عليه سهام القرعة كان نصيبه الذبح، كانوا يتمنون أن تخرج السهام على الإبل العشر، لكن ما حدث كان العكس، خرجت السهام على عبدالله، شعرالجميع بالفزع.
هز عبد المطلب رأسه ثم اشار بيده نحو عشرة اخري من الابل لتنضم الي مكان الذبح لكن القرعة خرجت علي عبد الله من جديد، فأشار عبد المطلب الي عشر اخري ليصير العدد ثلاثين، وهكذا ظل يزيد عبد المطلب في اعداد الابل كلما خرجت القرعة علي ولده حتي اكتمل العدد مائة، وهنا خرجت القرعة علي الابل، ففرح الجميع وراحوا يصفقون، قال عبد المطلب : اذبحوا كل هذه الإبل .