ولد النبي محمد صلى في يوم الاثنين الـ12 أو الـ19 من شهر ربيع الأول بعام الفيل ، وبالليلة التي ولدته أمه السيدة آمنة بنت وهب رأت كأنما خرج منها نور قد أضاء كل قصور الشام ، وبيومها يروي الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه ، أنه قد سمع رجالاً من اليهود ينادي بعضهم بعضاً يقول أحدهم : يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك، ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي وُلِد به.
ولقد ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب وذلك بعد أن توفي أبيه وهو ببطن أمه ، فنشأ النبي بكنف جده عبد المطلب ، وقد كان عبد المطلب سيد بقومه ، وله شأن ومكانة رفيعة ، وقد أراد أن يرسله للبادية كما كان يفعل العرب قديماً ، حيث كانوا يأخذون أطفالهم للبادية كي يتمتعوا بصحة النفس وبفصاحة اللسان ، فكان قدر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن ينزل منزل مرضعته حليمة السعيدة ، ومن الجدير ذكره أن أمه السيدة آمنة بنت وهب قد أرضعته ، وأيضاً فإن ثويبة قد أرضعته ، وفي المقال هذا سوف نقدم لكم قصة حليمة السعدية مع الرسول ، تابعوا معنا.
حليمة السعدية:
- حليمة السعدية هي بنت أبي ذؤيب ، وأبو ذؤيب يعد عبد الله بن الحارث وهو من قبيلة بني سعد بن بكر من هوازن ، وبنو سعد التي تعد قرية حليمة السعدية موجودة جنوب مدينة الطائف بنحو سبعون كيلو متر ، وقد قيل بأنها موجودة بشرق مكة المكرمة ، وقد رجح أهل العلم إسلام السيدة حليمة السعدية ، وهو قول جمهور العلماء ، فقد قالوا بأن السيدة حليمة قد أسلمت هي وزوجها وعدت من الصحابيات ، فقد أتى على ذكرها أبو القاسم الطبراني بمعجمه مع النساء اللواتي روين الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرها الحافظ ابن الجوزي بالصحابيات بأكثر من مؤلف له.
رعاية حليمة السعدية للنبي محمد:
- وتروي السيدة حليمة بداية قصة رعايتها للرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ أنها كانت قد خرجت لمكة وقد سبقنها المرضعات ، وكانت المرضعات يفضلن أن يقمن بأخذ الأبناء من آبائهم كي يكرموهن ، فكلما أقبلت مرضعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فوجدته يتيم تزهد في أخذه ، ولما وصلت إليه السيدة حليمة مع زوجها وأبنائها لمكة ، وقد اشتكوا الجوع والتعب ، وليس لديهم ما يسد رمقهم ، لم تجد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فلم تستطع أن تتركه مع يتمه فحملته من أمه آمنه ، وقد انطلقوا لديارهم ، فما هو إلا مدة قصيرة حتى امتلأ ضرع الماشية بالألبان كما تقول السيدة حليمة السعدية ، وقد جرى اللبن بثدييها فشرب منه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى شبع ، وقد أرضعت منه ولدها أيضاً ، فما باتوا ليلتها إلا وقد شبعوا واطمئنوا ببركة وجود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
حاضنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
- كانت أم الرسول صلى الله عليه وسلم خارجةً للمدينة كي تزور زوجها عبد الله الذي دفن هناك ، ولما وصلت الأبواء قادمة لمكة أخذ الله عز وجل وديعته فماتت أمه آمنة ، وقد كان النبي وقتها لديه 6 سنوات وقتها ، فاحتضنته حينها امرأة اسمها أم أيمن ، وهي وصيفة لعبد الله أم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأم أيمن تلك هي بركة بنت ثعلبة بن حصن ، وقد اشتهرت بكنيتها ، وقد كنيت باسم ابنها أيمن بن عبيد ، وقد قامت باحتضان النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأول عمره ، ورعته كما ترعى الأب والأم ابنها ، وقد عوضتها حنان الأم والأب بعد وفاة والدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وظل الرسول صلى الله عليه وسلم بكنفها حتى أصبح شب وتزوج من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها ، فقام بإعتاقها وزوجها عبيداً ، وانتقلت معه لأرض يثرب ، ثم مات عنها زوجها بعد أو ولدت منه أيمن ، فرجعت لمكة المكرمة فعاشت بكنف النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى قام زيد بن حارثة بالزواج منها فولدت منه الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه الذي يعد قائد معركة مؤتة.
- ولقد كان لتلك المرأة شأن عظيم جداً في الإسلام ، فبالإضافة لكونها حاضنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بطفولته ، وأنجبت الصحابي الجليل أسامة بن زيد ، فقد هاجرت الهجرتين مع المسلمين ، وقد هاجرت وهي صائمة وماشية لا تمتلك أي زاد ولا راحلة ، ولقد كانت تخرج مع الجيوش تمرضهم ، وقد توفيت أم أيمن رضوان الله عليها بخلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في السنة الرابعة والعشرون هجرياً.
للمزيد يمكنك قراءة : قصص حب رائعة قصة حب النبي
للمزيد يمكنك قراءة : قصة اسماء بنت ابي بكر كاملة
للمزيد يمكنك قراءة : صفية زوجة الرسول