محتوي الموضوع
لقد صارت كلمة الغش متداولة للغاية في كل المجالات ، إذ يدعي بعض الناس أنهم يغشون بغرض تحقيق النجاح ، إلا أن هذا فشل في حد ذاته ، والسبب في هذا يرجع لأسباب كثيرة منها : أنه تزوير ، وخدا ، وكذب ، ذلك بالإضافة لأنه إساءة للنفس قبل أن تكون إساءة للأطراف المعنية ، وهو أيضاً إساءة للوطن الذي يود الارتقاء بأبنائه وبناته كي يصلوا لخلق الصدق والأمانة ، أو للدين الذي يحرم تلك الفعلة ، وقد ثبت هذا في قول الله عز وجل بسورة المطففين : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ*وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } وفي هذا المقال سوف نقدم لكم قصة عن الغش في البيع والشراء ، تابعوا معنا.
قصة الغشاش والبائع الفقير:
- يروى بأنه وبأحد القرى الصغيرة في صعيد مصر ، كان هناك شخص فقير يعيش هو وامرأته في منزلهما القديم ، وكان الزوجين يحيا حياة بسيطة ويعملان في أعمال بسيطة تدخل لهما القليل من النقود ، فقد كانت الزوجة تقوم بصنع الزبدة ، والزوج يقطع مسافات طويلة كي يبيعها بالمدينة لأحد البقالين.
- ولقد كانت المرأة عندما تعد تلك الزبدة تحضرها على هيئة كرة وتزنها كيلو بالضبط ، أما الرجل فكان يأخذها للمدينة كي يبيعها لصاحب دكان بقال ، يقوم بشراء أمور المنزل بثمن الزبدة.
- ومرت الأيام والرجل على ذلك الوضع فترة طويلة ، وبأحد الليالي شك صاحب الدكان بوزن الزبدة التي يشتريها من الشخص الفقير ، فقام الرجل بوزن الكرة إلا أن المفاجأة كانت كرة الزبدة تسعمائة جرام وليس ألف جرام (كيلو) ، كما يشتريها على أساسه.
- فغضب صاحب المحل أيما غضب وانتظر حتى يأتي صاحب الزبدة ، وبالفعل أتى إليه الرجل كالعادة ، وعندما قابل صاحب المحل وجده غضباً للغاية وقال له : لن أشتري منك مجدداً أيها الغشاش ، تقوم ببيعي الزبدة على أنها كيلو وقد وزنتها ووجدتها تسعمائة جرام فقط؟
- تفاجأ الفقير من هذا الكلام الذي سمعه من صاحب المحل ، وحزن للغاية ونكس رأسه وقال له : نحن يا رجل لا نملك ميزان والغش ليس من صفاتنا ، ولكن قمت بشراء كيلو سكر منك قديماً ، ومنذ هذا اليوم وأنا ازن به الزبدة التي تشتريها مني!
العبرة من قصة الغشاش والبائع الفقير:
- عليك أن تعلم بأن المكيال سوف يكال لك في يوماً ما ، لهذا أحسن مكيالك وأعمالك لأنها سوف ترد إليك مهما طالت المدة ، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة].
قصة الغش بالحياة المهنية:
- يحكى بأن هناك بائع فراخ اسمه أبو سيد ، وقد كان محل الدواجن الذي يمتلكه أبو سيد موجود على قارعة الطريق ، إنه مكان حيوي مليء بالأشخاص والبنايات المحيطة به ، وكان أبو سيد يغش زبائنه ، فقد كان يزور بالوزن الخاص بالفراخ ، ويوهم الأشخاص بوزنه الغشاش.
- فقد كان يعمل أبو سيد على بيع الفراخ للناس بوزن غير صحيح ، ويوهمهم بوزن ثابت للدواجن وهو غير الوزن الحقيقي ، فقد كان الرجل يقوم بحقن الفراخ بالمياه بعد أن ينظفهم من الريش ، ووقتها تصبح الفراخ ضعفي وزنها في الحقيقة بفضل تلك الحقن الذي كان أبو سيد يحقنها بجسم الفرخة.
- وعندما يطلب منه الشخص فرخة كان يبيعها على أنها وزنها كبير وبحقيقة الأمر إن وزنها منخفض وحجمها صغير ، وظل الرجل على تلك الحال مدة كبيرة من الزمن ، إذ كان يغش الزبائن وكل من يشتري منه ، حتى أتى يوم من الأيام اكتشف بعض الأشخاص حقيقة حقنه للفراخ بالإبر التي تمت تعبئتها بالمياه والتي بدورها تعمل على زيادة وزن الفرخة.
- فقاموا بإبلاغ الشرطة والسلطات المسئولة عن تلك الواقعة ، إذ قامت السلطات التنفيذية على الفور بإغلاق محله ، وقام أبو سيد بدفع غرامة مالية كبيرة كتعويض للناس عما ارتكبه في حقهم من احتيال ونصب ، وبعدها شعر الرجل بالخطأ ومدى شدة عقوبة الله سبحانه وتعالى له ، إذ أصبح بدون عمل بعدما أغلقت له الشرطة باب رزقه الوحيد الذي لم يقم بالحفاظ عليه ، واستغله بالكذب على الناس.
للمزيد يمكنك قراءة : جابر عثرات الكرام القصة كاملة
للمزيد يمكنك قراءة : قصة شاب مكافح
للمزيد يمكنك قراءة : قصة فيها حكمة