قصة واقعية جميلة قصة الأعمى الحكيم بقلم : محمد عمر شوبك
قصة الأعمى الحكيم قصة واقعية رائعة نستعرضها معكم اليوم في هذا المقال من موقع احلم بقلم الكاتب محمد عمر شوبك ونتمني لكم قراءة ممتعة ومسلية وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص واقعية .
قصة الأعمى الحكيم
يمتاز رشيد عن غيره بأكثر من صفة جميلة فهو لا يعرف الفضول، ولا يتدخل في شؤون الآخرين حتي لا يضيع وقته في ثرثرة لا طائل من ورائها، إنه يعيش الصمت ويطيل التأمل، ولايصدر حكمه على شيء ولو كان تافها إلا بعد تفكير طويل. ليس عجيبة إذن أن يتفوق (رشید) على أقرانه في الكتاب) وبخاصة في سرعة حفظه الآيات القرآن الكريم وفي حله للمسائل الرياضية.
منذ سنوات.. قبل أن ينتقل والد(رشید) إلى جوار ربه كان (رشید) يلجا إلى أبيه كلما صعب عليه أمر، ولكن..؟ ظل السؤال يؤرقه وهو يتقلب على الفراش: – إذاجاء الغد ورأيت ذلك الرجل فلاتتردد.. انه وحده يعرف السر؟
وقف (رشید) پرقب الاعمى وهو يحمل بيده اليمنى مصباحا وبيده الأخرى جرة.. خاطب نفسه – مافائدة هذا المصباح ،نعم مافائدته والرجل.. حقا، إن هذا المشهد يدعو للاستغراب؟ کره أن يصفي الرجل الكبير بالعمى: طرح الحياء جانبا وهو يقول : إن العلم بالشئ افضل من الجهل به، قد يكون سؤالي اقرب إلى الفضول ولكنه يضيف إلى علمي فكرة جديدة في هذه الأثناء وبينما كان (رشید) – يحدث نفسه غاب الأعمى (أبو شاکر) عن ناظريه .. قال: – – لأباس، لن يتأخر.. لقد تعود في مثل هذا الوقت من كل يوم أن يملا جرته.. ترى، أين أولادك أيها العم الطيب؟ كاد أن يرفع صوته عندما ماسمع خطواته الثقيلة تضرب الأرض، كاد أن يصرخ هاتف – لقد عرفت السر، اجل لقد عرفت السر؟ دنا (رشيد) من العم (أبي شاكر) خافضأ من صوته – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..ارجو منك ألا تغضب إذ أطرح هذا السؤال، لقد عجبت من نشاطك، عجبت من هذا المصباح؟ سر أبو شاكر، وادرك مايدور في ذهن رشيد، اجابه قائلاً وهو يرد التحية بأحسن منها : لماذا الغضب وانت لم تفعل ما يوجب العقاب، انظر يا ابني لقد غابت الشمس وخيم الظلام .
لم يتم ابو شاكر حديثه قاطعة رشيد هاتفاً : انت تحمل هذا المصباح حتي لا يصدم بك الناس كأنك تقول لهم انتبهوا فأنا لا ابصر طريقي، احذروا ايها الطيبون ان تحطموا لي جرتي فأقع على الأرض؟ سكت الأعمى (كفيف البصر) اللحظات ثم قال: – الحمد الله يابني.. إن الذي حرمني نعمة البصر قد عوضني بالحكمة؟ فکر (رشید) طويلا وهو يغتنم الفرصة.. لقد كان يخشی زلة اللسان، الخطا بين يدي الرجل الحكيم، فيسيء إلى نفسه قبل أن يسيء إليه. قال (أبوشاكر) ارد في (أبو شاکر) – لقد ماتت زوجتي ومات أيضا ابني الوحيد؟ بکی رشید وامتلئت عيناه بالدموع.. قال (ابو شاکر) – هذه ارادة الله وعلينا جميعا أيها الطفل المسلم أن نرضی بحكمه ونصير حتی ندخل الجنة إن شاء الله بغير حساب .
مضي الرجل الطيب يقص علي رشيد قصة ايوب العبد الصابر حتي اذا انتهي، همس في اذن رشيد : لقد جاء دورك، استجمع رشيد افكاره ثم قال : انا وحيد ابوي، لقد استشهد والدي وهو يقاتل العدو الغاصب، استشهد بعد ان قتل عدداً كبيراً من الصهاينة، كان والدي يحدثني دائماً عن سيرة اجدادنا العظام، حدثني عن الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب اسد الله واسد رسوله وحدثني عن خالد بن الوليد سيف الله المسلول وحدثني عن الزبير بن العوام، قل لي يا عماه هل اجد في العالم تاريخاً مثل تاريخنا ؟ اجاب ابو شكر : لا اخفي عليك يا بني انك تتمتع بذكاء نادر، اخبرني هل كنت تعرف سر هذا المصباح ؟ ابتسم رشيد وهو يقول : لا لقد عرفت السر حين عدت وقد ملأت جرتك، لقد اردت محادثتك فلم اجد طريق السؤال، عماه هل استطيع ان اكون خادماً لك ؟ قال الله تبارك وتعالي في كتابه المجيد : وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان صدق الله العظيم .
لم يكن رشيد اول من يتمني خدمة الرجل الصالح، لقد عرض اهالي الحي خدمتهم عليه فاعتذر بلطف ولكنه لم يرفض خدمة (رشید) و فرح به كثيرا، وكان فرحه أكبر عندما طلب منه النصيحة والعلم قال (أبو شاکر) – سأوجز لك نصيحتي الأولى، العلم ضياء وهو ينير لنا طريق الحياة.. يقول الله تعالى في القرآن العظيم: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) صدق الله العظيم. يابني، كن عالما تسعد ويسعد بك الناس واحذر ان توجل عمل اليوم إلى الغد وإياك ثم إياك و الكسل. لم ينس (رشید) قبل انصرافه تقديم الشكر للعم (أبي شاکر).. قال له – جزاك الله خيرا… غدا أملا جرتك، غدا أبدأ معك دروس العلم أيها الرجل الحكيم.
هل انتهت القصة؟!؟ دعوني أسال بای شیء اخترع المفكرون الكهرباء بالعلم أجل بالعلم.. يكفي ان يضغط احدنا على زر صغير حتى ينتشر النور في أرجاء البيت. أعزائي.. لقد أحدث العلم ثورة عظيمة من خلال الكهرباء حين ادخلها في أمور الحياة؟ التلفاز الرائي يحتاج إلى الكهرباء.. المذياع والثلاجة والغسالة وأشياء كثيرة تتوقف عن الحياة إذا لم نمدها بالكهرباء أعزائي.. هل تذكرون ماذا قال (أبو شاكر) لصديقنا (رشید)..؟! احفظوا انتم كلمته الخالدة.