قصص اطفال قصيرة مكتوبة قصة الريشة الخفيفة
قصة الريشة الخفيفة قصة ممتعة ومفيدة للاطفال قبل النوم تحتوي علي معلومات مهمة وحكمة مفيدة يتعلمها الطفل في نهاية القصة، استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال من موضوع قصص اطفال قصيرة مكتوبة وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
قصة الريشة الخفيفة
اقبل فصل الخريف بهوائه اللطيف ونسماته الندية واخذت الرياح تسقط اوراق الاشجار .. كان محمود يتأمل منظر الاوراق المتساقطة تتلاعب فيها الرياح يمنة ويسرة، رأي محمود ريشة خفيفة تتطاير مع الاوراق فترتفع فوقها تارة وتسقط علي الارض معها تارة اخري .
استحسن محمود هذا المنظر وقال : ما اخف هذه الاوراق !! وما اخف هذه الريشة !! ان الرياح تجركما كيفما تشاء .. سخر محمود من خفة وزنها وتساءل في نفسه : ما قيمة هذه الاوراق وما قيمة هذه الريشة ؟
اشتد هبوب الرياح فقذفت بالريشة قرب محمود واخذت الريشة تتهادي امام عينيه، امسك بها محمود ونفخ عليها بفمه فطارت فوق رأسه ثم سقطت علي يده، سخر محمود مرة اخري من خفة وزنها واخذ ينفع عليها ويطيرها ثم يعيد الامساك بها من جديد .
قالت الريشة : لا تعبث بي يا بني، ولا تسخر من خفة وزني، فلقد كنت في يوم من الايام نافعة وقوية، ضحك محمود وقال باستهزاء : كيف كنت انت نافعة وقوية ؟ قالت الريشة : لا تتعجل يا بني، ولا تعجب من قولي، فسوف اروي لك قصتي .
لقد كنت في مقتبل عمري ريشة في جناح نسر جارح وكانت لي اخوات وصاحبات في اجنحة نسور وطيور اخري، وقد كنا لهذه الاجنحة قوة وجمالاً، حيث كانت الطيور لا تستطيع ان تطير او تحلق في السماء الا بنا، وكنا كلما اراد رجل ان يمنع نسرا من الطيران او يحرم طيرا من التحليق يقتلع ريشة من احد جناحيه فتفارق اخواتها الي غير رجعة .
ولازلت اذكر حتي الآن اليوم الذي انتزعني فيه احد الرجال من جناح النسر الذي اصطاده لأنه يعرف أن النسر لم يكن يستطيع الطيران من دوني، وبعدها رماني هذا الرجل وظن انه لم يعد هناك فائدة من وجودي، ولكنني تمكن من خدمة الناس بطريقة آخري، فقال محمود في اهتمام : وكيف استطعت ذلك ؟ قالت الريشة : لقد التقطني عالم جليل ذات يوم، وكان في هذا الوقت الناس يكتبون بالريش ويخطون به خطوط جميلة، ولقد وقعت في يد هذا العالم وخط بي انفع العلوم ونسخت اجمل الخطوط فنقلت الثقافات الي الناس وزينت الاعمدة والجدران ورسمت اجمل اللوحات وكنت سعيدة ومسرورة جداً لحياتي هذه .
وهنا سأل محمود الريشة بنفس الاهتمام : وماذا حدث لباقي اخواتك وصاحباتك ايتها الريشة ؟ قالت الريشة : اظن انك سمعت يا بني عن المحاربين القدماء الذين كانوا يستخدمون الريش في السهام وانبال، إن اخوتي كانت لهذه السهام قوة وجمالاً فكانت تزينها في الرمس وتساعد علي ثوازنها وثباتها وقوتها ودقة اصابتها للاعداء في الحروب .
ثم سألت الريشة محمود : الم تنم من قبل علي وسادة محشوة بريش النعام الفاخر ؟ ألم تجلس من قبل علي اريكة مصنوعة من الريش المريح ؟ لقد كانت لي ايضا صاحبات من ريش النعام الجميل، وهناك انواع اخري من ريش الطيور التي تزين الملابس والقبعات وجدران البيوت، والآن ما رايك يا محمود لو تسلمني الي الريح حتي اطير معها من جديد وارحل الي مكان آخر انفع فيه الناس وارجو ان تكون قد فهمت كلامي واستفدت منه .
قال محمود في اعجاب : احسنت صنعاً ايتها الريشة العظيمة، لقد تعلمت منك درساً لن انساه ابداً، وهو ألا استهزئ يوماً بشئ ولا اسخر من اي امر مهما بدا لي صغيراً او خفيفاً فقد يكون فيه نفع وفائدة عظيمة .