قصص الانبياء لابن كثير معلومات شيقة ومفيدة
نقدم لكم هذه المقالة بعنوان قصص الانبياء لابن كثير معلومات شيقة ومفيدة، فمن لا يعرف كتاب قصص الأنبياء لأبن كثير هذا الكتاب الذي لا غنى عنه لم أراد أن يطلع على قصص أنبياء الله ورسله صلوات ربي عليهم أجمعين.
قصص الأنبياء لابن كثير:
أولا سنعطى لفتة التعريف هنا بالكتاب وبالكاتب , قصص الأنبياء كتبها الكاتب الإسلامى ابن كثير والذى كان هدفه من كتابة هذا الكتاب جمع كل القصص النبوية وتوضيحها بشكل مفصل وبشكل بسيط, اعتبارا أن هذه القصص تراث أسلامى مهم ,وتعد منهجا إسلاميا فى الروايات والقصص الملئية بالمواعظ والحكم , وكتاب قصص الأنبياء جزء من كتابه الذى يسمى بالبداية والنهاية و ليس الكتاب الوحيد الذى كتبه ابن كثير بل كتب العديد من الكتب المهمة والتى تضيف للأدب القصصي مثل شمائل الرسول والسيرة النبوية, وتم تقسيم الكتاب وكانت قصص الأنبياء جزء مستقل منه, وكتب ابن كثير كتاب البداية فى الفترة الاخيرة من حياته, وتم التركيز على قسم القصص النبوية لأنها حلقات مرتبطة ببعضها البعض لابد من شرحها ومعرفتها للقارئ لتوضح رؤيته وتنمى ذهنه, ولتكمل معرفة الإنسان بالحقيقة المذكورة فى القرآن الكريم وتوضحيها بشكل مفصل, وإظهار العبر والمواعظ التى تكمن فى القصص والسنة النبوية وهو كتاب خالى نهائيا من الإسرائيليات وقد اهتم القرآن الكريم بقصص أنبياء الله بشكل كبير لأعتبارها نهج يسير عليه المسلمين كمثال لهم فى دنياهم وحاجتهم الكبيرة لمعرفة القصص النبوية .
واستطاع ابن كثير إعداد المنهج القصصى للكتاب بحكمة كبيرة ساعدته على تقريب الصور الموجودة بالقرآن الكريم للقصص النبوية وروى تاريخ الأنبياء, وأصل ابن كثير هو البصرة ولكن نشأته كانت فى دمشق التى ترعرع فيها وتربى, وأسم ابن كثير هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير, وقد ولد فى قرية مجدل عام سبعمائة , وقد فارق الحياة يوم الخميس السادس والعشرون فى شهر شعبان عام سبعمائة أربعة وسبعون عن عمر يناهز أربعة وسبعون عام , كان والده خطيبا فى القرية وتوفى بعد ولادة ابن كثير بأربع سنوات , وقام عمه عبد الوهاب برعايته وتربيته, وغادر القرية وذهب إلى دمشق فى عمر الخمس سنوات, وكان عاشقا للفقه والأدب والسنة وعلومها لأنها كانت العلوم السائدة فى هذا العصر, وأخذ علمه فى الفقه من الشيخ برهان الدين إبراهيم الفزارى والذى أشتهر باسم ابن الفركاح وتوفى عام 729, وتعلم على يد أخرين مثل عيسى بن المطعم وابن الشحنة وابن الشيرازى ومحمد بن زراد وإسحاق بن الآمدى وأيضا القاسم بن عساكر وابن قايماز، ومن أكثر من تركوا أثرا به كان الشيخ جمال يوسف المزى الذى تزوج ابنته وتخرج على يديه, وابن تميمة المتوفى عام 729 والذى كان تأثيره عليه كبير ومحبا له, وشيوخه من مصر الذى تأثر بهم كانوا أبو الفتح الدبوسي والحسينى وموسى الختنى وغيرهم .
عاصر ابن كثير المماليك فى مصر والشام وعصرهم فى القرن الثامن هجريا وشهد هذا القرن هجمات من التتار والفرنجة وتقلبات السلطة ومؤمرات الأمراء بعضهم على بعض وإنتشار الأمراض , وعكسيا ساد هذا القرن الإنفتاح العلمى الكبير وانتشار المدارس والتعليم وتأليف الكتب , وكانت العلوم الفقهية الشرعية السائدة والسنة والقرآن الكريم حينها وأثرت بشكل كبير على مؤلفاته وكتبه , وكانت له أرائه الخاصة به كإمام محب للتجديد ومنفر من الأخبار الغير صحيحة والتدخل فى كتاب الله والتفسير على أهواء الغير, وهذا الرأى عائدا إلى أسلوب ابن تميمة الذى كان محبا للفقه وحريصا على التدقيق والتفسير السليم, وكان لمختلف العلماء أراء كالذهبى وابن حجر تخص ابن كثير بأنه عالم ذو منزلة كبيرة ومفسر بارع , وترأس علم التاريخ والتفسير فى عصره وسمى بعمدة فقه الأحاديث , وألف كتاب تفسير القرأن والذى لم يؤلف مثله أحدا بعلمه, وكتاب رسالة فى الجهاد ومسند الشيخين , كان قصص الانبياء تنال تركيزا كبيرا من ابن كثير وغيره من بداية عصر التدوين حتى قام بتأليف الكتاب, وأعتمد ابن كثير أعتماد كلى على القرآن فى كتابه وأستخدم كل سورة قرآنية وجمع القصة منها وتفسيرها,ومن ثم يتجه إلى الراويات السابقة بسندها للمؤرخين الأسلاميين , ولجأ أيضا لاستخدام التوراة فى كتابة بعض الأحداث الصحيحة وتعديل الأخر الغير صحيح وأثبات مدى صحة المكتوب بالدليل والتفسير والتوراة يتطلع البعض لها , وقام بالتحقيق علميا من كل الأخبار وأهتم بما يقصده القرآن فى إظهار الحكمة والمواعظ فى كتاب القصص النبوية والتى توضح معاناة الأنبياء بكل الأشكال فى نشر الأسلام وتأدية رسالتهم .