قصص الانبياء لنبيل العوضي أولى العزم من الرسل
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان قصص الانبياء لنبيل العوضي أولى العزم من الرسل ، حيث تعلمنا قصص الأنبياء الكثير من الدروس والعبر التي نحتاجها في حياتنا، ونحتاجها لتنمية ايماننا الذي يمكن أن يتزعزع أمام الفتن المحيطة بنا، وتأتي هنا مهمة مشايخنا في تعليمنا وها هما قصيتين لإثنين من الأنبياء من أولي العزم من الرسل.
نوح عليه السلام:
ظل الناس على التوحيد لعشرة قرون من بعد آدم إلى أن بدأ الناس في الانحراف عن توحيد الله وعبادته، فعبدوا ومجدوا بعض الصالحين ومنهم ود وسواع وغيرهم حتى تحولوا إلى آلهة بين الناس، فبعث الله نوح عليه السلام الذي يمثل أول الرسل والذي ينتسب إلى شيث والذي بدأ يوجه الناس ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وهو يخوفهم من الشرك بالله فاتهمه علية القوم بالضلالة ولكنه رد بأنه جاء ليبلغهم رسالة الله اليهم، وظل نوح مراعيا للهوادة والأدب في الحديث، وظل الملأ على رفضهم له فهم يروا أنه مجرد بشر كما أن من اتبعه هم الناس اصحاب المكانة المتدنية.
نوح عليه السلام اثبت في رده على علية القوم بأن الانبياء جاءوا للدعوة لوجه الله فقط فلا يفرقون بين الناس فقيرًا أو غنيًا، وكان يدعو قومه بالترغيب والتحبيب بتعديد نعم الله عليهم وظل في دعوته الف عامًا إلا خمسين، وبعدها دعا نوح يا رب لا تجعل احدًا كافرًا على الأرض فإنهم سيضلون الناس ولن يلدوا إلا الفجار والكفار.
فجاء الامر بزرع الشجر ثم من بعدها بدأ في صنع الفلك وتعرض لسخرية قومه واتهامه بالجنون، وركب نوح ومعه من آمنوا وكانوا قلة قليلة ومعه من كل زوجين اثنين من الطير والحيوان، وفار التنور وغرقت الارض بمن عليها ولم ينجوا إلا الفلك ومن به حتى أن ابنه الكافر غرق امامه مما آلم قلبه، وظلوا في الفلك إلى أن أن ابتلعت الأرض الماء ورست السفينة، وظل نوحًا في قومه يعمل على توجيههم ولم يبقى في الأرض إلا ذريته فكل من نجا معه لم يكن له ذرية، وحين حل الأجل وصى ابناءه بلا اله إلا الله والتسبيح ونهاهم عن الشرك والكبر.
إبراهيم عليه السلام:
عاد الشرك للانتشار وكان هناك في أرض بابل حيث موطن إبراهيم عليه السلام فبعث لهم وهو ينتمي إلى سام بن نوح الذي ولد ببابل ونشأ بها، فسأل اباه لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني فهو حجر، حيث يحاول دعوة ابيه لعبادة الله والتوحيد ويعلمنا هنا ابراهيم الادب في مخاطبة الأهل حتى وإن كان كافرًا، فهدده ابيه بالأذى وطرده، فجاء مخاطبًا قومه عن تلك التماثيل فردوا أنهم ورثوا ذلك عن أهلهم فاخبرهم بأنهم في ضلال وبين لهم الأدلة، وتحداهم وبالفعل كسر الأصنام وعلق الفأس في عنق كبيرهم واتهمه بهذا فقالوا كيف لحجر فعل ذلك، فانزلوا به عقابًا هو الحرق حتى يخمدوا كلمته، فجمعوا الحطب لمدة شهر فجهزوا له آتون حتى أنهم رموه في النار بالمنجنيق فلم يستطيعوا الاقتراب من شدة النار.
فأمر الله النار أن تكون بردًا وسلامًا فلم تحرق إلا الحبل الذي يوثقه فقال ابوه نعم الرب ربك يا إبراهيم، وظل إبراهيم بالنار ٤٠ أو ٥٠ يومًا وكانت الحيوانات تحاول اطفاء النار إلا البرص فلعن وأمر بقتله عند رؤيته.
لم يجد إبراهيم أذن صاغية فهاجر مع زوجته سارة وابن اخيه لوط إلى الشام ثم إلى مصر، فأعجبت سارة الملك الجبار وحاول اخذها فحماها الله وأهداها الجارية هاجر، والتي زوجتها لإبراهيم حتى تنجب له الولد، ولم تتحمل سارة هاجر فأخذها إبراهيم وابنها اسماعيل إلى واد غير ذي زرع وهو مكان مكة الآن.
كبر اسماعيل وجاء الامر بذبحه وأطاع هو وإسماعيل ففداه الله بكبش عظيم، ثم جاءت الملائكة كضيوف لإبراهيم وضيفهم وبشروه بإسحاق فأنجبت سارة إسحاق واخبروه بما قدموا به من عذاب لقوم لوط.
جاء الأمر لإبراهيم ببناء البيت الحرام وعاونه ولده اسماعيل وجاءه جبريل بالحجر الأسود، وأذن إبراهيم بعد انتهاء البناء أذان سمعته النطف في الأصلاب بأمر الله، وكرم الله ابراهيم بأن جعل كل الأنبياء والرسل من بعده من نسله، كما جعله بعد وفاته مستندًا إلى البيت المعمور وانه خليلًا للرحمن وأن محمدًا صل الله عليه وسلم أكثر الناس شبهًا به.