قصص جميلة للأطفال قصة ساجد وبر الوالدين بقلم معاذ ياسر
قصص الأطفال من أجمل وأمتع القصص والحواديت التي يمكن أن يقصها الآباء على أبنائهم فيجعلهم يسافرون مع أحداث الحكاية ويمتعهم بالمغامرات والحكايات فيعيشوا بداخلها وينقلوا لهم كل جديد و مفيد فتتفتح مداركهم وقدراتهم التعبيرية والتخيلية، وفيما يلي قصة من أجمل قصص الأطفال
التي نقدمها لكم في إطار شيق ومفيد، نقدمها لكم عبر موقع احلم اليوم قصة ساجد وآداب بر الوالدين، فهي من القصص التي تعلم الاطفال قواعد بر الوالدين واحترامهما.
آداب بر الوالدين مع ساجد
يحكى أنه في قديم الزمان كان يوجد طفل جميل ومجتهد يسمى ساجد، كان ساجد يعيش مع والده ووالدته، وجده الذي كان يحبه ويشتري له ألعابا وحلويات، وفي يوم من الأيام ذهب ساجد إلى غرفة جده كي يلعب معه، فلاحظ الجد أن حفيده يقوم بتصرفات سيئة مؤخرا، فعندما يتكلم مع والده ووالدته فهو يتحدث بصوت مرتفع ودائم الصراخ في وجههما، وطبعا هذه أفعال سيئة
ظل الجد يراقب ساجد في صمت دون أن يحدثه في أي تصرف، إلى أن جاء يوم كانت والدة ساجد تتحدث في الهاتف مع إحدى صديقاتها، فاقترب منها ساجد وأخذ يصرخ في وجهها بصوت عال جدا وقال لها : يا إلهي هل انت لاتسمعين؟ أنا أكلمك وأنت لاتردين أبدا عليّ، أنت لاتتركين الهاتف أبدا من يدك.
جده رأى الموقف و حزن من طريقة تصرف ساجد مع أمه فلم تكن هذه المعاملة صالحة وحسنة، ثم طلبت منه والدته ان يساعدها في المطبخ لكنه رفض وقال : ألا ترين أني أشاهد التلفاز يا أمي أنا ليس لدي وقت لشيء، رجع والد ساجد من العمل وكان متعب جدا و عندما جلس على الكرسي جرى ساجد عليه يقفز ويلعب ويصدر ضجيجا عاليا هو لا يحترم والده أو ينتظر حتى يستريح.
كان الجد يراقب ساجد وهو حزين منه لانه يعرف أن ساجد ولد مطيع و مهذب و كل الناس تحبه فقرر أن يتكلم معه و يقول له ان هذه الطريقة سيئة، وفعلا أخذ الجد ساجد في الغرفة وحدهم ليتحدثوا، قال الجد: يا عزيزي انا أريد أن أتكلم معك عن أمر مهم، قال ساجد: نعم يا جدي ماذا هناك ؟ ، قال الجد: أنا أرى أنك تتصرف بطريقة سيئة مع أمك و أبيك و هذه الطريقة عيب لأنك ولد مهذب ومحترم، قال ساجد: لماذا يا جدي ؟ ماذا فعلت أنا؟، قال الجد : ديننا الحنيف يا ساجد وضع لنا مجموعة آداب ويجب أن نتعامل بها مع والدينا و إسمها آداب بر الوالدين والله سيحاسبنا عليها يوم القيامة، والذي يعامل والديه بالحسنى يدخل الجنة، و من هذه الآداب ان نسمع كلامهم ونقول لهم حاضر و لا ينبغي أن نرفض ولا نقل لهم أف و لا ننهرهما ، وعلينا أن لا نرفع أصواتنا، وعلينا أن ننتظر عندما ينتهوا من كلامهم ثم نتكلم نحن، ويجب أن نساعد أمنا في أعمال البيت ، و نحترم أبينا و هو متعب لان طاعة الوالدين طاعة الله، إسمع قول الله تعالى في سورة الإسراء بسم الله الرحمن الرحيم
۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
أخذ الجد يتكلم مع ساجد وينصحه ويذكره بالمواقف الخاطئة التي ارتكبها مع والديه، صار ساجد حرجا من نفسه بسبب أفعاله السيئة، وظل يفكر كيف فعل كل هذه الأشياء السيئة، وقال لنفسه بالتأكيد والديّا غاضبين من تصرفاتي، وأيضاً الله غير راضِ عني.
ذهب ساجد لجده وقال له: أنا آسف يا جدي، انصحني كيف أصلح مافعلته قال الجد: يجب أولا أن تعتذر لأبيك وأمك عن كل تصرفاتك معهم التي أغضبتهم منك، ثم عليك أن تعدهم ألا تكرر هذا الخطأ ثانية، وأنك سوف تلتزم بأوامر ربنا وكذلك آداب بر الوالدين.
رد ساجد وقال لجده: أمرك ياجدي سوف أذهب حالا لأعتذر لوالديَّ، ولن أغضبهما مني أبدا وسأتعامل معهم بالحسنى.
إعتذر ساجد لوالديه وقال لهم إنه يحبهم ولا يستطيع أن يراهم غضبانين، وظل يساعدهم ويعاملهم باحترام ولم يكرر أخطاؤه أبدا وصار فتي جميل يحبه أبويه ويدعوان له دائما وراضين عنه، وهكذا انتهت قصة ساجد مع والديه أصبح بعدها ينصح أصدقائه بحسن معاملة والديهم وبرهم وعدم إغضابهم أبدا.