قصص جميله جدا قصة أم زيد بن ثابت رضي الله عنه
يسعدنا أن نقدم لكم اليوم في هذا المقال عبر مقع احلم قصص جميله جدا ومميزة، قصة اليوم هي قصة أم عظيمة كان لها عظيم الاثر في حياة ابنها، قصة أم زيد بن ثابت رضي الله عنه استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا الموضوع وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
قصة أم زيد بن ثابت
وراء كل عظيم أم عظيمة تكتشف مواهبه وتشجعه على تنميتها وشق طريقه للنبوغ والعبقرية في مجاله، وكان هذا ما فعلته النوار بنت مالك رضي الله عنها أم الصحابي زید بن ثابت رضي الله عنه .
لقد دخل عليها زيد ذات يوم حزينا لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم رده عن المشاركة في غزوة بدر لصغر سنه، وجلس يبكي بين ايدي أمه لأن سنه لم تتجاوز 13 عاما، ولذا لم يسمح له بالمشاركة في المعركة.
ورأته أمه على هذه الحالة، وكانت تعرف مواهبه وإمكاناته؛ فلفتت نظره إليها وقالت له : إن لم يكن باستطاعتك أن تجاهد بالسيف والدرع كما يفعل المجاهدون في المعركة، فباستطاعتك أن تخدم رسول الله صلي الله عليه وسلم والإسلام بالعلم الذي عندك.
لقد عرف زيد بحب العلم وإجادة القراءة والكتابة، وكان يحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم.. وهذا مجال يتفوق فيه على غيره، وهكذا استطاعت الأم الواعية لمواهب ابنها أن تفتح له بابا آخر، بعدما أغلق أمامه باب الجهاد مؤقتا.
وانطلقت به إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وعرضت عليه إمكانات ولدها، واختبره : وسمع منه، ولما علم قدراته وطاقاته قال له: اذهب فتعلم لغة اليهود؛ فإني – والله ما آمنهم على كتابي»، فذهب زيد وتعلم لغة اليهود في أقل من ۱۷ يوما.. وهذا وقت قياسي في تعلم لغة يدل على عزيمته القوية في تنفيذ أمر الرسول ، وقدرته الفائقة على الحفظ والاستيعاب.
وصار زيد يترجم لرسول الله في الكتب الواردة له من اليهود باللغة العبرية ويكتب له الرد عليها، وبعد ذلك اختاره رسول الله من ليكون من كتبة الوحي يسجل على الورق ما ينزل على رسول الله ولی من آيات القرآن الكريم، وكانت هذه من أشرف الأعمال التي خدم بها الإسلام والمسلمين.
وبعد وفاة رسول الله ما أوكل إليه خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم أبوبكر الصديق رضي الله عنه مهمة جمع القرآن الكريم، وكانت سنه وقتئذ ثلاثا وعشرين سنة وكان يقول عن هذا العمل: «والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن»، وقال: «كنت أتبع القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال» وأنجز المهمة وجمع آيات القرآن الكريم في مصحف واحد .
قصة أم أنس بن مالك
كان يعتبر من أسعد الأطفال في عصره وربما من أسعد أطفال العالم ، فقد أتيحت له فرصة أن يعيش طفولته ملازما النبي عليه الصلاة والسلام ، وكانت له معه مواقف وقصص رائعة نطالعها دوما في كتب الحديث الشريف والسيرة النبوية .. إنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضرالأنصاري ال وأمه اسمها الرميصاء أم سليم بنت ملحان الأنصارية -رضي الله عنها
ذات يوم انطلقت أم سليم بطفلها أنسى وكان عمره عشرسنين إلى النبي في المدينة قائلة له: «یا رسول الله إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة (هدية)، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك ، فقبله الرسول بين عينيه ودعا له قائلا: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة . (رواه مسلم).
ومن ذلك اليوم ارتبط أنس بن مالك بالرسول يلازمه معظم الأوقات، ولقد امتلأ قلبه بحب النبي ، وكان يقول: ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي (يقصد رسول الله ). وقد أحبت أسرة أنس رسول الله حبا شديدا، وكانت لأسرته في قلب رسول الله منزلة خاصة، فأمه أم سليم، وخالته أم حرام بنت ملحان، وعمه أنس بن النضر بطل غزوة أحد، وعمته الربيع بنت النضر.
صحب أنس النبي وكان يكتشف يوما بعد يوم جوانب من عظمته ، يقول أنس: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشرسنين فما قال لي أف قط وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته»، وقال أيضا: «كان رسول الله من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف الرسول، ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ومن هنا نفهم افتخار أنس بلقب خادم الرسول طوال حياته، فقد اقترب من الرسول الإنسان فيهرته شخصيته وتواضعه، وكان أنس يمتاز بقدرته على الكتابة، وهوما مكنه من أن يكون أحد كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام ، واشتهر أيضا بالعلم والفقه والتبحر في علوم الدين، وروى كثيرا من أحاديث الرسول ويعد أحد أكبر صحابة الرسول رواية للحديث النبوي الشريف، فقد روي عن النبي ما يزيد على : ( ۲۲۰۰) من الأحاديث، وروى عنه ما يزيد على : ( ۲۸۰) من الصحابة والتابعين.
توفي أنس بن مالك سنة: ( هـ ۹۱)، وهو يرجو من الله أن يجمعه يوم القيامة بالرسول صلى الله عليه وسلم ليقول له : يا رسول الله هذا خويدمك أنيس».