قصص الأنبياء

قصص دينية حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونشأته في مكة| الجزء الثاني

قصة اليوم هي استكمال للجزء الأول من حياة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حيث تناولنا فيها مولده ونشأته في سنوات عمره الأولى، واليوم نحكي لكم جانب من حياة النبي الكريم

ظل سيدنا محمد في مكة مع والدته السيدة آمنة بنت وهب بعدما أرجعته حليمة السعدية لها بعد خوفها من حادثة شق الصدر، وحينما بلغ محمد السادسة من عمره أخبرته أمه أنهم سيسافران إلى مدينة أخرى جميلة وتسمى المدينة وكان يعيش فيها كل اخوة السيدة آمنة، فرح سيدنا محمد كثيرا لأنه سيرى أهل والدته الذين يعيشون في المدينة، وصل سيدنا محمد ووالدته إلى المدينة وزاروا أهلهم الذين فرحوا كثيرا بمحمد، ثم قررت السيدة آمنة الرجوع إلى مكة، بعدها سافروا إلى مكة.

موت السيدة آمنة بنت وهب

وأثناء الطريق مرضت السيدة آمنة مرضا شديدا وكانت متعبة جدا وضعيفة، لذلك توفيت، حزن النبي محمد حزنا عميقا على موت والدته فقد كان يحبها كثيرا، ماتت السيدة آمنة في مكان يسمى الأبواء وهو في طريق سفرهم إلى مكة، وقد كان معهم خادمتهم أم أيمن فتولت الاهتمام بمحمد حتى وصلوا لمكة.

عبد المطلب جد النبي يرعاه

وحينما علم جده عبد المطلب بموت أمه تولى أمر رعايته وتربيته وكان يحب محمد جدا ومن علامات حبه لمحمد، أنه ذات يوم ذهب عبد المطلب إلى الكعبة وكانوا يضعون له فراشا أو سجادة لكي يجلس عليها وكان أبناء عبد المطلب يجلسون حوله، فجاء محمد وجلس على السجادة، فقالوا له قم انها لجدك عبد المطلب، فقال لهم لا اتركوه إنه ابني دعوه يجلس بجواري وكان يحب دائما أن يجلس محمد معه فيضع يده على ظهره وقال إنه محمد وسيكون له شأن عظيم.

وفاة عبد المطلب جد النبي

بلغ محمد الثامنة من عمره وعندها، مات جده عبد المطلب وحزن محمد مجددا لأنه كان يحب جده وأصبح وحيدا ثانية، واهتم به عمه أبوطالب الذي قد أوصاه عبد المطلب عليه قبل موته.

رعاية أبو طالب للنبي محمد

أخذ أبوطالب محمد ليعيش معه ومع أولاده وقد كان يحب محمدا أكثر من أبنائه، وكان لدى أبوطالب خراف كثيرة كان يجعل أبنائه ومحمد يأخذونها لكي تأكل وتشرب في أراضٍ بها ماء وزرع لتأكل وتشبع ثم يرجعون بها مرة أخرى وهذا كان يسمى برعي الأغنام. كبر محمد مع أبناء عمه أبوطالب، وحينما وصل لعمر الثانية عشرة قال لهم أبوطالب بأنه سيسافر بعيدا إلى بلاد الشام للتجارة فكان يبيع بضاعته في الشام ثم يشتري بضائع من هناك ثم يبيعها في مكة.

سفر النبي محمد مع عمه إلى الشام ونبوءة الراهب

وعندما علم محمد بسفر أبو طالب طلب منه أن يذهب معه، وكان أبوطالب محبا لمحمد ولم يكن يرفض له طلبا فوافق على سفر محمد معه، وسافر معهم آخرون من التجار، وكان سفرهم بعيدة فقرروا الوقوف والراحة بعض الوقت في مكان دائما مايزورونه عند سفرهم، وكان فيه رجل يدعى ” بحيري الراهب” ولم يكن يتحدث أبدا مع أحد، ولكن هذه المرة ظل يلف في المكان ويتفقد وجوه الناس وكأنه يبحث عن شخص ما، حتى وصل عند محمد ومسك يده وقال ” هذا الولد سيكون معلما للدنيا، هذا هو النبي الذي اختاره الله ليكون معلما للناس كلها” استغرب أبوطالب من كلامه وكذلك جميع الحاضرون وقالوا له كيف عرفت ذلك، فقال لهم أنا أعرف أوصاف النبي القادم وأعرف شكله كما أعلم علامة تكون موجودة في كتفه وهي علامة خاتم النبوة،  ثم سأل بحيري أبو طالب ماذا يقرب لك محمد؟ فأجابه بأنه والده، فقال له بحيري لا أنت لست والده، فرد عليه أبو طالب فعلا أنا عمه ولكن أهتم به وأرعاه مثل والده، ثم سأله بحيري وأين والده؟ أجابه أبو طالب بأنه مات وقد كان محمد في بطن أمه، قال بحيري هذا صحيح هذا ما أعرفه عن نبي الله المنتظر.

ماذا طلب الراهب من أبو طالب ؟

ثم طلب بحيري من أبو طالب طلبا غريبا فقال له اعتني جيدا بمحمد لأن اليهود إذا رأَوْه سيعرفون أنه النبي الذي اختاره الله فسيؤذوه كما آذوا أنبياء الله من قبل، أرجعه إلى مكة سريعا ولاتجعل أحد يراه .امتثل أبو طالب لكلام الراهب ورجع بمحمد سريعا إلى مكة رجع محمد مع أبو طااب إلى مكة وكان عنده وقتها ١٢ عاما وظل في بيت عمه وتربى مع أبناء عمه.

عبادة الأصنام في مكة

في مكة كان الناس يعبدون الأصنام التي كانت عبارة عن تماثيل مصنوعة من الحجر والخشب فكانوا يتخذونها أربابا ويدعون لها لقضاء حوائجهم ويقدمون لها القرابين تقربا منها، ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يعبد الأصنام أبدا وكان يجد أن الناس يفعلون الخطأ فكان يرى أنها حجارة وتماثيل لاتسمع ولاترى ولاتتكلم فكيف لها أن تنفع الناس، أما هو فكان يذهب ليرعى الغنم في الصباح ثم يرجع ويفكر في خلق هذا الكون من الذي خلقه بكل ابداع وعظمة، ومن الذي خلق كل هذه الناس فيقول لنفسه الخالق هو واحد وعظيم وقوي فقد كان بذلك يعبد الله مثلما كان يعبده سيدنا إبراهيم عليه السلام بمعنى أنه سلم وجه لله فلا يعبد شيئا ولامخلوقا إلا الله الذي خلقه وخلق كل الكون.

أميمة محمود

صحفية، وكاتبة مقالات وأخبار، وقصص قصيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button