إن الدين الإسلامي قد حباه الله عز وجل بالكمال في شتى مناحي الحياة ، فأخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال لنور الحق واليقين ، وبين جنبات فسحة هذا الدين العظيم ، يسعدنا أن نقدم لكم قصص دينية مكتوبة حقيقية ومؤثرة جدا لدرجة البكاء ، تابعوا معنا.
لا شيء أحسن من الإنسان:
- يحكى بأن أمير عباسي واسمه عيسى بن موسى ، كان يحب زوجته للغاية ، فقال لها في يوم من الأيام : أنت طالق لو لم تكوني أجمل من القمر!
- فقامت واحتجبت عنه زوجته وقال له : قد طلقتني ، ورفضت أن يقترب منها لأنه لا يحل لها ! فلما أتى الغد ذهب للمنصور ، وقص عليه القصة وقال له : يا أمير المؤمنين لو فعلاً حدث الطلاق فسوف تتلف نفسي غماً ، وسوف يكون الموت أحب إلي من هذه الحياة!
- وظهر لأمير المؤمنين المنصور منه جزع شديد ، فقام بإحضار عدد من الفقهاء واستفتاهم في أمره ، فقال كل من حضر ، بالفعل قد حدث الطلاق يا أمير المؤمنين ، إلا واحد فقط من أصحاب أبي حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه ، فقد سكت ، فقال له أمير المؤمنين المنصور : ما لك لا تتحدث؟
- فقال الفقيه صاحب أبي حنيفة : { بسم الله الرحمان الرحيم * والتين والزيتون * وطور سنين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } ، فليس هناك أي شيء في هذا الكون أحسن من الإنسان!
- فالتفت أمير المؤمنين المنصور لعيسى بن موسى وقال له : قد فرج الله عز وجل عنك ، والأمر كما قال ، اذهب وأقم على زوجتك.
إن عفوت فلا نظير لك:
في زمن من الأزمنة ووقت من الأوقات قال الخليفة المأمون لإبراهيم بن المهدي الذي كان مذنباً : إني شاورت بخصوصك ، فنصحوني بقتلك ، ولكنني وجدت قدرك فوق ذنبك ، فكرهتك أن أقتلك للازم حرمتك ، فرد عليه إبراهيم بن المهدي :
يا أمير المؤمنين ، من أشار عليك بقتلي فقد أشار بما جرت به العادة بالسياسة ، إلا أنك رفضت أن تطلب إلا من حيث ما عودته من العفو ، فلو عاقبت فلك نظير ، ولو عفوت فلا نظير لك ، وقام وأنشد وقال :
- البر بي منك وطّا العذر عندك لي * فيما فعلت فلم تعذل ولم تلم
- وقام علمك بي فاحتج عندك لي * مقام شاهد عدل غير متهم
- لئن جحدتك معروفا مننت به * إني لفي اللؤم أحظى منك بالكرم
- تعفو بعدل وتسطو إن سطوت به * فلا عدمتك من عاف ومنتقم
بين الجارية والحجاج:
في عهد الأمويين ، كتب عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف الثقفي يقول له : أن ابعث إلي أسلم بن عبد البكري ، لما بغني عنه ، فقام الحجاج بن يوسف بإحضاره ، فقال له الرجل : أيها الأمير أنت الشاهد وأمير المؤمنين هو الغائب ، وقد قال الله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } ، إن ما قد وصله لباطل ، وإني أعيل 24 امرأة ليس لهن معيل سواي بعد الله عز وجل ، وهن موجدات بالباب.
فأمر الحجاج بن يوسف الثقفي بإحضار النسوة ، فلما حضرن بين يديه قالت إحداهن : أنا خالته ، وقالت الأخرى : أنا عمته ، وقالت ثالثة : أنا زوجته ، ورابعة : أنا امرأته ، وتلك : ابنته ، وتقدمه له جارية في سن الـ8 أو الـ10 سنين ، فقال لها الثقفي : من أنت يا فتاة ؟ فردت عليه : أنا ابنته ، ثم قالت للحجاج : أصلح الله عز وجل الأمير وجثت على ركبتيها وأنشدت تقول أمام الحجاج :
- أحجاج لم تشهد مقام بناته * وعماته يندبنه الليل أجمعا
- أحجاج كم تقتل به إن قتلته * ثمانا وعشرا واثتين وأربعا
- أحجاج من هذا يقوم مقامه * علينا فمهلا إن تزدنا تضعضعا
- أحجاج إما أن تجود بنعمة * علينا وإما أن تقتلنا .. معا
فبكى الحجاج بن يوسف الثقفي بكاءاً شديداً ، وقال لها : والله لا أعنت عليكن ولا زدتكن تضعضعا ، وبعدها أرسل خطاباً لأمير المؤمنين وقتها عبد الملك بن مروان بما قال الرجل ، وبما قالته ابنته ، فرد عليه أمير المؤمنين وأمره بإطلاق سراحه وحسن صلته وبالإحسان إلى تلك الجارية وأن يتفقدها كلما استطاع.
قصص قصيرة مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : قصص الانبياء مكتوبة
للمزيد يمكنك قراءة : قصص دينية مؤثرة
للمزيد يمكنك قراءة : قصص وعبر واقعية