قصص دينيه قصيره ومؤثره قصة وأسلم الأسير بقلم يحيي بشير حاج يحيي
قصة وأسلم الأسير قصة جميلة من اجمل قصص دينيه قصيره ومؤثره حدثت في عهد رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم، ننقل لكم هذه القصة من خلال موقع احلم بقلم : يحيي بشير حاج يحيي .
قصة وأسلم الأسير
لم يكن ثمامة بن آثال يتصور أن تصل جيوش محمد صلي الله عليه وسلم الي بلاده، ولم يكن يتوقع ان يقع اسيراً في ايديهم فبينه وبينهم عداوة شديدة فهو قد قتل عدداً من المسلمين وجهز جيشاً لمحاربة النبي عليه الصلاة والسلام .
ولم يكن الذين أسروه يعرفونه وكل ما عرفوه عنه انه مشرك كان قاصداً مكة قادماً من بلاد نجد، واخذ ثمامة الي المدينة وربط بإحدي السواري في المسجد وحين رآه النبي صلي الله عليه وسلم عرفه فأرسل له الطعام وأمر أصحابه بالإحسان إليه. ثم جاءه وقال له: ما عندك يا ثمامة؟ قال ثمامة: عندي خير – يا محمد – فإن تقتلوني تقتلوا رجلا، قتل من أصحابكم، ولكن عليه دم! وإن تتركوني فستجدونني مقدرة لهذا العمل، وإن كنتم تريدون المال فاطلبوا ما شئتم منه. ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان ينتظر أن يسمع غير ذلك منه، أن يدخل في الإسلام، ويتبرأ من الشرك.. فتركه ومضى.
ثم جاءه مرة أخرى، ويرد ثمامة الرد نفسه، حتى كانت المرة الثالثة، وثمامة يرى كيف يفعل المسلمون؟ وكيف يتعاملون؟ ويسمع آيات الله تتلى، وينظر إلى تأدب الصحابة مع نبيهم – جاء النبي وقال له مثل ماقال في المرتين السابقتين، ويجيب ثمامة الجواب نفسه! إن تقتلونی تقتلوا رجلا قتل منكم من قبل، وإن تعفوا تعفوا عن رجل يقدر معنی العفو، وإن تطلبوا ما أعطكم ما تسالون – فالتفت النبي – صلى الله عليه وسلم الي اصحابه واشار اليهم أن يفكوا وثاقه ويطلقوه .
واصبح ثمامة حراً يفعل ما يريد فأمسك بزمام ناقته ومضي وهو لا يكاد يصدق حتي غاب عن الانظار انطلق ثمامة الي مكان قريب من المسجد كثير الشجر فيه ماء ونخيل فأناخ راحلته واستتر عن أعين الناس وخلع ثيابه واغتسل وما هو إلا بعض الوقت حتي عاد فنزل عن الناقة وقال : اشهد ان لا إله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله. ووجه كلامه إلى الرسول الكريم وهو يقول: يا محمد! والله ما كان على ظهر الأرض وجه أبغض إلي من وجهك؟ والله لقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلى! والله ما كان دین أبعض إلى من دينك؟! فأصبح دينك أحب الدين كله إلى! ووالله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلى… وهناه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإسلامه ومضى ثمامة إلى مكة، فطاف حول الكعبة وهو يردد كلاما لم يسمعه أهل مكة من قبل، فغضبوا | وهموا بقتله؛ فقال بعضهم: ويحكم؟ لا تفعلوا فإنه سيد في قومه، وإنما ياتيكم القمح من بلاده، ولكن انتظروا حتى نسأله، فقالوا: يا ثمامة! أتركت دينك؟ إن ما فعلته ليس من دينك الذي نعرفه؟! قال ثمامة: لقد أسلمت، وآمنت بمحمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وإني اقسم بالله إنه لا يأتيكم من قمح اليمامة حبة الا باذن رسول الله .
ثم تركهم ومضي وعندما وصل الي قومه أمرهم أن يمنعوا القمح عن اهل مكة وقام مع عدد منهم فقطع طريق القوافل القادمة اليها واشتد الامر عليهم واصبحوا في هم كبير، وفكروا كثيراً كيف يخرجون من هذه المصيبة فإن ثمامة مصمم علي قطع طريق قوافلهم ومنع القمح عنهم، فقال قائل منهم : إنه لا يخرجكم من هذا المأزق ولا يرفع عنكم هذه الشدة إلا محمد فصرخوا في صوت واحد! محمد؟! ويحك! انظر ماذا تقول فليس هناك بيننا وبين أحد كالعداوة التي بيننا وبينه، لقد أخرجناه من مكة، وأذينا أصحابه، ونحن معه في خصومة شديدة، هل نسيت ما جرى بيننا وبينه في معركة بدر وأحد وغيرهما؟ أتريد أن تشمته بنا؟ سكت الرجل، فقام آخر وقال: يا قوم الا تتعجلوا فأنا أدبر هذا الأمر، قالوا: كيف؟؟ قال: إن محمدا لا يرضى أن يموت الأطفال جوعا، وأن يجيع ثمامة أهل مكة وفيها من أقربائه وعمومته.
قال الرجل الأول صاحب الفكرة وقد تشجع ووجد من يؤيده، فلنكتب له كتابا بذلك.. فكتبوا رسالة حملها واحد منهم، ومضى بها إلى المدينة المنورة، وفي المدينة فتح أحد الصحابة الرسالة بأمر رسول الله وقرأها، فرق قلب النبي – صلى الله عليه وسلم وأمر أحد أصحابه أن يكتب كتابة ويرسله إلى ثمامة ليخلی سبيل لقوافل، وليسمح للقمح أن يصل إلى مكة… ووصل الكتاب إلى ثمامة فقال: سمعا وطاعة يا رسول وبدأ القمح يصل إلى أهل مكة وانتعشت النفوس، وأكل الجائعون ومر صاحب الفكرة على جمع من الناس قرب الكعبة وقال: ما أعظم محمدا ! أسأنا إليه وأحسن إلينا، وقد كان فينا الصادق الأمين، وهو اليوم الرحيم العطوف.