يسعدنا ان نحكي لكم اليوم قصة من قصص القرآن الكريم وهي قصة الملكة بلقيس ونبي الله سليمان عليه السلام، ننقلها لكم في هذا المقال من موقع احلم بقلم : عزة احمد محمد حامد وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
الملكة بلقيس
في بلاد اليمن كانت توجد مملكة تسمي سبأ تحكمها ملكة اسمها بلقيس وكان لها قصر عظيم وكان لهذه الملكة كرسي تجلس عليه للحكم ( عرشها ) وكان مزخرفاً بأجمل أنواع الجواهر .
وذات يوم مر هدهد سيدنا سليمان السلام بهذه البلاد فوجد الملكة وقومها يسجدون للشمس من دون الله فتوقف ليشاهد هذا المنظر وتأخر عن العودة لنبي الله فسأل سيدنا سليمان عن الهدهد فلم يجده وتوعده بالعقوبة الشديدة إذا لم يأت بسبب مقنع لغيابه. وعندما حضر الهدهد أخبر سيدنا سليمان السلام بما رأى وأنهم يتركون عبادة الله وهو الرزاق ورب العرش العظيم.
فبعث سيدنا سليمان السلام الهدهد بكتاب إلى بلقيس وقومها فحمله الهدهد ودخل القصر والقاه بين يديها فأذهلها ذلك فقرات الكتاب وأمرت باجتماع للوزراء وقالت لهم إني جاءني خطاب كريم من سليمان فقالت أفتوني في أمري، فقالوا جميعا: نحن أقوياء وأشداء فبماذا تأمرين؟ فقالت لا داعي للحرب، سترسل له بهدية حتى نستطيع أن ندخل مملكته ونعرف مدى قوته. أيام قليلة ووصلت الهدايا إلى سيدنا سليمان لا وكان يحملها أحد وزرائها وكانت من الذهب والمجوهرات فقال لهم نبي الله ارجع بهديتك لقد أنعم الله علي بخير من ذلك.
وانصرف الوزير وحدثها بما رأى من عظمة ملك سليمان، فقررت أن تذهب إليه بنفسها .. وذات يوم قال سيدنا سليمان عليه السلام لمن حوله : ” قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) صدق الله العظيم .
قال الذي عنده علم ” أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ” فلما رمش سليمان بعينيه وجد عرش بلقيس موجوداً امامه يراه بعينيه فقام وقال هذا من فضل ربي، ثم امر نبي الله أن يغيروا من معالم عرش بلقيس ليختبرها عند زيارتها له .
فلما جاءت سألها سيدنا سليمان : أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو، ودهشت كيف يكون هو وقد تركته في مملكتها. وأراد نبي الله أن يريها عجيب قدرة الله فأمرها أن تدخل قصرا كان قد أمر الجن ببنائه من الزجاج فوق سطح البحر. فلما دخلت ورات الماء والسمك الملون وبعض المخلوقات المائية لم تر الزجاج فظنت أنها ستخوض البحر، فقامت وكشفت عن ساقيها كي لا تبتل ثيابها فقال لها إنه صرح ممرد من الزجاج الشفاف فوق سطح الماء وهنا أدركت أن سلیمان نبي الله ، قال تعالي : قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) صدق الله العظيم .
