قصص وعبر دينيه بعنوان ماذا قال هدهد حسان عن شهر رمضان
قصة جميلة تحتوي علي معلومات دينية مفيدة ومميزة لجميع الاعمار ننقلها لكم في هذا المقال من خلال موقع احلم من موضوع قصص وعبر دينيه استمتعوا معنا الآن بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .
ماذا قال هدهد حسان عن شهر رمضان
حين زارني حسان بن ثابت شاعر الرسول صلي الله عليه وسلم ليلة أمس في المنام قال لي : قم الآن من مضجعك يا من تدعي الشعر والكتابة، فها هو رمضان قد اقبل فماذا اعددت لرمضان ؟ وماذا اعد رمضان لك ؟ ثم لم يلبث أن عنفني علي تكاسلي واسمعني بيتاً لكعب بن زهير لا تزال تردده العصور : إن الرسول لنور يستضاء به … مهند من سيوف الله مسلول .
فاستيقظت من نومي مستبشراً وهرعت للقلم والقرطاس ولكني لم استطع الكتابة فقلت في نفسي لعل هاجسأ قد أوحى لي بذلك، ثم كان ليل اليوم الثاني فعاودني طيف حسان، وكان غاضبا إلا أنه ظل يردد على مسامعي قول لبيد بن ربيعة ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل ثم مسح على رأسي وقال: أنت تعرف ماذا أريد منك، فخذ الحكمة من هدهد حسان ، وما رآه في شهر رمضان على مر العصور والأزمان.
فماذا حكى «هدهد حسان » حين جاءني في المنام؟ وهل سيحكي لي مثلما حكى الهدهد من قبل لسليمان عليه السلام عن عرش بلقيس .
قال الهدهد : منذ أكثر من قرن من الزمان كنت أطوف البلدان فمررت بحلقة من الرجال يتوسطهم رجل يقال له «محمد بن أبي بكر عبدالقادر الرازي ، وكان مهاب الطلعة، يمسك بيده كتاب ألفه واسمه «مختار الصحاح فسمعت أحدهم يسأله قائلا: ما رمضان يا شيخ؟ فتبسم الرجل وقال، الرمض بفتحتين شدة وقع الشمس على الأرض، والأرض رمضاء، وفي الحديث: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى»، أي إذا وجد الفصيل حرالشمس من الرمضاء، يذكر في المختار صلاة الضحى تلك الساعة، وأرمضته الرمضاء أي أحرقته، وشهر رمضان جمعه رمضانات، وقيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك ولقد كرم الله هذا الشهر بأن انزل القرآن فيه مصداقاً لقوله تعالي في الآية 185 من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) فسررت من قوله وواصلت المسير الي بلاد الشام .
مدفع الإفطار
ويكمل الهدهد حديثه ولكنه كان هذه المرة خائفاً ورجلاً يقول : ما أن حط جناحاي على قمة هضبة المقطم عند الغروب. حتى شعرت بأن الأرض قد ارتجت من تحتي، وسمعت رجلا يقول: «مدفع الإفطار… اضرب ثم سمعت صوت مدفع ينطلق فيحدث جلبة هائلة، فظننت أن زلزالا قد حدث فطرت مسرعا لأستطلع الخبر، فعرفت أن والي مصر محمد علي باشا الكبير قد اشترى عددا كبيرا من المدافع الحربية، وفي هذا اليوم كان يجري استعدادات لإطلاق هذه المدافع. كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع متزامنا مع وقت إفطار الصائمين، فظن المصريون أن الوالي قد استحدث تقليدا جديدا فارتاحوا لذلك، وذهب العلماء ورجال الدين إلى الوالي يستسمحونه في أن يستمر ذلك الأمر فوافق، إلا أنني استمعت إلى قول آخر يقول: «إن المدفع قد ارتبط اسمه بامرأة يقال لها الحاجة فاطمة ، وكانت زوجة للوالي العثماني خوشقدم ، وكان الوالي يختبر أحد المدافع التي جاءته من صديق الماني ، وكان ذلك وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن الوالي قد استحدث هذا التقليد فذهب إليه العلماء فلم يجدوه، فقابلوا زوجته، فنقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، ومن يومها أصبح يطلق عليه اسم الحاجة فاطمة ويعقب الهدهد على ذلك بقوله : ولقد رأيت بعد ذلك أن هذه العادة قد انتقلت إلى دول عربية عدة مثل الإمارات والكويت وسوريا وغيرها.