شعرشعر حب

قصيدة “أحبك جداً” – نزار قباني كاملة

قصيدة “أحبك جداً” ليست فقط كلمات حب، وإنما تجربة شعورية مكتملة كتبها الشاعر السوري نزار قباني، الذي كان يُعرف أنه صوت العاشقين ومفجر ثورة الإحساس في الشعر العربي الحديث. كتبها بقلب مشحون بالحب والحنين والتمرد على واقع العاطفة الممنوعة، لتخرج لنا كأحد أجمل نصوص الحب التي لامست القلوب في الوطن العربي وخارجه. تحمل القصيدة اعترافا صادقا بشهوة مستحيلة ولكن باقية فيها وابقها، وأما كأنها تقول للعالم أن الحب الصادق لا يحتاج إلى وفاة سعيدة ليصبح خالداً.

أحبك جداً
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديل

وأعرف أن زمان الحنين انتهى
ومات الكلام الجميل
في ست النساء، ماذا نقول؟
أحبك جداً

وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ، وغيمٌ، وبرقٌ، ورعدٌ، وثلجٌ، ونار
وأعرف أن الوصول إليك انتحار

ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر

أحبك جداً
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورائي
وأركض، أركض، خلف جنوني

أيا امرأة، تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله، لا تتركيني
لا تتركيني
فما أكون أنا إن لم تكوني؟

أحبك جداً
وجداً، وجداً
وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا؟

وما همني
إن خرجت من الحب حياً
وما همني
إن خرجت قتيلا

 

كانت قصيدة “أحبك جداً” حادة في التعبير العاطفي لِنزار قباني، حيث خلط فيها بين الحب والحرمان، وعشق الخذلان، دون أن يضيع صدقه أو عمق مشاعره. هي قصيدة تحتوي كل ما يمكن أن يشعر به إنسان أحب بصدق ولم يملك حبيتة، لكنها أيضاً قصيدة تقدم القارئ القوة ليعترف بحبه، ولو كان ذلك الحب مستحيلاً. ولذلك استمرت هذه الكلمات بالحياة، تتداولها الأجيال، وتجد فيها الأرواح التائهة ملجأ وراحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى