إن من آيات الله البينات عن بيت الله الحرام ما ورد بالقرآن عن مناجاة نبي الله إبراهيم عليه السلام ، ودعاءه لرب العزة جل في علاه : {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} ، واستجاب سبحانه لنبيه إبراهيم الدعاء ، وأمره أن يؤذن في الناس بالحج : {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}.
ومذ هذا التوقيت والقلوب يستبد بها هوى جارف ، وشوق جميل لبيت الله الحرام ، في كل الأوقات والعصور ، حيث يستولى على القلوب ظمأ شديد ، وعطش غلاب ، يطالبها بالمزيد والمزيد من الري ، وبأضعاف من الارتشاف ، وقد قيل في الحج وفي بيت الله الحرام الكثير من القصائد والأشعار الرائعة والمؤثرة ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم متابعينا موضوع بعنوان قصيدة عن الحج واقتباسات من أقوى ما جاد به الشعراء.
قصيدة عن الحج:
أيا عذبات البان من أيمـن الحمـى *** رعى الله عيشا في ربـاك قطعنـاه
سرقناه من شرخ الشباب وروْقـه *** فلما سرقنا الصفو منـه سُرقنـاه
وجاءت جيوش البين يقدمها القضا ***فبـدد شمـلا بالحجـاز نظمـنـاه
حرام بـذي الدنيـا دوام اجتماعنـا *** فكم صرمت للشمل حبـلاً وصلنـاه
فيا أين أيام تولـت علـى الحمـى *** وليل مع العشـاق فيـه سهرنـاه
ونحن لجيـران المحصـب جيـرة *** نوفي لهم حسـن الـوداد ونرعـاه
ونخلو بمن نهوى إذا رقـد الـورى *** ويجلو علينـا مـن نحـب محيـاه
فقـرب ولا بعـد وشمـل مجمـع *** وكأس وصـال بيننـا قـد أدرنـاه
فهاتيـك أيـام الحيـاة وغيـرهـا *** ممات فياليت النـوى مـا شهدنـاه
فيا ما أمر البين ما أقتـل الهـوى *** أما يا الهوى إن الهنا قـد سلبنـاه
فـو الله لـم يبـق الفـراق لـذاذة *** فلو مـن سبيـل للفـراق فرقنـاه
فأحبابنا بالشوق بالحـب بالجـوى *** لحرمة عقـد عندنـا مـا حللنـاه
لحـق هوانـا فيـكـم وودادنــا *** لميثاق عهد صـادق مـا نقضنـاه
أعيـدوا لنـا أعيادنـا بربوعكـم *** ووقت سرور في حماكـم قضينـاه
فما العيش إلا ما قضينا على الحمى *** فداك الذي من عمرنا قـد عددنـاه
فياليت عنا أغمض البيـن طرفـه *** ويا ليـت وقتـا للفـراق فقدنـاه
وترجع أيام المحصـب مـن منـى *** ويبـدو ثـراه للعيـون حصـبـاه
وتسرح فيه العيـس بيـن ثمامـة *** وتستنشق الأوراح نشـر خزامـاه
ونشكو إلى أحبابنـا طـول شوقنـا *** إليهـم ومـاذا بالفـراق لقيـنـاه
فلا كانـت الدنيـا إذا لـم يعاينـوا *** هم القصد في أولى المشوق وأخراه
عليكم سلام الله يا ساكني الحمـى *** بكم طاب رياه بكـم طـاب سكنـاه
وربكـم لـولاكـم مــا نــوده *** ولا القلب من شـوق إليـه أذبنـاه
أسكان وادي المنحنـى زاد وجدنـا *** بمغنى حماكم ذاك مغنـى شغفنـاه
نحنّ إلـى تلـك الربـوع تشوقـاً *** ففيها لنـا عهـد وعقـد عقدنـاه
ورب يرانا مـا سلونـا ربوعكـم *** وما كان من ربع سـواه سلونـاه
فيا هل إلى ربع الأعاريـب عـودة *** فـذاك وحـق الله ربـع حببـنـاه
قضينا مع الأحبـاب فيـه مآربـا *** إلى الحشر لا تنسى سقى الله مرعاه
فشدوا مطايانا إلـى الربـع ثانيـا *** فإن الهوى عن ربعكم مـا ثنينـاه
للمزيد يمكنك قراءة : شروط الحج والعمرة وأركانهم وواجباتهم
من روائع بن القيم:
فَلِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ مُهَرَاقَةٍ
وَأُخْرَى عَلَى آثَارِهَا لا تَقَدَّمُ
وَقَدْ شَرِقَتْ عَيْنُ الْمُحِبِّ بِدَمْعِهَا
فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ الدُّمُوعِ وَيَسْجُمُ
وَرَاحُوا إِلَى التَّعْرِيفِ يَرْجُونَ رَحْمَةً
وَمَغْفِرَةً مِمَّنْ يَجُودُ وَيُكْرِمُ
فَلِلَّهِ ذَاكَ الْمَوْقِفُ الأَعْظَمُ الَّذِي
كَمَوْقِفِ يَوْمِ الْعَرْضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ
وَيَدْنُو بِهِ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ
يُبَاهِي بِهِمْ أَمْلاكَهُ فَهْوَ أَكْرَمُ
يَقُولُ عِبَادِي قَدْ أَتَوْنِي مَحَبَّةً
وَإِنِّي بِهِمْ بَرٌّ أَجُودُ وَأُكْرِمُ
فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ
وَأُعْطِيهِمُ مَا أَمَّلُوهُ وَأُنْعِمُ
فَبُشْرَاكُمُ يَا أَهْلَ ذَا الْمَوْقِفِ الَّذِي
بِهِ يَغْفِرُ اللَّهُ الذُّنُوبَ وَيَرْحَمُ
فَكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فِيهِ كَمَّلَ عِتْقَهُ
وَآخَرُ يَسْتَسْعِي وَرَبُّكَ أَكْرَمُ
مناجاة مؤثرة:
إلـيــك إلــهـــي قـــد أتـيـت مُـلـَبـيــــــاً *** فـبــارك إلــهـــي حـجـتـي ودعائيــا
قـصـــدتـــك مـضــطـــراً وجـئـتــك باكيـاً *** وحـاشـاك ربـي أن تــرد بـكـائـيــــــا
كـفــانـي فـخــراً أنــنـــي لـك عـــابــــد *** فـيـافـرحـتي إن صرت عبداً مواليـــا
إلـهــي فـأنـــت الله لا شــيء مـثــلــه *** فأفـعـــم فــؤادي حـكـمــة ومـعـانيــا
أتـيــت بــلا زاد، وجــودك مـطـعـــمــي *** وما خـاب مـن يهفو لجودك ساعيــا
إلــيـــك إلهـــي قـــد حـضــرت مـؤمــلاً *** خــلاص فــؤادي مــن ذنوبي ملبيــا
وكيف يـرى الإنسـان فـي الأرض متعة *** وقد أصبح القدس الشريف ملاهيــا
يــجـــوس بـــه الأنـذال مـن كـل جانب *** وقد كـان لـلأطـهــار قـدسـاً وناديــــا
مـعـالــم إســـراء، ومـهـبــط حـكـمــــة *** وروضــــة قـــرآن تــعــطــر واديــــــــــا
للمزيد يمكنك قراءة : كم حجة حجها الرسول
كلمات مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : الادعية المستحبة في العمرة والحج
إن الحج هو خامس ركن من أركان الإسلام ، فهو فرض على كل من استطاع إليه سبيلا ، وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد صولنا إلى ختام مقال الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه عن قصيدة عن الحج واقتباسات من أقوى ما جاد به الشعراء ، جمعنا لكم كم كبير جداً من الأشعار والقصائد والمناجاة التي تحمل بين طياتها معاني عظيمة جداً ، وقد أرفقنا لكم أربعة فقرات مؤثرة ، وضعنا في أول فقرة منهم قصيدة عن الحج ، وفي ثاني فقرة وضعنا مجموعة من روائع ابن القيم ، وثالث فقرة دارت بعنوان مناجاة مؤثرة ، وختمنا كلامنا بفقرة كلمات مصورة.