يتم تعريف قضاء الصيام في اللغة على أنه الحكم ، والأداء ، وفي الاصطلاح يعني أن يفعل الأمر الواجب بعد فوات وقته ، ويتم تعريف قضاء الصوم على أنه صوم المسلم المكلف الأيام التي أفطرها بشهر رمضان المبارك بعد انقضائه ، ويجب على العبد المسلم أن يعلم أن فوات العبادة الواجبة ليس بالأمر البسيط والهين ، لما يترتب على ذلك من إثم لو كان فواتها بغير عذر ، فهي متعلقة في ذمته ، وقضاؤها واجب باتفاق العلماء جميعهم ، سواءً كان فواتها خطأ ، أم سهواً ، أم عمداً بعذر ، أو بغيره ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر على قضاء الصيام بعد سنوات وحكم تأخير الصيام ، فتابعوا معنا.
حكم تأخير القضاء لسنوات:
- لقد ذهب العلماء للقول بوجوب قضاء الصوم لمن أفطر في شهر رمضان قبل أن يأتي رمضان الذي يليه ، وقد استدلوا بما أورده الإمام البخاري ، عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ، أنها قالت : [كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ] ، وهذا لأن التأخير بالقضاء بغير عذر يعتبر تهاون ، وتساهل لا يحل ، وهو يلزم التوبة لله عز وجل.
- وتشترط في المكلف القدرة على هذا القضاء ، وزوال المعاذير مثل : السفر ، والمرض ، فمن مرض في شهر رمضان واستمر مرضه حتى مات ، فليس عليه قضاء ، لموته قبل قدرته على القضاء ، ولو أوصى أن يطعم عنه ، فإنه وصيته تنفذ من ثلث ماله ، مع أن الإطعام ليس ملزماً به.
- أما من شفي من مرضه وقد تمكن من القضاء ، وبعدها وافته المنية قبل ذلك ، فقد وجب عليه أن يوصي بالإطعام عنه ، وذلك لأن القضاء واجب بحقه ، إلا أنه عجز عنه بتقصير منه ، فيصبح الواجب إلى بديله ألا وهو الفدية ، ويعتبر الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم ممن يتحول الواجب في حقه من القضاء للفدية أيضاً.
وقد أوضح أهل العلم أن تأخير قضاء صوم شهر رمضان حتى مجيء شهر رمضان التالي لا يخلو من إحدى حالتين ، ببيانهما فيما يلي :
- الحالة الأولى : أن يكون التأخير بعذر كمن مرض في شهر رمضان ، واستمر معه هذا المرض حتى رمضان التالي ، فليس عليه إثم في التأخير ، ولكن عليه أن يقضي فقط ، لقول الله عز وجل : {ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} ، وأيضاً الحال في من كان صحيح لا يشكو المرض ، أو أصبح مقيم بعد أن كان مسافر بعد انقضاء شهر رمضان إلى أن دخل شهر شعبان ، ثم مرضه كله ، أو سافر فيه ، حيث يلزمه القضاء فقط ، حيث إن تأخيره لشهر شعبان جائز في حقه ، وهو لم يكن يعلم بما سوف يحدث له.
- الحالة الثانية : أن يكون التأخير بدون عذر ، كمن كان بإمكانه أن يقضي ففرط فيه حتى دخل شهر رمضان التالي ، فهو يأثم بتأخيره ، ويلزمه الفدية والكفارة.
للمزيد يمكنك قراءة : مكروهات الصيام وسبب الكراهية
كفارة عدم قضاء صيام شهر رمضان:
إن الفقهاء متفقون على استحباب المبادرة بفضاء ما فات العبد المسلم من صوم في شهر رمضان ، وذلك لأن القضاء الواجب واجب تنشغل به ذمة المكلف ، وقد ذهب العديد من العلماء إلى ترتب الإثم على من أخر قضاء شهر رمضان حتى حل رمضان الذي يليه بدون عذر ، وقد تعددت أقوالهم في لزوم الفدية عليه ، وتوضيح المسألة فيما يلي :
- جمهور أهل العلم : لقد قال جمهور أهل العلم من المالكية ، والشافعية ، والحنابلة بلزوم الفدية ، وقد استدلوا في قولهم هذا بفعل بعض الصحابي رضوان الله عليهم أمثال : ابي هريرة ، وعبد الله ابن عباس ، وتكون الفدية من خلال إطعام مسكين عن كل يوم أفطره.
- أبو حنيفة : أفتى بعدم لزوم الفدية ، وقد استدل في قوله هذا بأن الله عز وجل أمر بالقضاء ، ولم يذكر الإطعام في قوله سبحانه : {ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} ، ويجوز إخراج قيمة الطعام نقوداً ، وذلك لأن المقصود من الإطعام هو سد حاجة المسكين ، وذلك حاصل بالطعام ، وبقيمته ، وتحدد قيمة الإطعام بسعر المقدار اللازم إخراجه.
للمزيد يمكنك قراءة : كفارة الصيام للمريض بمرض مزمن
أحكام مصورة متعلقة بالصيام:
للمزيد يمكنك قراءة : هل القيء يبطل الصيام ويفطر