قلب الانسان من آيات الرحمن في الجسم معلومات علمية رائعة بقلم : د. محمد مصطفي السمري
القلب مضخة عضلية مجوفة كمثري الشكل في حجم قبضة اليد يكمن في الجهة اليسرى من صدر الإنسان، وزنه نحو ۳۲۰ جراما فقط، ومع صغر حجمه وضآلة وزنه إلا أنه أقوى عضلة في الجسم على الإطلاق وأكفأ مضخة في الوجود ، ولا عجب، فهو يضخ من الدماء نحو 7 آلاف لتر يوميا لمسافة تصل إلى 96 الف کیلومتر داخل الأوعية الدموية بالجسم، أي أكثر من ضعف مسافة الدوران حول الكرة الأرضية وأكثر من عشرة أضعاف طول نهر النيل أطول أنهار العالم، والجهد الذي يؤديه القلب يوميا يكفي لرفع الجسم رأسيا إلى مسافة كيلو متر ونصف الكيلو، والجهد الذي يقوم به قلب رجل عاش إلى سن السبعين يوازي الطاقة التي تستطيع أن ترفع أكبر بارجة من الماء .
الدورة الدموية
والقلب هو العضو الرئيسي في الدورة الدموية، ويقع في وسط الصدر فوق الحجاب الحاجز وبين الرئتين وخلف عظمة القص، ويتكون من أربع غرف، غرفتان علويتان هما الأذينان الأيمن والأيسر وحجرتان سفليتان هما البطينان الأيمن والأيسر، ويوجد صمام بین كل أذين وبطين يسمح بمرور الدم في اتجاه واحد فقط من الأذين إلى البطين وليس العكس، كما يوجد صمام في أول الشريان الأورطي والأبهر، وصمام أخرفي أول الشريان الرئوي يمنع رجوع الدم للقلب مرة ثانية عند انبساطه وتغذي عضلة القلب أوعية تاجية ، فلو سد فرع منها سبب ما نطلق عليه أزمة قلبية ولكل غرفة من غرف القلب وظيفة خاصة، فالأذين الأيمن يتلقى الدم غير النقي والحمل بثاني أكسيد الكربون والنفايات من كل أجزاء الجسم عن طريق الوريدين الأجوف العلوي والسفلي، والبطين الأيمن يدفع هذا الدم غير النقي إلى الرئتين لتنقيته عن طريق الشريان الرئوي، والأذين الأيسر يتلقى الدم النقي والمحمل بالأكسجين والغذاء من الرئتين، والبطين الأيسر يدفع الدم النقي إلى كل أعضاء الجسم عن طريق الشريان الأورطي أكبر شرايين الجسم قاطبة. وتستمر دورة الدم من القلب إلى الرئة ثم تعود إلى القلب خلال 6 ثوان، والدم الذاهب إلى المخ يعود إلى القلب في 8 ثوان، بينما يعود الدم الذاهب إلى القدمين في ۱۸ ثانية نظرا لطول المسافة، وتدور خلية الدم الواحدة في الدورة الدموية نحو 3 ألاف مرة في اليوم الواحد.
ضربات القلب
ويتميز القلب بانقباضه وانبساطه الدائمين وهوما نسميه عادة النبض ، والقلب ينبض باستمرار وبانتظام دون إرادة صاحبه، فلو أمرت قلبك بالتوقف، لن يهتم بأوامرك، لأن عمل القلب مرتبط بمشيئة الله سبحانه وتعالى في خلقه، ونبضات القلب أساسية لحياة الإنسان، لأنها مصدر دوران الدم، وتوقفها يعني الموت. وثمة علاقة عكسية بين حجم الجسم وعدد نبضات القلب، فكلما زاد الحجم قلت أعداد النبضات والعكس صحيح، فقلب الإنسان البالغ الكبيرينبض ۷۰ مرة في الدقيقة، أما قلب الطفل الصغير فينبض ۱۳۰ مرة في الدقيقة، وبينما نجدها عند الفيل ۲۵ مرة في الدقيقة فقط، ونجدها عند الفأر أكثر من ۷۰۰ مرة في الدقيقة، وعند عصفور الكناري ۱۱۰۰۰ مرة في الدقيقة.
كما أن نبضات القلب تزداد عند ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الإصابة بالحميات، وعند الخوف أو الخطر أو الانفعال… وتقل سرعتها وتصل إلى معدلها الطبيعي عند الاطمئنان والراحة وفي أثناء النوم، ومن هنا ننصح بتجنب الأسباب المؤدية إلى مرض القلب، فيجب الامتناع عن التدخين، وتحاشي السمنة، والإجهاد المفرط، وتجنب أسباب ارتفاع ضغط الدم، مع ممارسة الرياضة بانتظام.
فهل رأيت مضخة أو آلة تعمل بهذه الكفاءة وبهذا النظام لهذه الفترة الزمنية الطويلة بكل المقاييس سبحان الخالق المعبود، مضخة تعمل دائما في أي وضع وفي أي وقت، تعمل والإنسان في نوم عميق، وتعمل والإنسان في أوج نشاطه وحركته، تعمل في صحة الإنسان وفي مرضه وفي سروره وحزنه، تعمل دون أن تحمله مشقة التوجيه أو الإدارة فهي تعمل من نفسها وبنفسها .. فسبحان الله الخالق المبدع العظيم القائل: (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين )لقمان:۱۱ .