النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو شخص الكمال، فهو طاقة رحمة وحب وحنان تفيض على الكون من حوله، وسنته الشريفة وسيرته النبوية قد ضمت كثير من المواقف والأفعال والأقوال ما إن تمسك بها المسلمون حتى نالوا الطمأنينة والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا علمنا إياه وأرشدنا له.
وقد حفلت السيرة النبوية بمواقف عديدة بينت لنا كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته أمهات المؤمنين بكل رحمة ومودة وحب يفقدها الكثيرين في معاملتهم اليوم مع زوجاتهم، أظهرت لنا سنة نبينا كيف كان يراعي نفسيات أزواجه وغيرتهن، وكان كان يفعل كل ما بوسعه حتى يسعدهن ويدخل الفرح إلى أنفسهن ولو بأشياء بسيطة إلا أنها كانت تجعل بيت النبوة مليء بالصفاء والحب، واليوم متابعينا الكرام سنتعرف سوياً كيف كان يعامل النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وكيف كان يحبهم حتى نقتدي به، فتابعوا معنا.
كلمات حب الرسول لزوجاته:
ومن الأمور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يظهر بها حبه لزوجاته رضوان الله عليهن أنه كان يشرب من مكان شربهن ويأكل من موضع أكلهن، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في، وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع في) بمعنى أنه كان يأكل ما بقي من اللحم الذي تركته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على العظم.
للمزيد يمكنك قراءة: معلومات عن حياة الرسول
حب النبي لصفية رضي الله عنها:
ولم ينس النبي صلى الله عليه وسلم حبه لزوجاته حتى في وقت الشدة وقت الحروب بالرغم من مسئولياته الكبيرة، فعن أنس رضي الله عنه قال: خرجنا إلى المدينة – قادمين من خيبر – فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير)، فلم يخجل النبي صلى الله عليه وسلم من أن يرى جنده وهو يظهر المودة والحب لزوجته أم المؤمنين صفية رضي الله عنها.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطيب خاطرها إن حزنت، فقد كانت أم المؤمنين صفية مع رسول الله ذات مرة في سفر، وكان ذلك يومها، فأبطأت في مسيرها، فاستقبلها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي قائلة: حملتني على بعير بطيء، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه دموعها ويسكتها.
للمزيد يمكنك قراءة: كم عدد زوجات الرسول لابن عثيمين
حب النبي لعائشة رضي الله عنها:
لقد عاش نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم مع زوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في حجرة لا يتجاوز مساحتها خطوات معدودة، وكان يمر عليهما بالشهران ولم يكن أقيد في بيتهما نارا، وبالرغم من هذا قد أشع نور الحب في حجرتهما في أطهر صورة، وهذا الأمر كان النبي يفصح ويعبر عنه من دون حرج، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (يا رسول الله: من أحب الناس إليك؟ قال عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها) (رواه البخاري).
وعن عائشة رضي الله عنها قال: (أرسل أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم فاطمة – بنت رسول الله إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاستأذنت عليه وهو مضطجع في مرطي، فأذن لها، فقالت بنته فاطمة: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، (وأنا ساكتة) قالت: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟ فقال بلى، قال: فأحبي هذه) (رواه مسلم)
للمزيد يمكنك قراءة: زوجات الرسول الهلاليات
المرأة بطبيعة الحال تحب من يدللها، وقد فطن نبينا صلى الله عليه وسلم لهذا الشيء وراعاه في تعامله مع زوجاته، فمثلاً كان يدلل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويقول لها: يا عائش، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام)، وأيضاً كان يقول لها: (يا حميراء) والحميراء هي تصغير حمراء والمعنى (المرأة البيضاء المشربة بحمرة الوجه)، وإلى هنا أيها المتابعين الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالة الليلة التي تكلمنا وتحدثنا فيها حول كلمات حب الرسول لزوجاته الرومانسية في بيت النبوة، فتعرفنا سوياً عن كيف كان الحب في بيت النبوة وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً ودوداً مع أهله بيته الطيبين الطاهرين.